الصفحة الاولىصحيفة البعث

طهران: مهلة الشهرين فرصة للأوروبيين لإنقاذ الاتفاق النووي

 

نفى المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي الأنباء التي تداولتها بعض وسائل الإعلام حول ربط إيران بقائها في الاتفاق النووي ببيع 1.5 مليون برميل من النفط يومياً، مشيراً إلى أن مطالب إيران جرى بيانها بوضوح في الرسالة التي بعثها الرئيس حسن روحاني في الـ 8 من أيار الحالي لزعماء الدول المتبقية في الاتفاق النووي، وقال: إن التطرّق إلى مثل هذه الأخبار المفتعلة والتكهنات الناقصة وغير الدقيقة في وسائل الإعلام ليس أمراً غير بنّاء فحسب، بل يمكن أن يؤدي إلى تدمير الأجواء المطلوبة لدبلوماسية جادة في الوضع الحالي بين إيران والأطراف الدولية.

في السياق ذاته أكد رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني أن الأوروبيين لم يتخذوا أي خطوات عملية بهدف تنفيذ تعهداتهم في الاتفاق النووي رغم مرور 10 أيام من مهلة الشهرين التي منحتها إيران لهم.

ونقل النائب عن أهالي مدينة شاهين شهر في أصفهان حسين علي حاجي دليغاني عن لاريجاني قوله خلال اجتماع مغلق للنواب: إن الأوروبيين لم يتخذوا أي خطوات خلال الأيام العشرة الماضية ضمن مهلة الشهرين التي منحتها إيران بشأن تسهيل الشؤون المصرفية لإيران في إطار الاتفاق النووي، ومن البديهي أن الفرصة ستستمر لغاية 50 يوماً أخرى، كما بيّن أن الأوروبيين لم يتخذوا أي خطوات فيما يتعلق بالشؤون المصرفية ضمن الاتفاق النووي بعد أكثر من عام واحد من انسحاب أميركا منه، واصفاً مهلة الشهرين التي منحتها إيران للأوروبيين بأنها بمثابة فرصة جديدة لهم. وأشار لاريجاني إلى أن الأوروبيين لم يضعوا قناة “اينستكس” المالية التي اقترحوها حيّز التنفيذ، ولم نلحظ أدنى إجراءات من جانبهم على هذا الصعيد، لذلك فإن عقد الآمال عليهم لاتخاذ خطوات عملية في هذا المجال خلال المهلة المتبقية لن يجدي نفعاً.

إلى ذلك حذّر المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي من مغبة إقدام الاتحاد الأوروبي على رفع الاتفاق النووي مع إيران إلى مجلس الأمن الدولي، مشيراً إلى أن بلاده سترد على مثل هذه الخطوة، وسيتمّ إلغاء الاتفاق تماماً، وقال: إن خفض التزامات إيران في الاتفاق النووي لفترة 60 يوماً، هدفه إقناع الدول الأوروبية بالعودة إلى التزاماتها، لأننا نسعى من خلال هذا الأمر إلى التوصل إلى ثمرات الاتفاق النووي التي لم تتحقّق حتى الآن، فضلاً عن رفع الحظر.

ولفت إلى أن بلاده ستقوم خلال فترة الستين يوماً بتقييم الإجراءات التي ستقوم بها الدول الأوروبية في هذا المجال، وستتخذ القرار المناسب حيال ذلك، وأوضح أن الإجراءات الأوروبية للحفاظ على الاتفاق النووي من قبيل إطلاق الآلية المالية الأوروبية “اينستكس” غير كافية وفاقدة للفاعلية.

بدوره أكد رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية كمال خرازي أن إيران تريد الحفاظ على الاتفاق، لكنها ترى بأن الأوروبيين لم يفوا بالتزاماتهم، وقال خرازي لصحيفة لوموند الفرنسية: “إن هدفنا هو إنقاذ الاتفاق النووي والحفاظ عليه، لكننا نرى بأن الدول الأوروبية لم تف بالتزاماتها، وبناء عليه فقد منحناها فرصة شهرين لتنفذ ذلك، علماً بأن قرارنا لا يتعارض مع الاتفاق النووي الذي يسمح لإيران بوقف تنفيذ بعض تعهداتها في حال عدم احترام شركائها لالتزاماتهم”.

وأشار خرازي إلى أن الشركات الأوروبية يمكنها شراء النفط الإيراني ولاسيما أن البعض منها ليست له أي مصالح في أمريكا.

يأتي ذلك فيما شدّد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن المحاولات المشبوهة والعمليات التخريبية التي تجري في المنطقة، هدفها تصعيد التوتر وضرب الاستقرار فيها، وأوضح، عقب لقائه نظيره الهندي سوشما سوراج في نيودلهي، أن الجانبين بحثا القضايا الإقليمية والمخاطر التي تحاول واشنطن وأتباعها في المنطقة فرضها، والمخاوف بشأن الأعمال المشبوهة وأعمال التخريب الهادفة إلى تصعيد التوتر في المنطقة، ولفت إلى أنه تم خلال اللقاء أيضاً بحث التعاون المشترك بين البلدين، وإمكانية توسيعه في جميع المجالات، وتطورات الوضع في أفغانستان، وضرورة مكافحة الإرهاب، وأشار إلى أن الجانبين أكدا على أهمية استفادة إيران من الاتفاق النووي، وطالبا باتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق ذلك.