الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

الساجر وزيدان في هيشون باللاذقية

 

 

افتتح في صالة هيشون في اللاذقية معرض تشكيلي ضم أعمال الفنانين الحلبيين محمد زيدان ومحمود الساجر الجديدة، وبين التجربتين فوارق كبيرة منحت المعرض حالة من التنوع والقيمة، فلكل منهما لغته الخاصة المختلفة، فهما أبناء مدينة حلب ومن جيلين مختلفين، فلوحة الساجر تعرف ببعدها الإنساني من حيث الموضوع ومشاغلها التقنية الموصوفة بالاختزال والتوجه نحو الفن الخالص والتجريد أحيانا دون استعراض للمتع والزخرفات البصرية التي تؤثر على المشاهد وتقلل من قيمة الفكرة حيث الجمال يسكن في طريقة التعبير ولا يتعدى مضمون الفكرة، هذا الفنان المثقف لا يحتاج الثناء المباشر من المتلقي العادي بل يضع رائيه أمام أسئلة عن كينونة أنه يرسم ويحب ما تمليه عليه هذه الحياة وإن كانت تضعه في مواقف لم يعتد عليها من قبل، كما تكتمل اللوحة عنده حين انتهاء الفكرة حسب تعبير “براك”. وفيما يتعلق بلوحة محمد زيدان الفنان الشاب الذي يبحث عن خصوصية له بين فناني حلب محاولا الاستفادة من تجارب الجيل الذي أغنى وسبق في تكريس لوحة قارب العوالم التراثية والسياحية وبعضها ذهب نحو التعبيرية متأثرا بفرانسيس بيكون ودييغا أو بالمدرسة الكلاسيكية الواقعية ورسوم الكنائس وفن الأيقونة، فقد توجه هذا الفنان الشاب نحو مفردة واضحة في الجانب التقني تقوم على تصوير الحركة في الثياب والقماش والجسد وإظهار درجات الشفافية في اللون الواحد مما منحه صفة الرسام الحساس للمادة والضوء والفنان المتمكن من تقديم لوحة جاذبة للمقتني العادي.
في الحقيقية صالة هيشون في اللاذقية هي مقهى ثقافي تقع في حي الزراعة في اللاذقية وتستقطب في معارضها التشكيلية فنانين سوريين من مختلف المحافظات وقد تحولت خلال الثلاث سنوات الماضية إلى مركز ثقافي تشكيلي له جمهوره ورواده في تلك المدينة، وأضحت من الصالات المنافسة على مستوى القطر من حيث سوية العروض الفنية ومواظبة إدارتها على استقطاب العروض دون انقطاع، مما خلق حالة إيجابية ومبشرة بعيدة عن العاصمة التي تحتكر السوق والعروض التشكيلية.
أكسم طلاع