الصفحة الاولىصحيفة البعث

الخامنئي: “صفقة القرن” خيانةللأمة الإسلامية ولن تتحقق أبداً

 

دعا قائد الثورة الإسلامية في إيران الإمام السيد علي الخامنئي، أمس، الدول الإسلامية للاصطفاف بوجه الكيان الصهيوني الغاصب وتجنّب الخلافات بينها.
وانتقد الخامنئي، خلال استقباله عدداً من المسؤولين الإيرانيين وسفراء دول عربية وإسلامية بمناسبة عيد الفطر، سعي بعض الدول للتطبيع مع الكيان الصهيوني، داعياً إياها للعودة إلى رشدها وتصحيح مسارها، وشدد على أن القضية الفلسطينية هي القضية المحورية للعالم الإسلامي، مشيراً إلى أن إيران دافعت عن هذه القضية، وستبقى تدافع عنها.
وخلال خطبة صلاة عيد الفطر في العاصمة طهران، أكد الإمام الخامنئي أن القضية الفلسطينية هي القضية الأهم للأمة الإسلامية، لافتاً إلى أن الخطة الأمريكية المسماة “صفقة القرن” تعتبر خيانة للأمة الإسلامية ولن تتحقّق أبداً، وأضاف: “إن زعماء بعض الدول الإسلامية يمهدون الأرضية لتطبيق صفقة القرن، وهي خيانة تستدعي الانتباه”، وأشار إلى أن “خيانة بعض الدول الإسلامية جعلتهم يتخذون بشكل صريح إجراءات خائنة ضد فلسطين”، وأمل أن يفهم حكام السعودية والبحرين في أي مستنقع يضعون أقدامهم، وما هو الأذى الذي سيلحق بمستقبلهم.
حضر خطبة الصلاة كبار المسؤولين الإيرانيين وحشد من الإيرانيين.
وكان الخامنئي، وفي الذكرى الثلاثين لرحيل الإمام الخميني، شدّد على التمسّك بخيار المقاومة ورفض الاستسلام، لافتاً إلى أن المقاومة لا تعني بالضرورة الحرب، وأن الأميركيين يكرهون الجانب الإيراني، لأن الأخير يرفض التخلي عن طريق المقاومة، وأضاف: إن السياسات الأميركية في العراق وسورية ولبنان باءت بالفشل، وقال: إن السعودية تدفع المال وتنفّذ القرار الأميركي، وهي بذلك تدفع ضريبة الاستسلام، مؤكداً أن السيطرة الاقتصادية على العالم لم تعد ممكنة مع بروز قوى اقتصادية أخرى، مضيفاً: إن هذه القوى ستخلق تحديات على المستوى العسكري والاقتصادي أمام الغرب. ولفت الخامنئي إلى أن محور المقاومة هو في أكثر المراحل انسجاماً منذ 40 عاماً، بالمقابل فإن المحور الآخر، الممثّل بالكيان الصهيوني، هو في تراجع، منوّهاً إلى أن “الولايات المتحدة تتآكل، وكأن النمل يأكلها من الداخل”، وأشار إلى أنه “ثمة تراجعاً اقتصادياً أميركياً كبيراً، وهناك إحصاءات تؤكد ذلك”، معتبراً أن انتخاب ترامب هو دلالة على زوال أميركا على المستوى السياسي. وأضاف الخامنئي: إن دفاع أميركا عن جرائم العدو الصهيوني والجرائم ضد اليمن دليل على انهيارها الأخلاقي، موجّهاً النصيحة للرئيس الأميركي بأن يتوجّه لإصلاح أمور بلاده الداخلية بدل الحديث عن الحرص على مصالح الشعب الإيراني الاقتصادية، وأضاف: إن إيران تعاني من مشاكل اقتصادية، لكنه أكد أن لا طريق مسدوداً أمامها، وهناك تقدّم على أكثر من صعيد، معتبراً أن الحضور الشعبي في ذكرى انتصار الثورة يعني أن الشعب الإيراني يملك القدرة والبصيرة. وأكد الخامنئي أن القضية الاقتصادية هي الأكثر أهمية بالنسبة لطهران في هذه المرحلة، مشيراً إلى أن هدف المقاومة هو الوصول إلى نقطة الردع في المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وأضاف: إن الشعب الإيراني “سيتقدّم وسينجح، وفكرة المقاومة هي السلاح الأمضى”، معتبراً أن سر بقاء الجمهورية الإسلامية هو في إرث الإمام الخميني في المقاومة والصمود.
من جانبه أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الصبر الاستراتيجي للنظام والشعب الإيراني بعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي مع طهران أربك حسابات الأعداء، مشدداً على ضرورة الاستفادة من مزايا الاتفاق النووي مقابل الطرف الآخر الذي نكث بالعهود.
يأتي ذلك فيما أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن سياسة الولايات المتحدة وبعض دول الخليج تجاه إيران “غير مسؤولة، وتؤدي إلى تفاقم المشكلات”.
وقال ريابكوف: إنه إلى جانب المشاكل المرتبطة بخطة العمل الشاملة المشتركة للبرنامج النووي الإيراني وتصدير النفط الإيراني وغير ذلك.. نشهد نشاطاً مدمّراً لعدد من دول الخليج والولايات المتحدة كحليف لهم يتمثّل في توسيع وزيادة الضغط العسكري على إيران إلى درجة إثارة صدام مفتوح، وهذه سياسة غير مسؤولة تماماً، وتؤدي إلى تفاقم جميع المشكلات، وأوضح أن موسكو تواصل بشكل ثابت العمل السياسي والدبلوماسي التوضيحي مع هذه الدول، كما أنها مستمرة في دعمها النشط للمخططات البديلة لحل الأزمات في منطقة الخليج من خلال إنشاء نماذج أمنية جماعية، وهي فكرة اقترحها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بعد طرحه مؤخراً إبرام معاهدة دولية لعدم الاعتداء في هذه المنطقة.
يذكر أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صعّدت توتير الأجواء مع إيران بإعلانها مطلع الشهر الماضي إنهاء الإعفاءات التي سمح بموجبها لثماني دول بشراء النفط الإيراني، وبالتالي حظر استيراده منها في خطوة تؤكد استمرارها في سياساتها الابتزازية والجائرة تجاه الدول والشعوب الرافضة للهيمنة والاستغلال تبعها إطلاق تهديدات ضد طهران، وردت إيران على ذلك بتعليق تنفيذ بعض التزاماتها وفق الاتفاق النووي الذي توصلت إليه مع مجموعة خمسة زائد واحد عام 2015.
وكان ريابكوف أكد في الثلاثين من الشهر الماضي أن التصريحات الأمريكية المعادية لإيران لا تساعد على تطبيع الأوضاع في المنطقة، بل تزيدها توتراً.