صحيفة البعثمحليات

إقبال على تعلم “الروسية” بنسبة 50 إلى 100% مع تزايد المنح نقص الكادر التدريسي في “العالي للغات”.. والحفاظ على “الآرامية” ضرورة

دمشق – ميس خليل

ليس غريباً أن يتزايد الإقبال على تعلم اللغات الأجنبية في ظل  تراجع الوضع الاقتصادي للكثير من السوريين، لزيادة فرصهم في الحصول على فرص عمل أكبر، أو بداعي السفر وإكمال الدراسة يتجه الكثير من الشباب اليوم إلى تعلم اللغات الأجنبية وخاصة الإنكليزية والروسية، مع تزايد المنح من قبل الجانب الروسي لتصل نسبة الطلبة الراغبين بتعلمها إلى 100%.

عميد المعهد العالي للغات الدكتور نايف الياسين أوضح في تصريح “للبعث”  أن المعهد العالي منذ تأسيسه يحتل المكانة الأولى في تعليم اللغات إجمالاً، وكان قبل عام 2011 يتنافس بقوة مع المركز الثقافي البريطاني والمدرسة الأمريكية، ومعظم الطلاب يفضلون المعهد لما يقدمه من جودة التعليم والاهتمام بالمناهج، واستطاع دائماً أن يتنافس مع المعاهد الخاصة آخذين بالاعتبار أن معظم مدرسي المعاهد الخاصة تخرجوا من المعهد العالي للغات واكتسبوا خبرتهم العملية منه.

النايف أشار إلى أن عدد الطلاب كان كبيراً فيما يتعلق باللغتين الإنكليزية والفرنسية، وكان المعهد يدرس اللغات الصينية واليابانية والإيطالية، كما كان يقيم دورات تعليم اللغة العربية للأجانب، وكان يدرس عدداً لا بأس به من الأجانب، واستطاع المنافسة على مستوى المنطقة بتدريس العربية لهم لكنها توقفت بعد 2011.

نقص

بعد عام 2011 وانعدام المنافسة من المركز الثقافي البريطاني بشكل أساسي كان لدينا – كما يقول النايف – فرصة وتحدٍّ للاستمرار بتقديم الدورات التدريبية، إلا أننا واجهنا العديد من المصاعب لعل أبرزها أن عدداً كبير من المدرسين غادر المعهد، فهناك ما يقارب 50% من أعضاء الهيئة التعليمية الذين كانوا فيه تركوه خلال الأزمة إما للتدريس في المعاهد الخاصة أو منهم من غادر خارج البلاد، وعليه أصبح لدينا مشكلة في استيعاب جميع الطلاب المتقدمين للمعهد.

أما الصعوبة الأخرى التي نعاني منها فتتمثل بعدم القدرة على التنافس مع المؤسسات الخاصة مادياً لكون المعهد العالي للغات لديه ضوابط على أجر الساعة، وعلى المبلغ الكلي الذي يستطيع المدرس أن يتقاضاه شهرياً أي “السقف”، وبالتالي عدم وجود السقوف في المؤسسات الخاصة ووجود أجر أعلى مما يدفعه المعهد العالي للغات ينجذب المدرس للمؤسسات الخاصة، منوهاً إلى أن أغلب المدرسين لولا العامل المادي يفضلون التدريس في المعهد بسبب مكانته وحسن إدارته خاصة أنهم تخرجوا منه أيضاً،  فنحن نستقطب الخريجين الجيدين للتدريس فيه، ولكن للأسف عندما يحصلون على  الخبرة يتجهون للمؤسسات الخاصة.

والحل لهذه المشكلة برأي النايف حلحلة القيود المادية ليستطيع المنافسة، مشيراً إلى أن النظام  الداخلي يسمح بمراجعة اللائحة المادية كل فترة، وهذا ما حصل بالفعل، وأصبح أجر الساعة حالياً ألف ليرة بعد أن كان 500.

عميد المعهد أشار إلى أنه في المعهد ثلاث درجات: ماجستير دراسات عليا بتعليم اللغتين العربية والإنكليزية، وماجستير تأهيل وتخصص بتعليم اللغة الفرنسية، وتتراوح أعدد الطلاب، ففي ماجستير الإنكليزي 12 طالباً، والعربي من 20  إلى 25، والفرنسي نفس العدد.

أما فيما يتعلق بدورات اللغات فنقيم عادة بين 11 و12 دورة سنوياً بمعدل دورة كل شهر، وكل دورة يكون فيها مايقارب 600 طالب، أما بالنسبة للأجور فهي ليست باهظة مقارنة بالمعاهد الخاصة “15 ألف ليرة”، في حين يحقق  المعهد إيرادات جيدة لجامعة دمشق، ففي عام 2018 حقق إيرادات تقارب 126 مليون ليرة.

إقبال على الروسية

عميد المعهد ذكر أن هناك إقبالاً على تعلم اللغة الروسية بسبب تزايد عدد المنح التي يقدمها الجانب الروسي، وارتفعت نسبة الطلاب الراغبين بالتعلم من 50 إلى 100%، وبالتالي فإن أكثر اللغات المرغوبة للتعلم الإنكليزية والفرنسية والروسية، وهناك على سبيل المثال مدرسو لغة إسبانية ولكن لا يوجد إقبال عليها من قبل الطلبة.

وعن الخطة والطموحات المستقبلية ذكر النايف أن الهدف جعل المعهد العالي للغات مركز تميز في مجاله، ونحن لا نقبل أن يكون هناك أي مؤسسة أخرى في دمشق تتجاوزنا في جودة تعليم اللغات الأجنبية أو في تعليم اللغة العربية للأجانب، كما أننا سنتابع بالتركيز على المزيد من التخصص في اللغة الإنكليزية، والاستمرار بدورات المحادثة والاستماع والكتابة، كما نتطلع لافتتاح دورات تخصصية كالإنكليزية للمهندسين أو للاقتصاديين، وأن نكون مركزاً متميزاً في إجراء الاختبارات المعيارية في كل اللغات، فالمعهد يجري كل أنواع الاختبارات بدءاً من الاختبار الوطني للغات للتوظيف، واختبار القبول بالماجستير والدكتوراه، واختبار أعضاء الهيئة التعليمية، كما حصلنا في العام الماضي على الموافقة على إجراء اختبارين عالميين على الانترنت يأخذ الطالب نتيجته فوراً، وهذان الاختباران لايجريهما أحد غيرنا في سورية.

النايف أشار إلى أن المعهد يساهم بتعليم اللغة الآرامية، وله شعبة ومركز في معلولا، حيث نقيم دورات مجانية في معلولا للإسهام في المحافظة عليها كونها مهددة بالانقراض، كما أننا نعمل في المركز على توثيق اللغات وخاصة الآرامية، وذلك من خلال تسجيل بعض المواد وتوثيقها للمهتمين لاحقاً.

المعهد يقيم كما يشير النايف دورات مجانية لأعضاء الهيئة التعليمية في جامعة دمشق على مدار العام الدراسي في أي اختصاص، وللمعيدين كما أن أبناء الهيئة التعليمية يمنحون حسم 50% على الدورات وذوي الشهداء والجرحى أيضاً لهم نفس الحسم، أما موظفو المؤسسات العامة فلهم حسم 20%، وهذه مساهمة من المعهد بتحسين القدرات اللغوية لجميع أفراد الشعب.