مليار و٢٠٠ مليون دولار خسائر الخطوط الحديدية خلال الحرب توطيــــن تكنولوجيـــــا التصنيــــع الســـــككي وربــــط المحــــاور مـــع العـــــراق وإيـــــران
دمشق– ميس خليل
ساهم النقل السككي المحلي والدولي في جعل سورية مركزاً اقتصادياً كبيراً ومنافساً لجذب الحمولات ونقلها عبر أراضيها، فالموقع الاستراتيجي المهم لها على طرق التجارة العالمية جعلها عقدة ربط للطرق والمواصلات بين الشرق والغرب، ولكن بعد الخسائر التي تعرّضت لها الخطوط الحديدية خلال الحرب والتي تُقدّر بمليار و٢٠٠ مليون دولار، وضعت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية رؤيتها المستقبلية لإعادة تفعيل دور النقل السككي الدولي والمحلي ليكون من أهم وسائل النقل التي تساهم في إعادة الإعمار، وتطوير شبكة الخطوط الحديدية لتشكل عقدة وقناة جافة للنقل الدولي.
الدكتور المهندس نجيب الفارس مدير المؤسسة العامة للخطوط الحديدية أوضح في تصريح خاص لـ”البعث” أن المؤسسة تواصل جهودها المكثفة لصيانة وتأهيل شبكاتها التي تربط كل محافظات القطر بطول 2500 كم والتي تشكل شرايين لنقل الركاب والبضائع والحبوب والمشتقات النفطية والحاويات من المرافئ البحرية إلى المرافئ الجافة والفعاليات الاقتصادية، مشيراً إلى أن المؤسّسة ومنشآتها والأدوات المحركة والمتحركة وشبكات الخطوط الحديدية ومنظومة الإشارات والاتصالات تعرّضت لخسائر كبيرة نتيجة التخريب الممنهج من قبل الإرهاب.
ولفت إلى أن هناك مشاريع إستراتيجية تقوم المؤسسة بتنفيذها لعلّ أبرزها إعادة تأهيل الخط الحديدي محور حمص– دمشق والبدء باستثماره خلال العام الحالي، حيث تمّ صيانة نحو 122كم منه، كما يتمّ العمل على تطوير خط حديد مرفأ طرطوس- حمص– مناجم الفوسفات، بهدف رفع طاقته النقلية والتمريرية وبما ينسجم مع المعايير الفنية والخدمية الدولية المعتمدة حالياً، ومشروع إنشاء خط حديدي من محطة قطينة إلى مقالع الإحضارات الحصوية بطول 18 كم مع ساحات ورمبات التحميل والتفريغ في محطات شربيت باللاذقية وسمريان وبانياس في طرطوس وذلك لنقل الإحضارات الحصوية ذات الجودة الفنية العالية إلى المدن الساحلية كمرحلة أولى وإلى باقي المحافظات لاحقاً وقد باشرت المؤسسة بتنفيذه.
وذكر الفارس أن المؤسسة تقوم بتنفيذ مشروع إعادة إعمار وإنشاء المدينة الصناعية السككية في محطة حلب الكبرى لتجميع القاطرات والشاحنات ومجموعات نقل الركاب (ترين سيت) وصيانتها من خلال نقل تكنولوجيا التصنيع السككي وتوطينها تمهيداً لتأسيس نواة تصنيع سككي قابلة للتطوير والتوسع في المستقبل، مما يساهم في خلق كادر فني متدرب ومتخصّص في جميع مجالات السكك الحديدية بشكل فعلي يساهم في تطوير قطاع النقل السككي وتلبية المتطلبات الملحة والمتنامية لاحتياجات السكك الحديدية، بما فيها شبكة قطارات الضواحي ومترو الأنفاق داخل المدن من مواد الخط والأدوات المحركة والمتحركة وغيرها، إضافة لتوريد قاطرات وشاحنات تخصصية وقطع الغيار لها. وتمّ أيضاً تنفيذ التفريعة السككية إلى مدينة المعارض في دمشق والتي وضعت في الاستثمار خلال الدورة الستين للمعرض والتي أقيمت في العام 2018، مع عودة تفعيل عضوية سورية في الاتحاد الدولي للسكك الحديدية UIC .
وبيّن مدير المؤسسة أن من أهم المشاريع الإستراتيجية التي تعمل عليها المؤسسة التواصل مع الخطوط الحديدية العراقية من أجل الربط السككي بين سورية والعراق وإيران، وتمّ عقد اتفاقية مع الجانب العراقي بخصوص الربط السككي على أكثر من محور إضافة للمحاور القديمة، وهناك 3 نقاط حدودية سككية تربط العراق باليعربية ودير الزور والبوكمال وكان هذا المشروع قيد الانتهاء من إنجازه وتوقف جراء الحرب الإرهابية، وهناك مشروع جديد لربط محطة القصير بحمص باتجاه التنف مع الشبكة العراقية لربط المرافئ السورية مع الخطوط الحديدية العراقية، كما وضعت المؤسسة خطة لاستثمار الأراضي والعقارات التي تملكها وطرحها بالاستثمار وفق قانون العقود الموحد المعتمد من الجهات الحكومية.
وأوضح الفارس أنه تمّ إعداد خارطة طريق لاستثمار الأراضي والعقارات التي تملكها في المحافظات ليتم طرحها لاحقاً للاستثمار وفق قانون التشاركية أو الــ BOT من أجل الحصول على إيرادات مالية للمؤسسة لتنفيذ مشاريعها الإستراتيجية وتخفيف العبء المالي على خزينة الدولة، كما تقوم المؤسسة حالياً بتطوير الهيكلية التنظيمية والإدارية لقطاع السكك الحديدية وتأهيل إعمار وتطوير منظومة السكك الحديدية وتوسيعها وفقاً للأولويات والخطط المعتمدة بما يساهم في تخفيض تكاليف الإنتاج ونقل مستلزمات الإنتاج والمواد الأولية وتسويق المنتجات وتشجيع قطاع الأعمال على استئناف نشاطه في مختلف المناطق والمحافظات.