اقتصادزواياصحيفة البعث

كان بودنا أن يطرحوها..؟!

 

كم كنّا نتمنى على من يمثلون الشعب في مجلسهم، أن يبتعدوا عن أسئلة العناوين، ليحاججوا رئيس الحكومة بالتفاصيل، كي يفهموا ويفهم المواطن، على سبيل المثال لا الحصر، أين تُنفق الأموال الناتجة عن الوفر المحقّق من إعادة هيكلة توزيع المحروقات بكل أنواعها، وكم هو مقدار الوفر مقدراً بالليرة واللتر وبالأسطوانة، وكم أدى ذلك إلى تراجع تهريب تلك المواد، وبالتالي حساب ذلك مالياً، مقارنة مع ما كان سائداً سابقاً؟.
وعلى التوازي، وفي الموضوع ذاته، كم هو ناتج عائد تقليص الدعم كمياً ومالياً، من مادة البنزين والمازوت، حيث كانت هناك كميات كبيرة تُهدر بأشكال مختلفة، وأموال هائلة تُستنزف، وكم هو ناتج عائد رفع السعر للحدود العالمية، للكمية غير المدعومة التي كانت مدعومة؟. هي متوالية من الأسئلة التي تقودنا بدورها إلى متوالية من الحسابات المالية والسوقية الواجب إطلاع ممثلي الشعب على نتائجها، كي نتأكد أن هناك فارقاً كبيراً ومهماً قد حدث فعلاً.. نتائج، نعتقد أنها ليست بغائبة عن الحكومة ورئيسها، أو يفترض ألا تكون غائبة، لكن ولأن ممثلينا ومن يمثلون لا يعلمون إن كانت موجودة بشكلها الكلي أو الجزئي، أو بكليهما معاً، وجب السؤال وكان حقاً..
نقول: إن وجوب الكشف عن تلك النتائج وأحقية معرفتها، ينطلقان من ضرورة الشفافية في إطلاع الرأي العام، على أن إدارتنا للمالية العامة تتمّ على أكمل وجه، إذ ولغاية الآن لا يدري الكثير وحتى المختصون الاقتصاديون، كيف تُدار تلك “المالية”، المتهمة أصلاً بتخلف إدارتها!.
فالملاحظ أن التخبّط في هذا الشأن الحساس لا يزال قائماً، والدليل عدم تلمس وإحساس المواطن لأي اختلافات وفوارق تُذكر حتى على المستوى الخدمي، الذي تدّعي الحكومة رصد وإنفاق العشرات من المليارات على مشاريعه، ولمن ينكر علينا رأينا وادعاءنا، نحيله إلى الواقع الخدمي الحالي للعاصمة دمشق!.
قد يتهمنا البعض، أننا معزولون عن الواقع، ولا ندرك ما تكبدناه ونتكبده جراء الأزمة وتبعاتها، واتهامه مردود شكلاً ومضموناً، فنحن المواطنين أكثر من اكتوى ولم يزل يكتوي بلظى الأزمة، غير أننا نعلم أن من يتخذ هذه الحجة ديدناً للتهرب من الحقائق، ويصرَّ على التلويح بها في كل مناسبة (علماً أنها حقيقة مؤلمة غير منكرة..)، ما هو إلاَّ مستسهل للأسباب، حين يتعذّر عليه الإقناع، وبالدليل القاطع، بما يتمّ ويجري، حيث النتائج الأفعال والأرقام ليست بمستوى الأقوال!!.
قسيم دحدل
Qassim1965@gmail.com