الصفحة الاولىصحيفة البعث

بالوثائق.. “العفو الدولية” تكشف تدمير “التحالف” الممنهج لمدينة الرقةسورية وروسيا: الغرب يغذي التنظيمات التكفيرية.. وإرهابيو إدلب سيلقون رداً ساحقاً

أضافت ميليشيا “قسد” المدعومة من قوات الاحتلال الأمريكي مجزرة جديدة بحق أهالي ريف دير الزور الشرفاء الرافضين للاحتلال الأمريكي وميليشياته حيث استشهد مدني وأصيب آخر بجروح جراء قيام عناصر من الميليشيا باقتحام قريتي ابو النيتل والنملية بريف المحافظة الشمالي والاعتداء على سكانهما بسبب رفعهم علم الجمهورية العربية السورية.
وفي تأكيد جديد على التدمير الممنهج الذي يقوم به “تحالف واشنطن”، فندت منظمة العفو الدولية بالوثائق والأدلة، ادعاءات واشنطن بتحرير مدينة الرقة من تنظيم داعش الإرهابي لتكشف الحقيقة عن تدمير ممنهج للمدينة على يد “التحالف” الذي تقوده واشنطن بزعم محاربة التنظيم التكفيري.
وفيما أكدت سورية وروسيا أن الغرب يهيئ الأرضية لتغذية التنظيمات التكفيرية ويعرقل الجهود السورية الروسية لعودة المهجرين وإعادة الحياة السلمية في البلاد، شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الإرهابيين في محافظة إدلب يواصلون استفزازاتهم بتحريض من الدول الغربية، مؤكداً أنهم سيلقون رداً ساحقاً من الجيش السوري وروسيا.
وفي التفاصيل، اقتحمت مجموعة من ميليشيا (قسد) قريتي ابو النيتل والنملية بريف دير الزور الشمالي بتغطية من طيران (التحالف الأمريكي) واعتدت على الأهالي بسبب رفعهم علم الجمهورية العربية السورية ما تسبب باستشهاد مدني وإصابة آخر بجروح.
يذكر أن معظم مناطق ريف دير الزور الواقعة تحت سيطرة ميليشيا قسد تشهد احتجاجات شعبية واسعة تطالب بطرد هذه الميليشيات المدعومة من الاحتلال الأمريكي من قراهم وبلداتهم جراء الممارسات التي تقوم بها ضد السكان المدنيين كما تسبب إطلاق الرصاص الحي على المظاهرات خلال الشهر الفائت من قبل “قسد” باستشهاد عدد من المدنيين وإصابة آخرين.
ميدانياً اشتبكت وحدة من الجيش مع مجموعات إرهابية من فلول داعش هاجمت نقطتين للجيش غرب المحطة الثالثة بريف تدمر وكبدوها خسائر بالأفراد والعتاد.
وفي ريف إدلب، قُتل وأصيب العديد من الإرهابيين، وتم تدمير آلياتهم وعتادهم خلال عمليات مركّزة على خطوط إمدادهم وتحركاتهم في محيط قرية معرشورين بريف المحافظة الجنوبي.
كما نفّذت وحدات من الجيش ضربات مدفعية وصاروخية على تجمعات لإرهابيي النصرة في أطراف قريتي مورك وكفرزيتا بريف حماة الشمالي، فيما واصلت وحدات أخرى من الجيش ملاحقة فلول الإرهابيين في محيط قريتي تل ملح والجلمة، وأوقعت بينهم العديد من القتلى والمصابين.
في غضون ذلك، بينت الهيئتان التنسيقيتان المشتركتان السورية والروسية حول عودة المهجرين السوريين في بيان مشترك عقب الاجتماع الذي عقد أمس في مبنى وزارة الإدارة المحلية والبيئة عبر الأقمار الصناعية “فيديو كونفرانس” أنه بفضل الجهود السورية الروسية المشتركة ارتفعت نسبة عودة المهجرين السوريين إلى البلاد خلال الشهر الماضي لكن هذه الجهود تصطدم بعوائق تخلقها أمريكا وحلفاؤها في المنطقة من بينها الإجراءات الاقتصادية القسرية التي تمنع وصول الأدوية إلى الشعب السوري والمعدات والآليات التي يمكنها أن تسهل حياته.
وأشار البيان إلى أن الوجود الأمريكي غير الشرعي في سورية يعيق إنهاء مشكلة مخيمي الركبان والهول ويفاقم الوضع الإنساني فيهما ويعرقل عودة المهجرين إلى بيوتهم، مجدداً التأكيد أن الحل الأمثل لهذه المشكلة ووضع حد لمعاناة المهجرين هو إنهاء الاحتلال وهذا الوجود غير الشرعي للقوات الأمريكية التي تدعم المجموعات الإرهابية والسماح للمهجرين بالعودة إلى مدنهم وقراهم.
وذكر البيان أن المهجرين السوريين الذين تمكنوا من الخروج من مخيم الركبان أكدوا أن التنظيمات الإرهابية في المخيم ترتكب تحت الحماية الأمريكية الجرائم بحق المدنيين وتمنعهم من مغادرة المخيم عبر ترهيبهم، وأشار البيان إلى أنه بفضل الجهود السورية الروسية المشتركة تم تأمين خروج أكثر من 13500 مواطن من مخيم الركبان بالتوازي مع تأمين الحكومة السورية الظروف المناسبة لعودة طوعية وآمنة لهم وتقديم الاحتياجات الأساسية من طبابة وتعليم وغذاء.
من جهة ثانية فندت منظمة العفو الدولية عبر موقعها الإلكتروني الذي أطلقته تحت اسم “ركام التحرير” ادعاءات واشنطن بتحرير مدينة الرقة من تنظيم داعش الإرهابي لتكشف الحقيقة عن تدمير ممنهج للمدينة على يد ما يسمى “التحالف الدولي” الذي تقوده واشنطن بزعم محاربة التنظيم التكفيري.
“ركام التحرير” يسلط الضوء على حجم المأساة التي تعرضت لها مدينة الرقة بعمرانها وتاريخها والمجازر التي ارتكبها طيران تحالف واشنطن بحق المدنيين فيها حيث اختارت منظمة العفو الدولية أن تنقل بالصور والشهادات الحية بعض ملامح المأساة التي طالت المدينة وسكانها.
آلاف الغارات الجوية والقصف العشوائي للمدينة من قبل التحالف الأمريكي الذي لم يقم أي اعتبار للحياة الإنسانية والقوانين والشرائع الدولية ما أدى إلى استشهاد المئات ونزوح سكانها عن المدينة وتدميرها بشكل شبه كامل لتبقى الكلمات عاجزة عن وصف حجم الكارثة التي تعرضت لها المدينة وسكانها.
الموقع الجديد المتعدد الوسائط يعرض عبر صور منتقاة مع تعليق صوتي لـ دوناتيلا روفيرا مستشارة الأزمات والمحققة التابعة للمنظمة لمحة عن عملها خلال زيارتها للمدينة في شباط الماضي وبحثها عن الشهادات والدلائل على ما جرى خلال غارات التحالف.
وأشارت المنظمة الدولية على موقعها إلى أن الحرب المزيفة ضد الإرهاب التي تنطح لها تحالف واشنطن للإطاحة بتنظيم داعش وإخراجه من الرقة من بين الحروب الأكثر تدميراً في الحرب الحديثة، لافتة إلى أن الهجوم الذي استمر من الـ 6 من حزيران إلى الـ 17 من تشرين الأول 2017 وبقيادة القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية أدى إلى استشهاد وجرح الآلاف من سكان المدينة وحول المنازل والممتلكات والأسواق والشركات والبنية التحتية إلى أنقاض.
ولفتت روفيرا في معرض تعليقها على الصور والمشاهد التي يعرضها الموقع إلى بناء منعزل على أطراف المدينة سلم وحيداً من الدمار والاستهداف دون سواه بالرغم من أنه كان موقع احتماء لقناصي داعش الإرهابي في إشارة واضحة إلى ضعف القدرة الاستخباراتية لدى التحالف من جهة بحسب المسؤولة الأممية ولكنه من جهة ثانية دليل آخر يثبت صحة تقارير كثيرة تحدثت خلال السنتين الماضيتين عن علاقة وثيقة وتنسيق بين الاستخبارات الأمريكية والتنظيم التكفيري المدرج على لائحة الإرهاب الدولية.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية أكثر من مرة أن واشنطن تزود تنظيم داعش الإرهابي بإحداثيات دقيقة وتمثل عقبة أساسية لهزيمته في سورية ونشرت في الـ 24 من أيلول قبل عامين صوراً فضائية تظهر وجود آليات تابعة للقوات الأمريكية الخاصة في مناطق انتشار إرهابيي تنظيم داعش بريف دير الزور الشمالي عدا عن إخلاء مروحيات التحالف العشرات من متزعمي التنظيم التكفيري من جبهات القتال في الرقة والطبقة والمنصورة ودير الزور أمام تقدم الجيش العربي السوري في عملياته آنذاك في دليل واضح على وجود علاقات بين التحالف الأمريكي وتنظيم داعش الإرهابي.
وتوضح العفو الدولية أن الإرهابيين القناصة والألغام التي زرعها التنظيم التكفيري منعت المدنيين المحاصرين من الخروج للنجاة بحياتهم جراء غارات طيران التحالف المتواصلة والقصف العشوائي على المدينة بسلاح المدفعية مكذبة ادعاءات قائد التحالف الفريق ستيفن تاونسند من أن الهجوم على المدينة كان أكثر الحملات الجوية دقة في التاريخ. وأكد أهالي المدينة الذين حاورتهم روفيرا أنهم لا يتلقون أي مساعدة تذكر من التحالف لمواجهة الظروف المعيشية المزرية التي يعيشونها منذ انتهاء عملية تدمير المدينة، لافتة إلى أنه بعد مرور عامين يتعين على التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الاعتراف بحجم الدمار الذي تسبب به وتوفير المعلومات اللازمة لتحقيق مستقل فضلا عن تقديم التعويضات للمدنيين.
سياسياً، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي مع وزير خارجية مالي في موسكو أن الإرهابيين في إدلب نتيجة السياسات العدوانية المتهورة للغرب وتدخله في شؤون سورية الداخلية يملكون كميات كبيرة من الأسلحة غربية الصنع ما يمكنهم من القيام بالكثير من الاستفزازات الأمر الذي لن يبقى دون رد، وشدد على ضرورة تطبيق اتفاق سوتشي حول إدلب والقضاء على التنظيمات الإرهابية في المحافظة ومنعها من استهداف المناطق السكنية ومواقع الجيش السوري وقاعدة حميميم بالصواريخ والطائرات المسيرة مطالبا النظام التركي بتنفيذ التزاماته بهذا الخصوص بأسرع وقت لأن هذه الاستفزازات ستلقى رداً حازماً وساحقاً من الجيش السوري بدعم من روسيا.
وبخصوص مزاعم الغرب حول استخدام مواد كيميائية في سورية بين لافروف أن الغرب يحاول القفز فوق الحقائق المتعلقة بحادث الاستخدام المزعوم للمواد الكيميائية في مدينة دوما بريف دمشق في السابع من نيسان 2018 وقال: هناك الكثير من الحقائق التي تجرمهم بالكذب بدءاً من الطريقة التي يريدون بها الآن تفادي أي مناقشة للأدلة التي ظهرت حول ما حدث في 7 نيسان العام الماضي في دوما كان من بين الخبراء الغربيين أناس شريفون لا يمكن التغلب على شرفهم المهني وكتبوا الحقيقة.
وأشار لافروف إلى رفض قيادة الأمانة الفنية لبعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عقد إحاطة بمشاركة جميع الخبراء الذين حققوا في الحادث الذي وقع في دوما.
وكان الخبير في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إيان هندرسون اعترف في السابع عشر من أيار الماضي بأن نتائج التقرير الرسمي للمنظمة حول الهجمات المزعومة بالسلاح الكيميائي في مدينة دوما بريف دمشق لا تتوافق مع الواقع وتتناقض مع الخبرة الهندسية ونقلت عنه وكالة سبوتنيك الروسية قوله في نص التقييم الهندسي حول مزاعم استخدام الكيميائي في سورية: إن الاختبارات التي تم إجراؤها في موقعين للحادث إلى جانب التحليل اللاحق تشير إلى أنه من المحتمل أن تكون الأسطوانات الكيميائية قد وضعت على الأرض ولم تسقط من الهواء وهذا ما يدحض كلياً تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
كما أن الصحفية الأسترالية المستقلة كاتلين جونستون كشفت على مدونتها على الانترنت الدور الذي لعبته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في التكتم على تقرير لخبراء مهندسين اكتشفوا أن العبوات التي تحوي المواد الكيميائية لم تلق من الجو وهو ما يفند الاتهامات التي سيقت للجيش السوري بشن هجوم كيميائي ويشير بوضوح إلى مسؤولية التنظيمات الإرهابية عن ذلك.
إلى ذلك، أكد رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي فلاديمير جيرينوفسكي ضرورة القضاء على الإرهاب في جميع الأراضي السورية بما فيها إدلب.
وقال جيرينوفسكي في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو: يجب حل الوضع في محافظة إدلب واستئصال الإرهابيين منها لأنه لم يعد من الممكن الصبر على بقاء مسلحين ينفذون عمليات عدوانية بما في ذلك قصف المناطق المجاورة للمحافظة وقتل المواطنين المدنيين وعرقلة عودة الحياة الطبيعية هناك بدعم من تركيا، مؤكداً ضرورة تحرير جميع الأراضي السورية من الإرهابيين واستعادة سيطرة الجيش العربي السوري على كامل التراب السوري والقضاء على بقايا الإرهاب فيه، ولفت إلى أن مساعي النظام التركي للإبقاء على بعض الإرهابيين لاستخدامهم بشن أعمال عدائية ضد الجيش العربي السوري ستبوء بالفشل، موضحاً أن هذا النظام يدعم الإرهابيين لافتعال وفبركة هجمات باستخدام الأسلحة الكيميائية واتهام الجيش السوري بها فيما بعد لاسترضاء الغرب واستعادة الماضي العثماني الغابر.
وفي مقابلة مماثلة دعا الكسي بوشكوف رئيس لجنة السياسة الإعلامية والعلاقات مع وسائل الإعلام في مجلس الاتحاد الروسي إلى ضرورة العمل للقضاء على جميع فلول الإرهابيين في محافظة إدلب وعموم الأراضي السورية، معتبراً أن الوضع في سورية يتطور على عدة اتجاهات دفعة واحدة، ودعا إلى خروج القوات الأمريكية الموجودة بشكل غير شرعي من الأراضي السورية وكذلك قوات النظام التركي في شمال البلاد، مؤكداً ضرورة المضي بالمحادثات السياسية لحل الأزمة في سورية.
من جانبها أكدت مستشارة مدير معهد الدراسات الاستراتيجية الباحثة السياسية يلينا سوبونينا ضرورة القضاء على بؤر الإرهاب في محافظة إدلب، منوهة بانتصارات الجيش العربي السوري وتحريره مناطق جنوب المحافظة، وقالت: إن الجيش السوري لا يمكن أن يصبر على استمرار العمليات الإرهابية انطلاقاً من محافظة إدلب ضد السكان المدنيين لذا من الضروري التحرك قدما من أجل تحرير جميع المناطق من قبضة الإرهابيين.
وحول الوجود الأمريكي غير الشرعي على الأراضي السورية أكدت سوبونينا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يشكل مشكلة كبيرة بالنسبة للجميع بسبب تناقضات سياسته الخطيرة التي تزعزع الوضع في المنطقة برمتها، مشيرة إلى أن الأمريكيين يستغلون الوضع الإنساني المتردي للمهجرين السوريين المحتجزين قسراً في مخيمي الركبان والهول لخدمة أغراضهم السياسية وتبرير وجودهم غير الشرعي على الأراضي السورية.
وفي سياق آخر، أعلن رئيس مجلس إدارة مسلمي أوزبكستان مفتي الجمهورية عثمان خان عليموف أن نحو ثلاثة آلاف أوزبكي انضموا إلى صفوف التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق. وقال: وفقاً لبياناتنا يوجد هناك نحو ثلاثة آلاف مواطن أوزبكي في منطقة النزاعات المسلحة في منطقة الشرق الأوسط ويتوجب علينا إعادتهم إلى البلاد.
وأشار عليموف إلى نقل 156 ارهابياً أوزبكياً من مخيم الهول في سورية في الـ30 من أيار الماضي على متن طائرة خاصة إلى أوزبكستان، موضحاً أن عمليات إعادة من تبقى من الإرهابيين ستتواصل.
وكان آلاف الإرهابيين من جمهوريات آسيا والجمهوريات السوفييتية السابقة انضموا إلى التنظيمات الإرهابية في سورية بعد أن تسللوا إليها عبر الحدود التركية التي جعلها النظام التركي ممراً لدخول عشرات الآلاف من الإرهابيين من مختلف دول العالم إلى الأراضي السورية وقدم لهم مختلف أشكال الدعم العسكري واللوجستي.