صحيفة البعثمحليات

شهور على عدم تسديد قيمة محصول التبغ.. فأين ثقة المزارعين بالتسويق الحكومي؟!

حماة – محمد فرحة

كم شهر يجب أن ينتظر مزارعو التبغ في مجال محافظة حماة ليحصلوا على قيمة محصولهم المسوق للمؤسسة العامة للتبغ منذ تشرين الثاني من العام المنصرم؟.

هو سؤال يمضي على الرغم من كل الصعوبات والمشقات التي تواجه المزارعين وهم يصرون على المضي في انشغالهم في زراعة المحاصيل الاقتصادية، خاصة منها ما يتم تسويقه حكومياً، إلا أن الممارسات الخاطئة من قبل بعض المؤسسات، غالباً ما تسيء إلى الوقائع المبهجة زراعياً، فقد ظننا أن ما تم طرحه في مؤتمرات الروابط الفلاحية قبل عدة أشهر من الآن لجهة صيحات المزارعين المطالبين بضرورة تسديد قيمة إنتاجهم من التبغ المسوق ستلقى آذاناً صاغية، وبين عشية وضحاها سيقبض هؤلاء المزارعون قيم محصولهم المسوق. إلا أن شيئاً من هذا لم يحدث ما عاد بذاكرتي ما قاله رئيس جمعية فلاحية في مؤتمر رابطة مصياف حين أكد: أن كل ما نطرحه الآن سبق وأن طرحناه في السنوات السابقة في هذه المؤتمرات، معلقاً بشيء لا يخلو من الهزل وسأحتفظ بمداخلتي هذه لمؤتمر الرابطة العام القادم.

وكأنه كان يدرك بحسه أو من خلال متابعته أن ما يسمعه شيء وما سيراه على أرض الواقع شيء آخر، بدليل ما قاله المزارع محمد الباكير من قرية الربيعة وهو من مزارعي التبغ: حين تساءل.. هل يعقل أن نذهب إلى مؤسسة التبغ باللاذقية عدة مرات في الشهر لاستلام إشعار قيمة إنتاجنا من التبغ المسوق للمؤسسة دون الظفر بذلك؟.

وزاد الباكير: أن ما تقوم به المؤسسة لجهة تجاهلها حقوق المزارعين واستحقاقاتهم المالية جراء بيعهم لها التبغ منذ شهر تشرين الثاني من العام المنصرم وحتى الآن لا يجوز أن تقوم به مؤسسة حكومية، في الوقت الذي يجب أن تحفزهم وتشجعهم نحو مزيد من الزراعة وزيادة الغلة.

وتساءل الباكير ومعه العديد من المزارعين في قرية الربيعة بريف حماة وعدد آخر من مزارعي سهل الغاب وريف جب رمله: إلى متى ننتظر كي نقبض قيم التبغ المسوق، وهانحن قد بدأنا بزراعة المحصول للعام الحالي؟.

وفي معرض جوابهم على سؤال ما إن كانوا قد راجعوا المصارف المعنية بذلك قالوا: في كل مرة كنا نراجع مؤسسة التبغ كان الجواب الجاهز: قريباً سيتم صرف قيم محاصيلكم وبقيت الأمور على هذا الحال سبعة أشهر، ورغم تلكؤ مؤسسة التبغ في تسديد قيم إنتاجنا نحن ماضون في زراعة المحاصيل الاقتصادية.

ما قاله عدد من فلاحي رابطة مصياف بلدة جب رمله كان أكثر وضوحاً، حيث أشاروا أثناء مؤتمر رابطة مصياف الفلاحية، إلى أن تجاهل بعض العاملين في الجهات التسويقية الحكومية يسيء إلى توجهات الحكومة التي تؤكد دائماً على تسديد قيمة الإنتاج المسوق خلال 48 ساعة من استلام المحاصيل، وهذا ما أكدت عليه قبل أيام لجهة تسويق وتسديد قيمة القمح المراد تسويقه.

باختصار: أي تأخير في تسديد قيمة المحاصيل المسوقة حكومياً يسيء إلى الإنتاج والمنتجين، فهل من ضمانة أخرى لكسب وشد المزارعين لتسويق إنتاجهم حكومياً سوى الإسراع في تسديد قيمته وتحفيزهم أولاً وثانياً، دون عناء ودون انتظار طويل.