الصفحة الاولىصحيفة البعث

لافروف: إرسال قوات أمريكية جديدة يزيد من المخاطر الأمنية في المنطقة

اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، أن إرسال 1500 جندي أمريكي إضافي للشرق الأوسط سيزيد من المخاطر الأمنية بالمنطقة، مشيداً باقتراح إيران توقيع معاهدة عدم اعتداء مع دول الخليج، فيما أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، من الكويت، أن “إيران مستعدة، من خلال إيجاد آليات إقليمية، للحوار والتعاون البنّاء مع دول المنطقة”.
وأضاف عراقجي، خلال لقائه وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد آل صباح، أمس: إن “سياسة العقوبات الأمريكية تعرّض أمن المنطقة للخطر”، داعياً “دول المنطقة إلى أن تكون واعية إزاء التهديدات التي تواجهها”، ولفت إلى أن “سياسة إيران مبنية على أساس إرساء الأمن والاستقرار في الخليج”، وأضاف: إن “الأمن باعتقاد إيران مفهوم موحّد لا يمكن تجزئته، ويشمل القضايا السياسية والاقتصادية معاً”.
وذكرت مصادر إيرانية أن عراقجي سلّم وزير الخارجية الكويتي رسالة من نظيره الإيراني في هذا الشأن.
من جهته، أكد وزير الخارجية الكويتي، خلال زيارة عراقجي، مواصلة المشاورات واللقاءات بين دول الجوار، وضرورة استمرار الحوار، وصولاً إلى تسوية الأزمات. وكان عراقجي، بدأ جولة دبلوماسية، الأحد، تشمل سلطنة عمان والكويت ومشيخة قطر لبحث آخر التطوّرات في المنطقة، ونفى خلال زيارته مسقط وجود أي حوار مباشر أو غير مباشر مع الولايات المتحدة، وحذّر، خلال لقائه وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي، من السياسات التخريبية لواشنطن وبعض حلفائها في المنطقة. أما بن علوي فقد ركّز على ضرورة ضبط النفس من قبل جميع الأطراف، ودعا إلى استمرار المشاورات بين البلدين.
في الأثناء، أعلن رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، فلاحت بيشة، أن طهران أبلغت واشنطن عبر وسطاء، بأنه لن يخرج أي طرف منتصراً من الحرب على إيران، وأضاف: “معنوياً، الأمريكيون غير مستعدين للحرب.. لا ينبغي لإيران أن تقع في مصيدة الحرب”، مشيراً إلى أن “تفجيرات الفجيرة، وتعزيز القوات الأمريكية في الخليج جزء من الحرب النفسية”.
في سياق متصل، شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أن نشر الولايات المتحدة الأمريكية قوات إضافية في منطقة الشرق الأوسط أمر خطير يهدد الأمن والاستقرار، وقال، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الكوبي برونو رودريغيز بموسكو: “إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إرسال 1500 جندي إضافي إلى منطقة الشرق الأوسط أمر خطير.. فكما يعلم الجميع عندما تتزايد القدرات العسكرية تزداد المخاطر وتهديدات الأمن والسلم الدوليين”.
وأشاد وزير الخارجية الروسي باقتراح إيران بشأن معاهدة عدم الاعتداء في المنطقة، وقال: إنها “يمكن أن تكون الخطوة الأولى نحو نزع فتيل التوترات”.
وأوضح لافروف، رداً على سؤال حول كيفية تقييمه لمقترح نظيره الإيراني على دول المنطقة إبرام اتفاق عدم اعتداء؟، أن “الموافقة على عدم مهاجمة بعضنا البعض ربما تكون الخطوة الأولى لنزع فتيل التوترات، وسنعتبر هذا النوع من الترتيبات صحيحاً”.
وتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة، بعدما أرسلت واشنطن المزيد من القوات العسكرية إلى الشرق الأوسط، بما فيها حاملة طائرات وقاذفات بي 52 وصواريخ باتريوت، في استعراض للقوة ضد ما يزعم المسؤولون الأمريكيون أنه “تهديدات إيرانية لقواتهم في المنطقة”.
بالتوازي، أعلن وزير الطاقة الإيراني، رضا اردكانيان، عن عزم مجلس الشورى الإيراني “البرلمان”، مناقشة وإقرار اتفاقية إنشاء منطقة تجارية حرة مع الاتحاد الجمركي الأوراسي، وأوضح، في كلمة أثناء منتدى لرجال أعمال واقتصاديين يتعاملون مع روسيا، أن مجلس الوزراء الإيراني صادق على الاتفاقية المؤقتة لتأسيس منطقة تجارة حرة مع الاتحاد، وأحالها للمجلس، والذي ناقشها بدوره عبر اللجان المعنية، وأشار إلى أن مشروع الاتفاقية سيطرح للنقاش والمصادقة في الجلسة العلنية للبرلمان في الأيام المقبلة، مؤكداً أن رئيس المجلس تعهّد بإقرارها قبيل بدء أعمال الدورة الـ 15 للجنة الاقتصادية التجارية المشتركة بين إيران وروسيا، والتي ستعقد في طهران منتصف حزيران المقبل.
وأنشئ الاتحاد الاقتصادي الأوراسي مطلع 2015 على أساس الاتحاد الجمركي بين روسيا، وبيلاروس، وكازاخستان، وانضمت إليه لاحقاً كل من أرمينيا وقيرغيزستان في السنة ذاتها.
من جهة ثانية أعلن مساعد قائد قوى الأمن في محافظة كرمانشاه الإيرانية محمد رضا آموئي مقتل رئيس شرطة التحريات في مدينة إسلام آباد غرب إيران في هجوم مسلّح، وقال: إن دورية لشرطة التحريات بقيادة النقيب حاجي مرادي كانت تتجوّل بشكل اعتيادي في المدينة عندما اشتبهت بسيارة في حي جهاد، وأصدرت لها إيعازاً بالتوقّف، إلا أن ركاب السيارة بادروا إلى إطلاق النار على الدورية، ما أدى إلى مقتل مرادي وإصابة أحد أفراد الدورية، وأكد أن جهوداً حثيثة تبذل الآن من قبل قوى الأمن للقبض على الفاعلين وتقديمهم للعدالة.