رياضةزواياصحيفة البعث

رياضة الفقراء

 

أيام قليلة وتفتح المدارس الصيفية أبوابها أمام الراغبين بممارسة الرياضة، كلاً حسب ميوله ورغبته، فمع كل بداية موسم صيفي ينتاب معظم الأهالي حالة من القلق والحيرة في رحلة البحث عن المكان الملائم لأطفالهم كي يبرزوا فيه مواهبهم، ويمارسوا هواياتهم المتعددة في شتى مجالات الرياضة بشكل يكون ملائماً لذوي الدخل المحدود، إلا أن الأهالي باتوا يصدمون بالأسعار “الكاوية” التي تفرضها الأندية على روادها، فيتبدد حلم الأطفال، ومعها رغبة أهاليهم في مكان يحقق الفائدة الصحية، وإملاء وقت الفراغ بالنشاط النافع.
هذه هي حال أطفالنا مع النوادي الصيفية في ظل ارتفاع أسعارها، وواقع انتشارها، وتفاوت مستوى خدماتها، فبعض الأندية (على سبيل المثال) وصل سعر تعليم لعبة السباحة إلى أكثر من ثلاثين ألف ليرة شهرياً للطفل الواحد دون حساب تجهيزات السباحة ومكملاتها الأخرى، وبعضها الآخر وصل السعر لـ 50 ألفاً، في وقت يتعذر فيه على بعض المواطنين دفع جزء من هذه المبالغ، لتظهر نظرات الأسى على وجوه الكثير من الأهالي الذين أبدوا انزعاجهم من الأسعار المرتفعة للمدارس، ففي الوقت الذي يكتوي أولياء الأمور بلهيب أسعار النوادي الصيفية، يرى القائمون عليها أنها أسعار مبررة، وتحتاج تغطية أجور كوادرها المتخصصين، ناهيك عن مشقة تأمين المعدات اللوجستية الضرورية ذات الأسعار المرتفعة!.. كل ذلك يجعلنا نتساءل: ماذا حل بالمدارس الصيفية المجانية التي بدىء بتفعيلها منذ عام 1994 حين تم تأسيس أول مدرسة صيفية مجانية في نادي المحافظة في العباسيين؟.
ما نأمله من القيادة الرياضية الإشراف المباشر، والمتابعة الجدية لكافة المدارس الصيفية في الأندية، وضرورة متابعة كل شاردة وواردة ، وإصدار قرارات تلزم المسابح التابعة لها بتخفيض الرسوم على الأندية كي تقوم هي الأخرى بتخفيض الرسوم على الأهالي، وعلى الأندية أن تكتفي بالجزء اليسير، فالمدارس الصيفية خلقت للفقراء وليس للأغنياء!!.
عماد درويش