الصفحة الاولىصحيفة البعث

إيران: قواتنا ستدمّر أي قوة تعتدي على سيادتنا

 

بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع أعضاء مجلس الأمن الروسي، أمس، آخر التطورات بشأن الاتفاق النووي الايراني، والوضع في منطقة الشرق الأوسط، فيما أكد قائد القوة البرية في الجيش الإيراني العميد كيومرث حيدري أن القوات الإيرانية ستدمّر أي قوة تحاول الاعتداء على سيادة البلاد وأراضيها، وقال: “إنها ليست المرة الأولى التي يكشف فيها العدو النقاب عن وجهه الشرير، ونحن منذ انتصار الثورة الإسلامية واجهنا مؤامرات الأعداء، وتمكّنا من الصمود والوقوف على أقدامنا”، مشدداً على أن العدو لن يتجرأ على القيام بأي خطوة للمساس بأمن البلاد. وشدّد حيدري على أن القوات المسلحة الإيرانية ترصد بكل دقة ويقظة تطورات الأوضاع في المنطقة تحسباً لأي طارئ، فيما قال مساعد الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية عباس عراقجي: إن إيران وضعت الخروج من الاتفاق النووي في جدول أعمالها، وأضاف: “إن بلاده وضعت الخروج من الاتفاق في جدول أعمالها وعلى مراحل، لكنها مستعدة في الوقت ذاته للعودة إلى المرحلة السابقة، فيما لو نفذت الأطراف الأخرى تعهداتها، مشيراً إلى أن طهران واجهت بحكمة خلال الفترة السابقة محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للضغط على إيران بهدف دفعها إلى الخروج من الاتفاق النووي.
ولفت عراقجي إلى أن قرار إيران المتمثل بوقف بيع اليورانيوم المخصب والماء الثقيل لفترة 60 يوماً، لا يعني الخروج من الاتفاق أو نقضه، بل هدفه الاستفادة من أدوات داخله لتوفير مصالح البلاد، وأكد التزام بلاده بقرارات مجلس الأمن، مضيفاً: إن الدول الأعضاء في الاتفاق النووي تعلم أن مجلس الأمن الدولي هو خط أحمر بالنسبة لإيران، وإن لم يتم الالتزام بهذا الخط فإن الاتفاق النووي سينتهي بالكامل.
في سياق متصل أكد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أن إيران نفذت كل التزاماتها بخصوص الاتفاق النووي رغم خروج واشنطن منه وعدم التزام الآخرين ببنوده، وقال: إن الإجراءات التي تتخذها إيران محسوبة، وكل السيناريوهات المطروحة يمكننا القيام بها بوتيرة سريعة، وهدفنا إعادة الملف النووي إلى المسار الصحيح وتقويته، وأضاف: إن إيران وحسب تعهداتها في الاتفاق النووي قبلت بعض القيود على مستويات تخصيب اليورانيوم لفترات معينة، لكن يمكن لها أن تتخلى عن التزاماتها بزيادة التخصيب بناء على احتياجاتها، وأن ترفع مستويات التخصيب إذا اقتضت الضرورة.
ولفت إلى أن إيران يمكنها إعادة تفعيل أنابيب الطاقة النووية المملوءة بالإسمنت، وكل ذلك يعتمد على رد فعل الجانب الآخر، كما أن هناك إجراءات أخرى في الطريق إذا لم تتحقق الاستجابة المطلوبة، معرباً عن أمله بأن تتخذ أوروبا خطوة كبيرة خلال فرصة الشهرين التي أعلنتها إيران.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن الأربعاء عن عقوبات جديدة على صناعات الحديد والصلب والألمنيوم والنحاس الإيرانية، وذلك بعد فترة من إلغائه الإعفاءات التي سمح بموجبها لثماني دول بشراء النفط الإيراني.
وندّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي بشدة بالإجراءات القسرية أحادية الجانب التي اتخذتها الولايات المتحدة ضد الصناعات التعدينية الإيرانية، وقال: “إن إجراء الولايات المتحدة هذا يتعارض مع التعهدات الدولية.. ومن شأن ذلك أن يحمّلها المسؤولية الدولية”، وأشار إلى أن هذا الإجراء هو كسائر أشكال الإجراءات الأمريكية أحادية الجانب التي تتعارض مع مبادئ وقواعد العلاقات الدولية، وخاصة التعهدات الدولية الناجمة عن ميثاق الأمم المتحدة وقرار محكمة العدل الدولية، لافتاً إلى أنه ينبغي على أمريكا تحمّل المسؤولية قضائياً بسبب هذه الممارسات الدولية المخالفة.
دولياً، أعرب الاتحاد الأوروبي عن أسفه لإعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران، مشدّداً على تمسكه بالحفاظ على الاتفاق النووي وتنفيذه بالكامل.
وجاء في بيان للاتحاد الأوروبي: “نحن عازمون على مواصلة الجهود من أجل استمرار التجارة المشروعة مع إيران، وهذا يشمل تفعيل الآلية الخاصة للتبادل التجاري مع إيران”.
ودعا البيان إلى الحفاظ على الاتفاق، الذي تبناه مجلس الأمن الدولي بالإجماع بالقرار رقم 2231 عام 2015، مشيراً إلى أن إيران نفذت حتى الآن كل التزاماتها بموجبه.
من جانبه، دعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون جميع الأطراف المعنية بالملف النووي الإيراني إلى تجنب “التصعيد”، وذلك بعد إعلان إيران تعليق جزء من تعهداتها الواردة في الاتفاق النووي، وقال، عند وصوله لحضور القمة الأوروبية غير الرسمية المنعقدة في سيبيو برومانيا: “الخروج من الاتفاق النووي خطأ، لأن ذلك يعني إلغاء ما أنجزناه.. لذلك تبقى فرنسا في هذا الاتفاق وستبقى.. وأرغب بشدة أن تتمكن إيران من البقاء وتنفيذ التزاماتها”، مضيفاً: “علينا العمل لإقناع كل الأطراف، وإيران أيضاً بالبقاء ضمن هذا الاتفاق”، وأضاف: “يجب عدم الوقوع في التقلبات أو التصعيد والحرص على أمننا الجماعي.. وبالتالي الحفاظ على بقاء إيران في هذا الاتفاق”.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أعلن الأربعاء أن بلاده ستخفض تنفيذ بعض التعهدات بناء على بنود الاتفاق النووي، وأنها ستوقف بيع اليورانيوم المخصب والماء الثقيل، وستمهل الأطراف الخمسة المتبقية في الاتفاق النووي 60 يوماً لتنفيذ تعهداتهم.
وجاء إعلان إيران وقف تنفيذ بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي بعد أن أقدمت إدارة ترامب على الانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق النووي، وأعلنت عقوبات اقتصادية جائرة على إيران تتعلق بمنع تصدير النفط الإيراني، وذلك في خطوة تؤكد استمرارها في سياساتها الابتزازية تجاه الدول والشعوب الرافضة للهيمنة والاستغلال.