رياضةصحيفة البعث

ترقب وتفاؤل في الشارع التشريني.. فهل يكون الجطل منقذ أحلام البحارة بالتتويج بلقب الكأس؟

 

اللاذقية– خالد جطل
بات في حكم المؤكد تولي الكابتن هيثم جطل مهمة تدريب فريق تشرين في مباراة إياب الدور نصف النهائي لكأس الجمهورية بكرة القدم بعد قبوله عرض إدارة النادي التي قبلت استقالة الكابتن محمد اليوسف عقب تعادل فريقها مع الطليعة 1/1 في لقاء الذهاب مساء السبت، الإدارة حسب الأخبار الواردة طلبت من الجطل تولي المهمة مع نيله كامل الصلاحيات لعبور الطليعة، والتواجد في المباراة النهائية، بعيداً عن الأمور المالية التي لم تشكّل عقبة عند التواصل مع الجطل بدليل قيادته للفريق بالموسم قبل الماضي، وعدم نيله أي مقابل كرد جميل للنادي الذي قدمه للساحة الرياضية، والذي أوصله للمكانة التي هو بها حالياً، كل تفاصيل الاتفاق من المفروض أن يتم تقديمها للجمهور في مؤتمر صحافي جرى مساء أمس، ومن خلال متابعتنا علمنا أن هناك تغييراً بالجهازين الفني والإداري للفريق الذي سيضم إلى جانب هيثم جطل كلاً من غسان قره علي، وكنان ديب، ومدرب الحراس علي شعبان، وعبد الله سواس الذي سبق له شغل عضو إدارة لمرات عدة، وعضو اتحاد كرة.
اللافت في الموضوع هو أن كل محبي النادي من مشجعين وكوادر وداعمين أثنوا على قرار الإدارة في سابقة قلما وجدناها في تشرين كون ما قدمه الجطل للفريق كمدرب عام 2009، وما حققه حينذاك مع مجموعة من اللاعبين الشباب، جعل الجميع يرفع له القبعات، إضافة إلى أنه عمل على تطوير نفسه في الجانب الفني من خلال اتباعه لكل الدورات التدريبية على المستوى الآسيوي، ونيله شهادة محاضر آسيوي، وخوضه تجربة المعايشة الرياضية بناديي الأهلي، وبيراميدز في مصر، واكتسابه لمزيد من الخبرة.
المتابعون لمدرب تشرين القديم الجديد يدركون عشقه للمغامرة والتحدي، وإمكانية خلق شيء يضاف لسجله الرياضي،و وقبوله قيادة فريق تشرين بعد التعادل الإيجابي مع الطليعة 1/1، وصعوبة مهمته في لقاء الإياب بحماة في الخامس عشر من حزيران الجاري، وهو يدرك أن الوقت ليس بكاف لمدرب للتأقلم مع اللاعبين، وتغيير نمطية التفكير لديهم، ورفع الروح المعنوية لديهم، مع التأكيد على أنه لا يوجد مستحيل بكرة القدم، كل هذا دفع عشاق تشرين للمطالبة بضرورة التعاقد مع الجطل للمواسم القادمة، مع وضع خطة طويلة المدى تؤمن مستقبلاً كروياً متميزاً لتشرين الذي نافس على اللقب لمدة ثلاثة مواسم متتالية دون أن يوفق بالتتويج ومسك الختام، ويطمح الجميع أن ينجح المدرب الجديد القديم لتشرين بأن يحقق اللقب الأول لنادي تشرين، والفوز بكأس الجمهورية إن كُتب له النجاح بتخطي الطليعة الصعب بملعبه، والذي يقوده مدرب محنك صنع الفارق.
مما سبق نرى أن لقاء تشرين مع الطليعة هو امتحان صعب لتشرين، إدارة، وجهازاً فنياً، ولاعبين، ومن خلفهم الجمهور الكبير، ولن تكون مجرد مباراة، بل هي بطولة بحد ذاتها، والجميع مطالب بالتكاتف ودعم المدرب واللاعبين لتجاوزها، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يوفق الجطل ويصلح ما أفسده زمن الانقسامات في تشرين؟ وهل تكون عودة الجطل المؤقتة فرصة لإصلاح ذات البين بالبيت التشريني الذي دفع فاتورة الصراعات والانقسامات الإدارية؟ وقبل هذا وذاك هل يكون الجطل كما كان سابقاً منقذاً لسفينة البحارة؟.
الجواب لدى الجطل الذي وضع نفسه بخدمة ناديه، وهذا ليس بغريب عنه وهو القائل بأنه صناعة تشرينية، وما حققه وسيحققه تشرين هو صاحب الفضل به، ويبقى لنا أن نعود بالذاكرة للوراء عندما كان الجطل أصغر مدرب بالدوري السوري، ونجح بمقارعة مدربين مشهود لهم حينها عندما حوّل فريق تشرين بمرحلة قصيرة من فريق مهدد بالهبوط للدرجة الثانية إلى منافس قوي على اللقب، وهو ما دفع إدارة نادي الوثبة للتعاقد معه، حيث أحدث تغييراً كبيراً في فترة زمنية بسيطة قبل أن يتجه للتدريب في لبنان مع شباب طرابلس، حيث ترك بصمة متميزة يذكرها الإعلام الرياضي اللبناني إلى الآن، وهذا كان جواز سفره لتدريب فريق الشباب البحريني، والصعود به للدوري الممتاز بقوة، حيث فرض الفريق نفسه بقوة بمختلف مسابقات الاتحاد البحريني، وبعد قيادته للفريق لمدة خمس سنوات قامت إدارة نادي الشباب بتوقيع عقد معه لمدة ثلاث سنوات، مضى منها موسم واحد، واستحق مدربنا الوطني التقدير والإشادة من الإعلام الرياضي بالبحرين، لدرجة أنهم طالبوا بتطبيق تجربته مع نادي الشباب على المنتخبات الوطنية للبحرين، ولا ننسى ما أحدثه الجطل لدى منتخبنا الأولمبي عندما تولى قيادته، وفوزه المستحق على اليابان قبل أن يقدم استقالته لأسباب إدارية تحفّظ عليها.