صحيفة البعثمحليات

الكثير من الوعود والقليل من التنفيذ وأربعة ليترات للدونم الواحدهل تســــــمح “زنقــــة” محروقـــات الحصـــادات بفـــرض أســـعار تفــوق ما تــم إقراره؟

 

حماة – محمد فرحة

بدأت عملية توريد محصول القمح قبل أيام والصوامع تفتتح عنابرها ل28 ألفاً و221طناً، في الوقت الذي تشي فيه المعطيات الأولية بأن هناك أزمة في توافر الحصادات لجهة قلتها من جهة، والموجود منها سيتحكم بتحديد سعر حصاد الدونم الواحد.
يقول المزارعون في بلدة شطحة وعناب ونهر البارد والعبر: إذا تقاضى أصحاب الحصادات أجر حصاد الدونم الواحد لمحصول الجلبانة سبعة آلاف ليرة عدا أجور عمال الحصادة، فكيف سيكون أجور حصاد دونم القمح الذي يريده أصحاب هذه الحصادات فرصة ويجب استغلالها، لجهة إصرار المزارعين لحصاد وجني محصولهم من جهة، وقلة عدد الحصادات من جهة ثانية؛ ما يعني الضغط على الفلاحين لدفع المبلغ الذي يريده أصحاب الحصادت.؟
ويؤكد المزارع فراس منصور أن عدد الحصادات قليل جداً حالياً ما قد يشكل مشكلة كبيرة للمزارعين، إن لم نقل تأخير جني المحصول، مع ارتفاع درجات الحرارة الذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى تساقط الحبوب من السنابل، والخشية من الحرائق الذي يروح ضحيتها يومياً العشرات من الدونمات.
وفي معرض رده على أن الجهات المعنية وفرت الكثير في وقت مبكر لموسم حصاد القمح من محروقات، وتأمين الحصادات وتحديد سعر حصاد الدونم، قال مزارع: هي وعود اعتدنا عليها.. فالوعود كثيرة والتنفيذ قليل. من ناحيته قال رئيس رابطة الغاب الفلاحية في الغاب حافظ سالم: معلوماتنا تقول إنه تم تخصيص حاجة الحصادات من المازوت في وقت مبكر، وهذه الكميات محجوزة لدى أصحاب محطات المحروقات، وأضاف بأنها قليلة، فليس من المعقول تخصيص الدونم الواحد بأربعة ليترات فقط.
وزاد سالم: أما أن يقول أصحاب بعض الحصادات بأنهم يشترون المازوت من السوق السوداء بحثاً عن رفع سعر حصاد الدونم، فهذا أمر ترفضه المنظمة الفلاحية، من هنا نطالب بضرورة المراقبة والإشراف الجيد على عمل هذه الحصادات، لا أن يترك الحبل على غاربه ما يلحق الخسائر بالفلاحين، حيث بدؤوا يتقاضون 6000 ليرة على الدونم الواحد من الآن خلافاً للتسعيرة المحددة ما بين الأربعة آلاف ليرة وخمسة آلاف ليرة للدونم مشولاً، أي مع تعبئة السفير ( التبن ).
من ناحيته قال مدير عام الهيئة العامة لإدارة تطوير الغاب المهندس أوفى وسوف: إنهم سمعوا كلاماً وتأكيداً من الجهات المعنية بالمحافظة لجهة توفير كل ما يلزم لجني المحصول من إمكانات ومستلزمات وخاصة منها المازوت، وأن أي ما يردده البعض حول عدم توفر المازوت الكافي للحصادات قد يكون مبالغاً فيه.
مدير فرع محروقات حماة ضاهر ضاهر قال: إن مخصصات محافظة حماة من المازوت يومياً ثلاثة عشر طلباً فقط، منها ثلاثة طلبات للقطاع الزراعي / لجني القمح /، والباقي لكافة القطاعات مسؤولة عن توزيعها الجهات المعنية في لجنة الحصاد المركزية بالمحافظة.
مدير منطقة مصياف قال في معرض إجابته عن سؤال ما إن كانت مادة المحروقات متوافرة للحصادات: بأنه يوجد لديه ستة طلبات في محطات المحروقات لم يوزع منها سوى طلب واحد، ولا يوجد مشكلة في هذا المجال. في حين قال مصدر في مديرية حماية المستهلك: إن أربعة ليترات لحصاد الدونم الواحد هي كمية قليلة جداً، وخاصة للحصادات التي تقوم بتعبئة التبن بالشلول، حيث تستهلك كميات أكثر من الحصادات التي ترمي خلفها التبن، مضيفاً بأنه تم تزويد أصحاب الحصادات بما يلزمهم من المازوت وخاصة في مجال بلدة المحروسة، وأضاف المصدر بأنه يتوجب على المزارعين مراجعة الوحدات الإرشادية لتحديد المساحات المزروعة لديهم ليصار إلى منحهم كتاباً بالمخصصات المطلوبة لزوم حصاد هذه المساحات.
مدير فرع الحبوب بحماة عزمي باكير قال: نحن طرف معني باستلام المحصول قمنا بتأمين الصوامع وتنظيفها وتعقيمها ومخابر التحليل، ونحن موجودون منذ الصباح حتى الساعة السابعة مساء، وسنقوم بتحويل قيمة الحبوب المسوقة حال انتهاء المزارع من تسليم إنتاجه.
الخلاصة: ما يقوله المنتجون يجب أخذه بعين الاعتبار، وهو نابع من تجاربهم الموجعة طيلة السنوات الماضية، لجهة غياب المحروقات الخاصة بالحصادات وجرارات نقل وتسويق المحصول، ثم هل يعقل أن يحضر كل مزارع إلى الوحدة الإرشادية لتبيان المساحة المزروعة بالقمح لينال شرف مخصصاته من المازوت، ألم توجد إحصائية لدى الوحدات الإرشادية تبين تلك المساحات وأصحابها، ألم نقل أكثر من مرة إن لكل مشكلة حلاً ألا عندنا لكل حل مشكلة، فهذه الأمور يفرضها أصحاب الآليات على مبدأ العرض والطلب، وما نأمله ألا تعكر عمليات تسويق القمح، فالمطلوب تقديم كل ما تحتاجه عملياً لا نظرياً، وخاصة أن المغريات كبيرة لجهة السعر، وكل طن يتم تسليمه يضاف إليه عشرة آلاف ليرة مكافأة.
في حين نسمع كلاماً معسولاً من المعنيين بأنه تم توفير كل شيء لإنجاح موسم التسويق الذي نريده وافراً يملأ خزانات صوامعنا، لتثبت الأيام مع بدء الشروع في عمليات التسويق والحصاد بأن كل ما قيل كان مجرد معزوفه ألفناها وحفظناها؛ ما يشي بأن الأقوال شيء والأفعال على الأرض شيء آخر.