الصفحة الاولىصحيفة البعث

ايران : ترامب لن يجد من سيتصل به

أفهم رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن أحداً لن يتصل به من طهران مهما حاول تمرير رقم هاتفه أو فرض عقوباته، فيما أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني ثقته بقدرة الشعب الإيراني على تجاوز المرحلة الراهنة، التي تشهد ضغوطاً سياسية واقتصادية سافرة وغير مسبوقة من قبل أعداء إيران، داعياً إلى تكاتف الجميع لمواجهة الهجمة التي تتعرض لها البلاد.

وقال روحاني، خلال لقائه فعاليات سياسية: إن الضغوط التي يفرضها أعداء إيران حالياً تشكّل حرباً سافرة وغير مسبوقة في تاريخ الثورة الإسلامية في البلاد، وأشار إلى أن الضغوط التي تواجهها البلاد انعكست على مختلف المجالات بما فيها البنوك وبيع النفط والبتروكيماويات والصلب والزراعة، معرباً في الوقت ذاته عن تفاؤله وثقته بالتغلب على هذه الظروف من خلال الاتحاد والتعاون.

يأتي ذلك فيما أكد القائد العام لقوات حرس الثورة الإسلامية في إيران، اللواء حسين سلامي، أن الولايات المتحدة غير قادرة، ولا تملك الجرأة على شن الحرب ضد إيران، مشيراً إلى أن التصريحات والإجراءات الأمريكية ضد إيران عبارة عن حرب نفسية هدفها تخويف الشعب الإيراني، ونقل عضو مجلس الشورى، محمد علي بورمختار، عن اللواء سلامي خلال اجتماع مغلق للمجلس قوله: إن الحرب الأمريكية ضد إيران غير ممكنة لأن أمريكا لا تملك القدرة والجرأة على شنّها، معتبراً أن قدرات القوات المسلحة الإيرانية ونقاط الضعف التي تعاني منها القوات الأمريكية في المنطقة تمنع أمريكا من القيام بأي مخاطرة تجاه إيران.

في السياق ذاته أعلن مسؤول عسكري رفيع المستوى في الحرس الثوري الإيراني أن تواجد الولايات المتحدة العسكري في الخليج لم يعد يشكل خطراً على إيران، بل فرصة لها، وأوضح قائد القوة الجوفضائية في الحرس الثوري، العميد أمير علي حاجي زادة، أن وجود حاملة طائرات أمريكية على متنها 40-50 طائرة، لا أكثر، وستة آلاف جندي كان يشكّل خطراً ملموساً في الماضي، لكن “اليوم تحوّلت الأخطار إلى فرص”، وشدد على أن الصواريخ الإيرانية قادرة على استهداف حاملات الطائرات الأمريكية على بعد 300-700 كلم.

وجاءت هذه التصريحات على خلفية اتخاذ واشنطن سلسلة إجراءات لتعزيز قواتها في المنطقة بحجة زيادة المخاطر التي تشكّلها إيران على عسكرييها هناك، بما في ذلك إرسال مجموعة سفن ضاربة بقيادة حاملة الطائرات “ابرهام لينكولن” إلى المنطقة.

من جهته قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني حسن نقوي حسيني: إن أمريكا تجاهلت بانسحابها من الاتفاق النووي جميع الأعراف الدولية، مشدداً على أن هذه التجربة أثبتت أنه لا يمكن الوثوق بأمريكا إطلاقاً، وأضاف: نشاهد في الآونة الأخيرة موقفين مختلفين صادرين عن مسؤولي الولايات المتحدة.. الأول يحمل طابع التهديد، والثاني يعلن الاستعداد لإجراء مفاوضات مع إيران، مشدداً على أن “واشنطن كاذبة في كلتا الحالتين، ولا يمكن، بل ولا يجب الثقة بها، لأنها أثبتت مراراً عدم صدقها في سلوكها وتصريحاتها”، واعتبر أن أمريكا لن تجرؤ على اتخاذ خطوة عسكرية ضد إيران لمعرفتها التامة بما تمتلكه إيران من قوة وكفاءة وتوقعها لحجم ونوعية الرد الإيراني.

كما ندّد رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران كمال خرازي بممارسات ترامب وانسحابه من الاتفاق النووي وفرضه حظراً جائراً على الشعب الإيراني، لافتاً إلى أنه لم يبق هناك أي مجال للثقة به والتفاوض معه، وأضاف، خلال اجتماعه مع مسؤولين في مؤسسات بحثية فرنسية في باريس: إن دعوات ترامب للتفاوض مع إيران تأتي بهدف الاستغلال الإعلامي ولا تكتسب أي أهمية، مشيراً إلى أن ترامب لا يحترم الاتفاقات التي وقعها أسلافه من الإدارات الأمريكية السابقة، كما انتقد مجدداً تباطؤ أوروبا في تنفيذ تعهداتها في الاتفاق النووي.

إلى ذلك أعرب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه عن اعتقاده بأن أمريكا لن تدخل في حرب ضد إيران، وتدرك بأنها ستخرج خاسرة منها.