دراساتصحيفة البعث

لا أحد يريد الحرب مع إيران

ترجمة: سمر سامي السمارة
عن موقع انفورميشن كليرنك هاوس 17/5/2019
رفض المرشد الإيراني الأعلى آية الله خامنئي فكرة نشوب حرب في الخليج، وقال:”لن تكون هناك حرب. … نحن لا نسعى إلى حرب ، و لا الأمريكيون فهم يعلمون أنها ليست في مصلحتهم”. ما قاله آية الله: إن الحرب ليست في مصلحة أي من البلدين كلام دقيق للغاية، و الدليل أنه على الرغم من مرور 40 عاماً من العداء ، لم تسع إيران مطلقاً إلى الحرب مع “الشيطان الأكبر” ولا تريد هذه الحرب.
من المؤكد أن الحرب لن تؤدي إلى “تغيير النظام” أو إسقاط الحكومة الإيرانية، وإذا كنا نريد أن نفرض نظاما أكثر ملاءمة لأمريكا في طهران، فسوف يتعين على واشنطن غزو واحتلال إيران كما جرى مع ألمانيا واليابان بعد عام 1945 أو مع العراق في عام 2003.
لكن في الحرب العالمية الثانية كان هناك 12 مليون رجل يحمل السلاح، وخلافاً للعراق في عام 2003 ليس لدى واشنطن سوى مئات الآلاف من القوات لاستدعائها وإرسالها إلى الخليج. كما أن الأميركيين لن يدعموا مثل هذا الغزو، ويعلم ترامب أنه خارج بعض الدوائر الانتخابية، فليس لأمريكا حماس لخوض حروب جديدة في الشرق الأوسط ولا الشجاعة الكافية لاحتلال إيران.
علاوة على ذلك، ستنطوي الحرب مع إيران على معارك بالأسلحة النارية في الخليج يمكن أن تتسبب على الأقل بإغلاق مؤقت لمرور النفط عبر مضيق هرمز – وركود في الاقتصاد العالمي.
حتى التعويل على الحلفاء فهو غير وارد حتى الآن، لأن الجميع سيكونوا خاسرين في هذه الحرب، وقد بدأت أولى تلك الملامح حين سحبت إسبانيا بارجتها الوحيدة من أسطول “جون بولتون” المتجه إلى الخليج، وتحافظ بريطانيا وفرنسا وألمانيا على الاتفاق النووي، ويواصلون التبادل التجاري مع إيران، ضاربين عرض الحائط بالتقارير الاستخباراتية حول استعداد إيران لمهاجمتنا. كما تواصل الصين شراء النفط الإيراني
، وقد استضافت الهند مؤخراً وزير الخارجية الإيراني. لذا من يريد لهذه الحرب أن تحدث؟ وكيف وصلنا إلى هذه الهاوية؟
قدم وزير الخارجية مايك بومبيو العام الماضي 12 شرطاً مطالباً إيران بالتخلي عن جميع حلفائها في الشرق الأوسط، وسحب قواتها من سورية، ووقف جميع عمليات تخصيب اليورانيوم ، وعدم إنتاج البلوتونيوم، وفتح قواعدها العسكرية للتفتيش لإثبات أنها لا تملك مطلقاً برنامجاً نووياً سرياً والتوقف عن اختبار الصواريخ، وما لم تخضع سيتم خنقها بالمزيد من بالعقوبات، فلم يك من إيران سوى تجاهل هذه المطالب.
ومع ذلك، عندما يدقق المرء يجد أن مصالح أمريكا الحيوية لا تتعرض للخطر بسبب أي وجود لإيران، ومن لديهم مشكلة مع حماس في غزة، وحزب الله في لبنان هم الإسرائيليون، أما بالنسبة لليمن، فإن اليمنيين يطيحون بالدمية السعودية، وفي العراق فقد ساعد الحشد الشعبي المدعوم من إيران في الدفاع عن بغداد في طرد “داعش” من المناطق التي سيطر عليها.
من يريد لأمريكا أن تنتكس مرة أخرى في الشرق الأوسط، لخوض حرب جديدة أوسع من تلك التي خاضتها بالفعل في هذا القرن في أفغانستان والعراق وسورية وليبيا واليمن؟ في الحقيقة: بومبيو وبولتون، نتنياهو، محمد بن سلمان الخ. وحتى لا ننسى فإن ترامب والمحافظين الجدد يقومون برعاية غرورهم المضطرب الذي يتمثل في الانتقام وذلك بعودة الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط في حرب مع إيران وهذا هو الذي سيضع حداً لرئاسة ترامب.