اقتصادصحيفة البعث

وزيــــر الصناعـــــة يدعو لتطبيـــــق الدباغــــة النباتيــــة الصديقـــــة للبيئــــة

 

لعلها إحدى شركاتنا الصناعية العامة التي تختصر قصة صمود صناعتنا الوطنية، بل وقصة إصرار إدارة وعمال، على استمرار الدوام والعمل والإنتاج والنجاح وحتى التميز، رغم كم الاستهداف نتيجة لوقوعها طوال سنوات عدة في منطقة ساخنة جداً، إنها قصة الشركة السورية للدباغة، إحدى شركات المؤسسة العامة للصناعات الكيميائية. اليوم وبعد سنوات الأزمة وسنوات الخسائر الدائمة من 2001 وحتى 2015، استطاعت الشركة إنهاء العام 2018 بتحقيق ربح صافٍ مقداره 63 مليون ليرة سورية، بعد تحقيقها مبيعات بقيمة نصف مليار ليرة، وإنتاج 22 ألف سترة جلدية بمواصفات وأسعار منافسة وبربح لا يتجاوز نسبته 10-15%، أمنتها لشركات وجهات القطاع العام الأخرى التي تحتاجها، مطبقة مبدأ الاعتماد على الذات…

استطاعت
ليس هذا فحسب، وإنما استطاعت الوصول إلى تحقيق أعلى قيمة مضافة في الصناعة الجلدية، من خلال البدء بمشروعها الجديد، (هو عبارة عن ورشة لخياطة الستر الجلدية حالياً، وسيتم تطويرها وتوسيعها على مراحل لتصبح خط إنتاج نهائي، من مرحلة المادة الخام إلى مرحلة التصنيع النهائي للمنتج، أو ما يمكن أن نطلق عليه: معملاً ضمن معمل لتصميم وتفصيل وخياطة الستر الجلدية الجاهزة، بمختلف الأشكال والألوان (10 ألوان)، ولمختلف متطلبات العمل وتلبية لجميع الأذواق والأسواق..)، ومن خلال إنهائها لعقود التشغيل عند الغير، حيث كانت الخياطة تتم عند القطاع الخاص، وإضافة لذلك استطاعت الشركة تصنيع القفَّزات الجلدية للقطاعات التي تحتاجها كالكهرباء والإسمنت وقوى الأمن وغيرها وبحسب الطلب، وإنتاج جلد (الشاموا) وبألوان عدة، الذي تأتي سورية بعد أوربا بإنتاجه وتميزه، وقد لقي هذا المنتج استحساناً وثناء عند الوزير نظراً لجودته وتنوعه.
واللافت في هذا السياق هو تعاون كل من شركة الدباغة والشركة الأهلية للمطاط وشركة الألبسة الجاهز (وسيم)، في إنشاء تلك الورشة، حيث قدمت الأهلية ووسيم الآلات ودربت وأهلت العمال، ليكون نواة للمشروع، هذا ما شاهدناه وعايناه كإعلاميين على أرض الواقع، خلال زيارة وزير الصناعة المهندس محمد معن زين العابدين جذبة بحضور مدير المؤسسة الكيميائية الدكتور أسامة أبو فخر، ومتابعة مديرة الشركة المهندسة جورجيت سليمان التي اعتبرها الوزير إحدى بطلات الإدارة والإنتاج من ضمن ثلاثة مديري شركات نساء.

لزيادة الناتج
الوزير جذبة بين أهمية زيادة القيمة المضافة في المنتج، لزيادة الناتج المحلي الصناعي، مؤكداً انتقال الصناعة السورية من مرحلة الركود الصناعي إلى مرحلة الإنتاج الصناعي، وعودة الألق للصناعة السورية، لافتاً إلى أن دخول نحو 25 خط إنتاج جديداً في مختلف الصناعات وخلال ستة أشهر فقط، هو دليل على تعافي القطاع الصناعي، وقدرته على النمو والتطور. جذبة والذي اعتبر أن صناعة الجلود من أصعب الصناعات، شدد على أهمية الارتقاء بهذه الصناعة، وعلى إنتاج موديلات وتصاميم جديدة، كونها تشكل مصدراً للقطع الأجنبي، خاصة أن الجلود السورية تمتاز بالليونة خلافاً للكثير من الدول، كما شدد على الأثر البيئي، داعياً إلى توطين الدباغة النباتية الصديقة للبيئة بدل الدباغة الكمياوية، ولإجراء تجارب خاصة لأجل هذا، وتوثيق تلك التجارب، لاسيما أن الشركة تمتلك مخبر تجارب. وكذلك دعا إلى زيادة الإنتاج وتقليل التكاليف وزيادة الريعية من خلال تدريب وتأهيل العاملين، مبدياً تقديره لعودة الآلات الآلية ونصف الآلية إلى الإنتاج، منوهاً إلى أهمية تحقيق المواصفات عبر التجريب على المنتج كل أنواع الإجهادات وفي جميع الظروف للوصول إلى منتج منافس وبقوة، كاشفاً عن أن هناك 30 شركة عامة ستستجر الستر الجلدية.

بعدما كنا
وحول ماهية المشروع أوضحت مديرة الشركة، أنهم بدؤوا بورشة مؤلفة من 6 آلات و10 عمال تم تدريبهم وتأهيلهم كمختصين في خياطة الجلود، لتفصيل وخياطة الستر الجلدية ومن جلد الغنم، مشيرة إلى أن الورشة في هذه المرحلة تنتج ما بين 50 إلى 60 سترة شهرياً، ولاحقاً سيتم الوصول إلى 100 سترة، كاشفة عن إعادة تأهيل خط البيكس، وعن أنهم بإدخالهم الألوان والتصاميم الجديدة، سينتقلون إلى تسويق إنتاجهم لدى القطاع الخاص، بعدما كان مقتصراً على العام فقط.
ق. دحدل
Qassim1965@gmail.com