الصفحة الاولىصحيفة البعث

عمدة لندن: ترامب أبرز فاشيي القرن العشرين

 

وصف عمدة لندن، صادق خان، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يصل بريطانيا الاثنين بزيارة دولة، بـ”فاشيي القرن العشرين”، محذّراً من خطر زيادة نفوذ قوى أقصى اليمين في العالم. وأدان خان، في مقال نشرته صحيفة “غارديان”، فرش السلطات البريطانية السجادة الحمراء أمام ترامب، الذي ستستقبله مع زوجته ميلانيا، خلال الزيارة التي تستغرق ثلاثة أيام، الملكة إليزابيث الثانية. ووصف عمدة لندن، المعروف بمعارضته لترامب، الرئيس الأمريكي بأنه من أبرز أمثلة الخطر العالمي لزيادة نفوذ قوى أقصى اليمين، معتبراً أن هذه الظاهرة “تهدّد الحقوق والحريات والقيم التي دافعت عنها مجتمعاتنا الليبرالية والديمقراطية على مدى أكثر من سبعة عقود. ووضع خان الرئيس ترامب في صف واحد مع السياسيين الأوروبيين اليمينيين، قائلاً: جميعهم يستخدمون الخطاب نفسه الذي لجأ إليه الفاشيون في القرن العشرين لكسب الدعم، لكن مع استخدام أساليب مشؤومة جديدة لتقديم رسالتهم.
وحذّر عمدة لندن من أن هذه القوى اليمينية تحقق مكاسب وتصعد إلى السلطة في مختلف المناطق، الأمر الذي كان من الصعب تصوّره قبل سنوات قليلة، واتهمه بمحاولة التدخل بلا خجل” في السباق الجاري حالياً داخل حزب المحافظين من أجل كرسي رئيس الوزراء، خلفاً لتيريزا ماي التي ستترك منصبها الأسبوع المقبل.
وجاء ذلك تعليقاً على إبداء سيد البيت الأبيض دعمه لترشح وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون لهذا المنصب.
في الأثناء، من المتوقّع أن تنظّم في لندن بالتزامن مع زيارة ترامب مظاهرات شعبية واسعة سيشارك فيها 250 ألف شخص على الأقل، احتجاجاً على سياسات ترامب في مختلف المسائل.
ويتوقع منظمو الاحتجاجات أن يتظاهر وسط العاصمة البريطانية أشخاص ينتمون إلى منظمات وقوى مختلفة، بمن فيهم معارضو “بريكست” والخضر وغيرهم، وسيحتشد المتظاهرون بالتزامن مع استقبال ماي لترامب في مقرها بشارع داونينغ ستريت.
واتهم منظمو الحملة المسؤولين الأمريكيين بممارسة الضغوط على شرطة لندن كي تنشئ منطقة عازلة على طول طريق ترامب إلى مقر ماي، وإبعاد المحتجين 70 متراً على الأقل عن داونينغ ستريت، معتبرين ذلك انتهاكاً لحقهم في التظاهر.
وتعهّد النشطاء بإطلاق بالون هائل يصوّر ترامب على هيئة رضيع غاضب إذا تمكنوا من جمع 30 ألف جنيه تبرعات لـ”الحملة ضد سياسة الكراهية والتمييز”.
وأكدت المسؤولة في منظمة “أوروبا أخرى ممكنة” غير الحكومية المعارضة لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، أليونا إيفانوفا، أن مظاهرات الثلاثاء ليست موجهة ضد ترامب فقط، بل وضد ما وصفته “ترامبوية”، أي سياسة التمييز العرقي والعصبية العمياء، معتبرة الرئيس الأمريكي أبرز ممثل لنزعة تنامي الشوفينية في العالم.
وكان ترامب واصل تصريحاته التحريضية وتدخلاته في شؤون الدول، حيث حرّض بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي بلا اتفاق ورفض دفع 39 مليار جنيه إسترليني متفق عليها كفاتورة لـ “بريكست”، واعتبر، في مقابلة مع صحيفة “ذا صنداي تايمز” البريطانية أن على الحكومة البريطانية اتباع نهجه التفاوضي في مسألة بريكست، وقال محرّضاً المسؤولين البريطانيين: “إذا لم تحصلوا على الاتفاق الذي تريدونه إذاً انسحبوا”، مضيفاً: “لو كنت في مكانهم ما كنت لأدفع خمسين مليار دولار.. هذا مبلغ هائل”.
وتأتي تصريحات ترامب هذه تأكيداً لمواقفه التدخلية في شؤون دولة يعتبرها حليفة له، حيث صرّح لصحيفة “ذي صن” قبل يومين أن وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون سيكون “رئيساً ممتازاً لحكومة بريطانيا” خلفاً لتيريزا ماي.
وأعلنت ماي في وقت سابق استقالتها من منصبها على خلفية فشلها في تمرير اتفاق بريكست في البرلمان.