ثقافةصحيفة البعث

رؤية جديدة وعمل مختلف في دار الأسد للثقافة والفنون

من منطلق أن دار الأسد للثقافة والفنون(الأوبرا) هي سفيرة سورية إلى العالم والواجهة الحضارية التي تنقل الفكر الذي تتبناه سورية من خلال ما يُقَدَّم على مسارحها إلى العالم أكد المدير العام للدار أندريه معلولي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده ظهر أمس في الدار أن دار الأوبرا هي مكان لتقديم العروض النوعية بكافة أشكالها العالمية والعربية، ولتحقيق هذا الهدف تم تشكيل فريق عمل متكامل من خلال تشكيل لجنة المشاهدة والبرمجة من أهم الشخصيات الموسيقية في سورية بهدف الارتقاء بما يُقدم في الدار ولنقل صورة صحيحة ورسالة واضحة عن الإنسان والثقافة السورية، من خلال الاستثمار في الإنسان وهو أرقى أنواع الاستثمارات لبناء فكر وجيل قادر على النهوض بالعملية الفنية، لأن الثقافة هي الجسر الذي يربط بيننا وبين الآخر وهو الأساس الذي يربط حضارات العالم.. من هنا فإن اللجنة مهمتها تقييم العروض الفنية ومشاهدتها لاستخلاص ما يمكن تقديمه على مسارح الدار: مسرح الأوبرا (الكبير) مسرح الدراما، والقاعة متعددة الاستعمالات، أما ما يخص مجمع دمر الثقافي فقد أعلن معلولي أن عروضه اليوم لم تعد خاضعة لمعايير دار الأوبرا المتبعة في التقييم الفني ولا علاقة للجنة البرمجة والمشاهدة بما يقدم فيه، والدار ليست مسؤولة إلا عن العروض التي قد تقدم على مسرحه ضمن لوغو الدار.

صناعة نجم نخبوي
وعن الرؤية التطورية لدار الأسد للثقافة والفنون نوّه معلولي إلى أننا اليوم في مرحلة جديدة تقتضي رؤية جديدة وعملاً مختلف، فكل عمل له واقع وزمن، موضحاً أنه من بين الأهداف التي تم الاتفاق عليها في الاجتماع الأول للجنة البرمجة الارتقاء بالمستوى الفني للدار من خلال التمييز بين مستوى الفعاليات المقامة في الدار لوضعها على الخريطة العالمية لدور الفنون العالمية، وكذلك تنشيط فعاليات لها دور في دعم الإبداع لدى الطفل من خلال تقديم مسرحيات خاصة لتنمية الإبداع لديه، والانطلاق بمشروع لإعداد زيارات دورية لطلاب المدارس إلى دار الأوبرا ليتعرفوا على ثقافة الاستماع وحضور الحفلات ولتعريفهم بالدار وكيفية التعامل مع هكذا صرح، منوهاً معلولي أيضاً إلى أن مسارح الدار ستستقبل عروض طلاب المعاهد الموسيقية التابعة للوزارات وتفعيل التشاركية بشكل أكبر بين دار الأوبرا والمعهد العالي للموسيقا وللفنون المسرحية، كما ستكون الدار حاضنة للمواهب الشابة التي تحمل مشروعاً ثقافياً نوعياً من خلال تبنيها لهذه المواهب وحمايتها واستثمارها بطريقة حضارية، كما ستطلق الدار ضمن خطتها مشروع صناعة نجم نخبوي خاص بدار الأوبرا ممن لا يمكن الاستماع إليهم إلا عن طريق الدار.

أهم المشاريع
ولأن سورية تمتلك إرثاً ثقافياً كبيراً غير موثق بمجمله ومن الضروري توثيقه وحمايته من التشويه والتعديل بيَّن معلولي أن الدار ستولي أهمية لمشروع الحفاظ على التراث السوري وهو من أهم المشاريع ضمن الخطة الطموحة من خلال وجود لجنة مختصة بالتراث تقوم بالبحث عن الأغاني التراثية وتنويطها وإصدار الألبومات الخاصة بها وتوزيعها على المراكز الثقافية العالمية، منوهاً كذلك إلى المكتبة الموسيقية التي أصبحت جاهزة في الدار وهي ستعمل على تأمين كل ما يلزم لتصبح الأعمال الموسيقية السورية في متناول العالم.
وأوضح معلولي بعض المعايير الفنية المطبقة على عروض الدار والشروط التي يجب أن تتوفر فيها وطبيعة العلاقة التي تربطها بالعروض الخاصة وآلية العمل الجديدة التي سيبدأ تنفيذها بدءاً من 1/7 مؤكداً أنه ينظر دائماً إلى الحلم من خلال الواقع، رافضاً إطلاق شعارات قد لا يستطيع تحقيقها، مبيناً أنه يعمل اليوم ضمن الإمكانيات لتقديم أفضل ما يمكن تقديمه.

تشبيك
وتحدث معاون المدير العام للدار حسام بريمو عن العلاقة الصحيحة التي يجب أن تكون قائمة بين وسائل الإعلام وما تقدمه دار الأوبرا من عروض، مشيراً إلى أن هذه العلاقة يجب أن تكون قائمة على تقدير الإعلاميين لجهد الموسيقي، وتعاون الموسيقيين مع الإعلاميين لإيصال ما تنتجه سورية موسيقياً للجميع، أما عميد المعهد العالي للموسيقا عدنان فتح الله فقد أشار إلى التشبيك الجديد بين المعهد والدار التي فتحت مسارحها أمام طلاب المعهد الذي يتبني أي فكرة إبداعية للطلبة لتقييمها ومن ثم طرحها أمام الجمهور من على مسارح دار الأوبرا بهدف إغناء المشهد الموسيقي السوري، في حين أكد رئيس قسم الوتريات في المعهد وأحد أعضاء لجنة البرمجة رعد خلف على أن دار الأوبرا قادرة على استقطاب أعمال وشخصيات مهمة من جميع أنحاء العالم وأن التواصل قائم بين الدار وهذه الشخصيات للقدوم إلى سورية.
أمينة عباس