أخبارصحيفة البعث

أبو فاضل: انتصارات المقاومةكرّست معادلة توازن الردع

 

بيروت- حمود العجاج:
أقامت جمعية مركز الشهيد باسل الأسد في بعلبك، بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، ندوة تحت عنوان “رباعية القطب ودور انتصار سورية والمقاومة في إعادة بنية النظام الدولي الجديد”، تحدّث خلالها الكاتب والمحلل السياسي جوزيف أبو فاضل، مؤكداً أن المقاومة- والتي صنعت انتصار العام 2000، ودحرت المحتل الإسرائيلي من معظم أراضي الجنوب اللبناني، وسطّرت خلال عدوان تموز 2006 انتصاراً تاريخياً على المحور الامبريالي الصهيوني الرجعي العربي- هي اليوم أقوى وأشد وأصلب، مشيراً إلى أن انتصار المقاومة في أيار عام 2000 شكّل نقطة تحوّل في الصراع مع العدو الصهيوني، وأسقط إلى غير رجعة مقولات: “التفوق الصهيوني والجيش الذي لا يقهر و”إسرائيل” صاحبة اليد الطولى”، لافتاً إلى أن هذه الانتصارات كرّست معادلة توازن الردع، التي وفّرت الأمان والاستقرار للبنان واللبنانيين، وحالت دون قدرة العدو على تحقيق أطماعه في أراضي وثروات لبنان النفطية والمائية.
وشدّد أبو فاضل أن معادلة الشعب والجيش والمقاومة ستبقى الضمانة الوحيدة من أجل حماية لبنان من الأخطار الإسرائيلية المحدقة به، مشيراً إلى أن استهداف سورية هو بسبب وقوفها ودعمها للمقاومة على جميع الجبهات في وجه العدوان الصهيوني الأمريكي والخليجي ومرتزقتهم، وأكد أن سورية هي العمق الاستراتيجي للمقاومة في لبنان وفلسطين، ولذلك شنّت عليها حرباً كونية للنيل من دورها، وإضعاف محور المقاومة، مضيفاً: إن المنطقة كانت ولا تزال هدفاً للطامعين والغزاة، والذي يسعون لاحتلالها والسيطرة على مقدراتها، بدءاً من المغول والصليبيين والعثمانيين، وصولاً إلى الفرنسيين والانكليز والأميركيين والصهاينة، مؤكداً أنها حرب واحدة بوجوه كثيرة، وأشار إلى أننا أبناء أرض واحدة ومسيرة واحدة، أبناء أمة عربية واحدة، وهم عدو واحد بأقنعة كثيرة.
وأكد أبو فاضل أن أولوية محور المقاومة هي مواجهة المخطط الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة، الذي بات متمثّلاً اليوم بالمجموعات الإرهابية التكفيرية، التي تحاول إسقاط قلعة المقاومة سورية، لأنها رفضت الخضوع للإملاءات الصهيوأطلسية، مشيراً إلى أن انتصار المقاومة في أيار 2000 عزّز من شعبيتها وعزيمتها، والتي كانت سبباً من أسباب الانتصار وصد العدوان الإسرائيلي عام 2006، موضحاً أن انتصار تموز لاقى تأييداً هائلاً للمقاومة من المجتمعات العربية، ولذا كان لا بد من دفع الإرهاب التكفيري إلى سورية ولبنان لتخفيف هذا التأييد، مؤكداً أن معادلة الجيش والشعب والمقاومة ستبقى عنصر القوة في زمن طال فيه التخاذل الرسمي العربي.
وأشار أبو فاضل إلى التحريض الأمريكي المتواصل ضد المقاومة، بالتواطؤ مع بعض الأنظمة العربية، وإلى المحاولات والمخططات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، وإلغاء حق العودة نهائياً، وتوطين اللاجئين الفلسطينيين في أماكن وجودهم، من خلال تمرير ما تسمى “صفقة القرن”، مشدّداً على ضرورة التمسّك بخيار المقاومة، لأنه الأنجح لتحرير الأرض العربية المحتلة، فما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة.