دراساتصحيفة البعث

لا هجمات كيميائية في سورية

 

ترجمة: عناية ناصر
عن موقع بلاك أجيندا ريبورت 30/5/2019
تتعمّد وسائل الإعلام الغربية التغطية على كل ما من شأنه فضح أكاذيب وروايات القوى الغربية الهادفة للتدخل في شؤون الآخرين، ولم تخرج أكذوبة استخدام سورية للغاز ضد مواقع مدنية عن هذا السياق، رغم التقارير الدولية التي تدحض روايات الغاز هذه.
تقوم وسائل الإعلام المتواطئة مع الدول الغربية بإخفاء تقرير وكالة الأمم المتحدة الذي تمّ تسريبه، ويظهر براءة الحكومة السورية من هجوم كيماوي مزعوم. تسير وسائل الإعلام الشركاتية باتساق مع مشيئة الولايات المتحدة وحلفائها في أنحاء العالم، إذ يجمعها اتفاق ضمني لاستبعاد أي معلومات قد تزعج الروايات المؤيدة للحرب والمؤيدة للتدخل في شؤون الآخرين، وما مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل الحكومة السورية إلاّ مثال واحد على هذا التكتيك، وقد تكرّرت هذه الروايات المفبركة بشكل منتظم منذ أن بدأت الولايات المتحدة وحلفاؤها بتصدير المرتزقة إلى سورية في عام 2011، وفي عام 2013 زعُم أن الحكومة السورية شنّت هجوماً بالأسلحة الكيميائية في اليوم نفسه الذي قام فيه مفتشو الأسلحة التابعون للأمم المتحدة بالوصول إلى البلاد، في سيناريو زائف.
وفي عام 2018 كرّرت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون أنهم سوف يقومون بعمل عسكري ضد سورية إذا كانت هناك أي تقارير عن استخدام الأسلحة الكيميائية. وتمّ الإبلاغ عن مثل هذا الحدث بشكل ممنهج، وشنّت حملة تفجير في نيسان من ذلك العام. إن أي شخص لديه الحسّ السليم لا بد أن يشك في هذه التقارير، فالحكومة السورية ليس لديها سبب لاستجلاب الهجمات العسكرية. وقد قدم الأشخاص ذوو المصداقية والخبرة بالفعل أدلة على أن هذه الادعاءات ليست سوى أدلة زائفة تهدف إلى الحصول على موافقة الشارع الغربي على العدوان.
الادعاءات والادعاءات المضادة تتطلب فحصاً جاداً، لكن الوثيقة التي تمّ تسريبها من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW) تشير إلى أنه حتى الأطراف غير المهتمة تصطف إلى جانب الولايات المتحدة وحلفائها في حال ممارسة ضغوط كافية.
يوضح التقرير الذي تمّ تسريبه أن هناك أسئلة جدية حول صحة تقارير 2018، حتى بين موظفي المنظمة، فقد أرادت صحيفة “نيويورك تايمز” وباقي شركائها في الدعاية التمهيد للحرب المستقبليّة، متهمة الحكومة السورية بقصف مبنى سكني بغاز الكلور. لكن الوثيقة التي تمّ تسريبها تظهر أن هناك شكوكاً جدية عبّر عنها بعض المحققين الخبراء “… هناك احتمال أكبر أن يتمّ وضع الأسطوانات يدوياً في كلا الموقعين بدلاً من استخدامها بواسطة الطائرات”.
يجب أن تكون الوثائق التي تمّ تسريبها مؤخراً عناوين رئيسية في جميع أنحاء العالم، لكن تمّ تجاهل القصة من قبل وسائل الإعلام. ووحدهم الذين يهتمون بالموضوع أو الذين لديهم دراية بمنظمات مثل مجموعة العمل المعنية بسورية والدعاية والإعلام هم الذين يعرفون شيئاً عن هذا الخبر الذي تمّ إخفاؤه بشكل متعمد حتى لا تلقى الدعوة التالية للتدخل المسلح ضد سورية أية معارضة. وبالفعل
اقترب الكونغرس الأمريكي من الدعوة إلى شنّ حرب ضد سورية في رسالة بتاريخ 20 أيار 2019 والتي وقعت من قبل 70٪ من أعضائه.
يوجد الكثير من التواطؤ في الولايات المتحدة، ويشمل هذا التواطؤ مثلث وسائل الإعلام ، وكلا طرفي حزب الحرب، والدول الألعوبة الحليفة الأجنبية. إنهم جميعاً يلعبون معاً بشكل جيد في صندوق الرمل عندما يكون هناك عمل شرير للقيام به.. والجمهور في الغالب هم من المغفلين الذين يوافقون على التدمير والمجازر مثلما تريد الإدارة!.