رياضةصحيفة البعث

كرة الطائرة تتجه نحو الاندثار.. اتحاد اللعبة والمكتب التنفيذي والأندية في قفص الاتهام !!؟

 

 

مع أن الكرة الطائرة من الرياضات الجماعية التي تستقطب متابعة جماهيرية لابأس بها، وقد حظيت بالرعاية من قبل القيادة الرياضية مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، لكنها في الوقت الراهن تعاني من الوهن الذي أصاب مفاصلها نتيجة قلة اهتمام القيادة الرياضية الحالية بها وبكوادرها ليخبو بريقها.

اتحاد اللعبة حاول جاهداً أن يعود بها إلى الواجهة، لكنه كان دائماً يصطدم بعقبة المكتب التنفيذي الذي لطالما طالب بضغط النفقات، واختصار البطولات بحجة التقشف، مع أن تكاليف الكرة الطائرة محدودة نسبياً قياساً ببعض الألعاب المدللة الأخرى.

خبرات اللعبة حددت مجموعة من الأسباب لغيابها عن الأضواء، ومجموعة من الحلول لإنقاذها وإعادتها لسابق ألقها الذي يتطلب القليل من الإمكانيات، والكثير من النوايا الصادقة.

 

تقصير الأندية

وعلى اعتبار أن الأندية هي المفصل الرئيسي في أية لعبة فإن تطوير عملها سيعطي النتائج المنتظرة، حسب ما أكده الخبير أيمن عربشة بقوله: تقصير الأندية الكبيرة برعاية اللعبة والاهتمام بها والالتفات لكرتي القدم والسلة، وعدم المشاركة بالبطولات الرسمية بحجة ضغط النفقات، أثر بشكل كبير على اللعبة، إضافة لعدم الاهتمام بالرياضة المدرسية التي تعتبر اللبنة الأولى والأهم لرفد الأندية باللاعبين، مع عدم التنسيق بين التربية والاتحادات المتلاحقة للعبة، ومن الأسباب الأخرى إلغاء اللعبة بنادي عريق كالجيش، وعدم وجود قواعد نهائياً بنادي الشرطة بسبب اهتمام الإدارة باللعبة، وبالتأكيد ظروف الأزمة زادت الطين بلة بعدم وجود الفئات العمرية، واقتصار النشاط على التجمعات، ما أدى لتراجع كبير بمستوى اللاعبين.

وأضاف عربشة: للمكتب التنفيذي دور بإهماله للعبة، حيث لا يوافق على المشاركات الخارجية بسبب ضعف المستوى، والتقشف المفروض، وهناك أمر آخر يتمثّل بعدم وجود قيادات اتحادات للعبة تتحدى كافة الصعوبات، وتتقبّل المسؤولية، وتحاول تأمين مشاركات للمنتخبات الوطنية أمام المكتب التنفيذي، وتكرار وجود الأسماء نفسها بالاتحادات السابقة واللاحقة، ما أدى لتكرار الأسلوب والنظر من زاوية واحدة للأمور والمعالجة، وعدم وجود مختصين كمخططين وتقنيين بوضع خطط مستقبلية لرفع مستوى اللعبة، وأهم سبب هو غلبة “الأنا” بمعظم الاتحادات، وتغليب المصلحة الفردية، وبناء سمعة فردية على حساب السمعة الجماعية والمصلحة العامة للعبة، ناهيك عن أهم خطأ ارتكب بحق اللعبة، وهو إقرار نظام الاحتراف غير المدروس، حيث طبق على لعبتين فقط، ما أثر على توجه اللاعبين إلى تلك اللعبتين، وتم الانجراف نحوهما، وأثر على رفد قواعد اللعبة بالعدد المناسب للاستمرار بها.

وبيّن عربشة أن من أهم أسباب التطوير يتمثّل بفرض وجهة نظر الاتحاد على المكتب التنفيذي، والحرص من قبل أعضاء الاتحاد على الجميع، والتنسيق مع الرياضة المدرسية، والعمل بروح كفريق، وتغليب مصلحة اللعبة، والابتعاد عن الفردية والأنانية، والعودة للمسابقات، وزيادة المباريات، والابتعاد عن التجمعات، وفرض المشاركة بالبطولات العربية، وإجراء معسكرات للمنتخبات، والاطلاع أين وصلت اللعبة خارجيا؟.

مصالح شخصية

من جهته مدربنا الوطني فراس قصار أوضح بأن الاتحادات المتعاقبة كان لها دور كبير في تراجع اللعبة قائلاً: للأسف يبدأ تراجع اللعبة من أعضاء الاتحاد أنفسهم، فالمصالح الشخصية طغت على عمل الاتحاد، إضافة للتفرد بالقرارات من قبل بعض أعضاء الاتحاد، وهذا الموضوع دعاني للاستقالة من عضوية الاتحاد!.

وأضاف قصار: وبمعنى آخر فإن القرارات المجحفة التي يتخذها المكتب التنفيذي هي أحد أسباب تراجع اللعبة بعدم الموافقة على الكثير من المشاركات الخارجية التي تقدم بها اتحاد اللعبة، أو حتى الموافقة على إقامة أي نشاط محلي طويل الأمد، أو معسكرات طويلة للمنتخبات الوطنية بحجة أن المعسكرات تكلّف الكثير من الأموال، ولا توجد ميزانية كافية لها، ففي الماضي كان البطل الحقيقي طفرة للحفاظ على البطولة عدة سنوات، فما حدث سابقاً طفرة رياضية، وسببها المعسكرات طويلة الأمد، “أكثر من سنة ونصف مع معسكرات خارجية”، للأسف حالياً هذا الأمر غير مطروح أبداً.

الحلقة الأضعف

وشدد قصار على أن الرياضة المدرسية هي الأساس بتطوير اللعبة، لكن البعض لا يريد العمل على هذا الموضوع ولا طرحه، وأردف قصار: هناك حلقة مفقودة بين اتحاد اللعبة والمكتب التنفيذي، والاتحاد والأندية، والاتحاد واللجان التنفيذية في المحافظات، فاتحاد اللعبة يعتبر الحلقة الأضعف في الموضوع، وليست لديه القدرة على المحاسبة المرتبطة بالمكتب التنفيذي.

وبيّن أن الحلول المناسبة لعودة اللعبة لسابق عهدها تتمثّل باستعادة المدارس لدورها، وإقامة البطولات المدرسية كما كانت في السابق لاكتشاف المواهب، وزجها بالأندية، وعودة النشاطات إلى ما كانت عليه في السابق، ومحاسبة المقصرين، وتطوير دوري الناشئين والشباب، وإنشاء مراكز تدريبية بجميع المحافظات، أو تكليف لجنة المدربين بمتابعة الأندية، وتكليف الخبرات بدراسة موضوع الاحتراف الداخلي، وفرض المكتب التنفيذي على الأندية القوية، والاهتمام بكرة الطائرة، وتخصيص مبلغ من الاستثمارات لهذه اللعبة.

عماد درويش