اقتصادصحيفة البعث

قصور في تسوق المادة بين رغبة الشراء والخوف من الأضرار…أكثر من 60% من العسل المعروض للبيع مغشوش

بدأت ظاهرة بيع العسل في الطرقات تأخذ العديد من الأبعاد السلبية، ولاسيما أن بعض الباعة يراهنون على جذب الزبون انطلاقاً من منظر العبوة ولون العسل، مع محاولة الترويج بجودة منتجاتهم، يأتي ذلك في وقت يجمع فيه مربو النحل على ازدياد هذه الظاهرة بلا رادع أو رقابة، وسيطرة لغة الإقناع للزبون على أن المادة المباعة عسل أصلي 100%، وحذر المربون مراراً وتكراراً -ولا يزالون- من هذه الظاهرة الخطيرة والتي تخدع المجتمع والمستهلك، وخاصة المرضى الذين يتعالجون بمادة العسل التي يصعب التأكد من جودتها من قبل مراقب التموين، ولاسيما أن للعسل أنواعاً عدة كالمستورد، مثل العسل التركي والباكستاني والكشميري القريب من العسل السوري الموجود في الأسواق من حيث النكهة وقوة الرائحة، لكن قيمته الغذائية ضعيفة للغاية خاصة في ظل وجود أساليب يتبعها الغشاشون، مثل إضافة منكهات وبعض الأعشاب بالتركيب يصعب التميز بينها وبين العسل الأصلي إلا في حال خضوعها للتحاليل المخبرية الكفيلة بتظهير مواد السكر والنشاء والشاي، ويقدر المربون أن أكثر من 60% من العسل المعروض للبيع مغشوش…!
طرق سرية للغش
هناك الكثير من طرق الغش المعتمدة في ترويج المنتج، منها اعتماد المغالطة في وصف طبيعة المادة المعروضة للبيع، تدني سعر العسل المغشوش مقارنة بأسعار العسل لدى مربي ومنتجي عسل النحل؛ حيث يتراوح سعر العسل الأصلي بين 6 إلى 8 آلاف ليرة للكلغ الواحد، في حين يصل سعر المغشوش إلى دون الألفي ليرة. وخلال جولتنا على بعض الأسواق رصدنا نوعاً من العسل يروج على أنه عسل كالتوس وبسعر 1500 ليرة للعلبة من وزن نصف كغ، والطريف أن المشتري يتحصل بموجب هذا العرض على العلبة الثالثة مجاناً، ويكفي الراغب في الاطلاع على هذه النوعية من المنتوجات أن يتجول بين أروقة الأسواق التجارية الشعبية ليكتشف حجم الخداع الذي يتعرض له المستهلك بأنواع مختلفة الأسماء ترصف في الرفوف وتسوق على أنها عسل طبيعي أو أصلي.
ويتحدث البعض أن مادة العسل المغشوش انتشرت في المحلات التجارية على أنه عسل أجنبي مستورد ويباع باسم أصلي وماركة حقيقية، في حين أنه مخلوط ومعبأ بطرق غير نظامية، لا يكشفها التموين إلا من خلال سحب عينات لتحليلها، ويعتبر بعض المربين أن هذه الظواهر أدت إلى تراجع مهنة تربية النحل وعزوف المربين عن المهنة نهائياً، ويطالبون كلاً من وزارتي الزراعة والتموين والجهات المهتمة بردع هذه الظاهرة وقمعها.
عن دور الرقابة
يوضح مدير حماية المستهلك بوزارة التجارة الداخلية علي الخطيب أن دورهم كحماية مستهلك ينحصر بسحب عينات العسل وإحالة المادة إلى المخبر للتأكد من مطابقتها للمواصفات وخلوها من الغش، مشيراً إلى أن هناك عدداً كبيراً من الضبوط التي تنظمها مديريات التجارة، وأن كافة العينات المسحوبة من العسل تتم من البسطات والأرصفة؛ إذ إن معظمها مخالف لمواصفات العسل الطبيعي ومخلوط بمادة القطر الصناعي، مشيراً إلى أن دوريات الرقابة تتابع باستمرار بائعي العسل الذين يفترشون الأرصفة أو يحملون بضاعتهم على ظهورهم ويتجولون في الأسواق مستغلين حب الناس للعسل وإيمانهم بأنه علاج وغذاء، ومستغلين أيضاً عدم معرفة الكثيرين للتميز بين العسل الطبيعي والمغشوش.
وفيما يتعلق بغش العسل يوضح مدير الإنتاج الزراعي في اتحاد فلاحي دمشق عماد سعادات أنه يمكن أن يغش العسل بعدة طرق، منها إضافة محاليل سكرية أو نشاء أو قطع شمع لغرض زيادة الوزن، كما أن هناك ممارسات تؤثر على خصائص العسل وهي من أنواع الغش، مثل التغذية الصناعية بمحاليل سكرية، أو خلط أنواع معينة من العسل رخيصة الثمن مع أنواع أخرى غالية الثمن، مؤكداً أن العسل السوري هو من أفضل أنواع العسل على الإطلاق، خاصة أن النحل السوري معروف عالمياً.
عبد الرحمن جاويش