ثقافةصحيفة البعث

العلاج بالغذاء والموسيقى

 

 

أدركت الشعوب القديمة أهمية ما نسميه اليوم بالنظام الغذائي في الحفاظ على الصحة فقد كانت الحضارات الكبرى في العصور القديمة والتي أنتجت البدائع المعمارية وغيرها من المنجزات التي كانت تتطلب جهداً كبيراً وأجساداً قادرة على مقاومة كافة أشكال الإجهاد والظروف المناخية المتقلبة، حيث كانت القوة العضلية هي الأساس في تجسيد رؤى نخب تلك الحضارات التي كانت تقدس الصحة عبر تعبدهم وإيمانهم بالعديد من آلهة الشفاء ومن أهم آلهة الشفاء من الأمراض ايزيس التي كانت ترعى صحة الشعب عن طريق وصف العلاج اللازم لهم حيث كانت تزورهم في أحلامهم أثناء نومهم في المعابد، وقد سجل المصريون القدماء واليونانيين أسوة بهم خبراتهم الطبية على جدران المعابد والقبور وأوراق البردي، ويعتبر الوزير أمنحوتب ممن نبغوا في الطب الشعبي وقد جعل المصريون تمثاله رمزا لإله الطب .
وكان الإله اليوناني اسكلوبيوس يوصي المريض بإتباع نظام غذائي خاص ويمنع من تناول الطعام الدسم والنبيذ وكان المرضى يقومون بالاستحمام الساخن اليومي مع التدليك والتبخير وأداء الصلوات الخاصة والغناء.
كانت النظرية السائدة عن الحياة هي أن القوة الحيوية التي تخترق الكون سبب حياة كافة الكائنات الحية، يختزن الإنسان هذه القوة في جسمه بناء على استعداده الخاص لاستقبالها وحفظها، لهذا كان علاجهم يعتمد على تدفئة الجسم وتهدئة الأعصاب وكانوا يشحنون الجسم بالقوة الطبيعية للعلاج عن طريق إتباع الصوم وتناول الغذاء الصحي والأعشاب الطبيعية فيعود لأعضاء الجسم اتزانها ويرجع الجسم لحالته الطبيعية، استفاد الرومان من حصاد الأدوية لدى اليونان وقدماء المصريين فانتقلت معارف الحضارات السابقة إلى روما أيضاً.
وبالنظر إلى ما سبق نجد أنه من الضروري الانتباه إلى ما نأكل في أيامنا هذه خاصة بعد دخول المنكهات والملونات والعديد من المواد الكيميائية إلى غذائنا ولجوئنا بين الحين والآخر إلى ما يعرف بالوجبات السريعة عالية السعرات الحرارية ولعل مقولة المعدة بيت الداء وبيت الدواء مازالت تثبت مصداقيتها إلى يومنا هذا.
نجلاء الخضراء