الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

روسيا ومصر: ضرورة القضاء على الإرهاب والحفاظ على وحدة سورية الجيش يقضي على مجموعات إرهابية بكاملها في ريفي حماة وإدلب

بهمة عالية ووفق تكتيكات عسكرية دقيقة ومدروسة تواصل قواتنا المسلحة عملياتها في مواجهة التنظيمات التكفيرية التي تصعّد من خروقاتها لاتفاق خفض التصعيد، حيث تمكنت قواتنا الباسلة أمس من إسقاط طائرة مسيّرة محمّلة بالقنابل للتنظيمات الإرهابية، وقضت على مجموعات إرهابية بكاملها في ريفي حماة وإدلب، فيما نشبت حرائق في حقول زراعية جراء اعتداءات المجموعات الإرهابية بصواريخ على ريف حماة.

وفيما جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد على ضرورة القضاء على التنظيمات الإرهابية في محافظة إدلب ووفاء النظام التركي بالتزاماته بموجب اتفاق سوتشي، أكدت مصر على أهمية الحفاظ على وحدة سورية وسيادتها وسلامة أراضيها.

وفي التفاصيل، أسقطت وحدات من الجيش طائرة مسيّرة دون طيار مذخرة بقنابل لإرهابيي جبهة النصرة في محيط قرية تل ملح شمال مدينة محردة بريف حماة الشمالي قبل وصولها إلى القرية واستهدافها منازل الأهالي وممتلكاتهم، وردت وحدات أخرى من الجيش متمركزة في المنطقة بضربات مركّزة بسلاحي المدفعية والصواريخ على اعتداءات المجموعات الإرهابية على القرى الآمنة مستهدفة خطوط إمدادها ومحاور تحركها في أطراف بلدة كفرزيتا وقرية الزكاة بالريف الشمالي أيضاً، وأسفرت ضربات الجيش عن القضاء على عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين وتدمير إمداداتهم.

وفي ريف إدلب الجنوبي رصدت وحدات من الجيش تحرك مجموعات إرهابية في محيط مدينة معرة النعمان وبلدة حيش، فتعاملت معها بالأسلحة المناسبة، ما أسفر عن القضاء على مجموعات إرهابية بكاملها في المنطقة.

وفي وقت سابق، نشبت حرائق عدة في الحقول الزراعية بمحيط بلدة خطاب في ريف حماة جراء سقوط صواريخ أطلقتها المجموعات الإرهابية على البلدة شمال غرب مدينة حماة في خرق جديد من قبل الإرهابيين لاتفاق منطقة خفض التصعيد.

وذكر مصدر في قيادة شرطة حماة أن عدة حرائق نشبت في الحقول الزراعية في الجهة الشرقية لبلدة خطاب- نحو 12 كم- شمال غرب مدينة حماة نتيجة اعتداء المجموعات الإرهابية بعدد من القذائف الصاروخية على البلدة.

سياسياً، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي مع وزير خارجية غرينادا بيتر ديفيد في موسكو: إن التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها جبهة النصرة تسيطر على معظم مساحة إدلب وتواصل استفزازاتها واستهداف المدنيين ومواقع الجيش السوري وقاعدة حميميم، مبيناً أنه لا يمكن السكوت عن ذلك، وشدد لافروف على ضرورة تطبيق اتفاق سوتشي حول إدلب والقضاء على التنظيمات الإرهابية، مطالباً النظام التركي بتنفيذ التزاماته بموجب الاتفاق.

ويؤكد اتفاق سوتشي ضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب في سورية بكل أشكاله ومظاهره، وهو جزء من الاتفاقات السابقة حول مناطق خفض التصعيد التي نتجت عن مسار أستانا منذ بداية العام 2017، وانطلقت في أساسها من الالتزام بسيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية وتحرير كل الأراضي السورية من الإرهاب ومن أي وجود عسكري أجنبي غير شرعي.

إلى ذلك، أكد رئيس لجنة التعليم والعلوم في مجلس الدوما الروسي فياتشسلاف نيكونوف أن القضاء على الإرهابيين في إدلب سيتم قطعاً رغم تسويف النظام التركي وعدم رغبة الأمريكيين في ذلك، وقال: إن الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين القيادة الروسية والنظام التركي حول الإرهابيين في محافظة إدلب تتعرض لتجاذبات بسبب تسويف هذا النظام في تنفيذ التزاماته بهذا الشأن، لافتاً إلى أن نظام أنقرة يماطل في حل هذه المسألة انطلاقاً من مصالحه الخاصة، حيث إنه دعم الكثير من تلك القوى المسلحة، ويدعمها اليوم في إدلب، علماً أن روسيا تعتبرها مجموعات إرهابية صرفة.

وأوضح نيكونوف أن الأمريكيين ما زالوا يعيقون خروج المهجرين السوريين من مخيم الركبان، ويعتبرونهم رهائن لديهم، وللأسف فإنهم سيواصلون احتجازهم بواسطة المجموعات المسلحة التابعة لهم.

بدوره أكد نائب رئيس المجلس الروسي للشؤون الدولية والسفير الأسبق في دمشق ألكسندر دزاسوخوف أن كل مشارك في عملية تسوية الأزمة في سورية ينبغي أن يدرك أن هذا البلد يجب أن يخرج من هذه الأزمة سيداً مستقلاً موحداً بكامل ترابه الوطني، وأشار إلى أن التسوية يجب أن تمهّد لإعداد برنامج إعادة إعمار سورية من خلال تحقيق مشاريع ضخمة مرتبطة بإحياء اقتصادها وعودة مواطنيها المهجرين إلى ديارهم ليشاركوا في بناء بلدهم، ولفت إلى أن روسيا تعمل على التوصل إلى نتيجة تلزم جميع المشاركين في هذه التسوية بما في ذلك النظام التركي بالاتفاقات التي تم التوصل إليها، وبصورة خاصة قرارات عملية أستانا.

وفي بيروت، أكد سفير روسيا في لبنان ألكسندر زاسبكين أن مشاركة روسيا لسورية في الحرب على الإرهاب جاءت بناء على طلب حكومتها الشرعية، وقال زاسبكين في محاضرة ألقاها في بيروت: إن موقفنا واضح بالوقوف إلى جانب سورية في هذه الحرب الإرهابية التي شنت عليها، مشدداً على أن روسيا ترفض كل أنواع الإرهاب والتدخلات الخارجية في شؤون الدول على عكس الغرب الذي يعمل على إحداث الانقلابات والفتن. ودعا زاسبكين إلى توحيد الصفوف والتعاون مع دول العالم والشرق الأوسط تحديداً في مجال القضاء على الإرهاب ومكافحة العقوبات وفي مجال التعاون الاقتصادي، منتقداً بشدة سعي أميركا وحلفائها للسيطرة على العالم، وقال: إن وجود قطب واحد سابقاً أدى إلى كوارث في حياة شعوب العالم، ولذلك لا بد من حصول توازن، موضحاً أن هدف روسيا اليوم هو إيجاد توازن في السياسة الدولية.

وفي القاهرة، جدد وزير الخارجية المصري سامح شكري التأكيد على أهمية الحفاظ على وحدة سورية وسيادتها وسلامة أراضيها، وأشار المستشار أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية إلى أن شكري شدد خلال لقائه جيمس جيفري الممثل الخاص للولايات المتحدة إلى سورية والمبعوث الخاص الأمريكي إلى ما يسمى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي على ضرورة العمل على تجفيف منابع تمويل المجموعات الإرهابية والتصدي لأي دعم سياسي ولوجستي لها وتنسيق الجهود الدولية والإقليمية بهدف عدم السماح للفارين من المجموعات الإرهابية بالانتقال إلى دول المنطقة، ولفت إلى استمرار المساعي المصرية مع مختلف الأطراف المعنية بالأزمة في سورية بهدف الدفع قدماً بالعملية السياسية.

من جهة ثانية أعلنت وزارة الخارجية التشيكية أنها أعدت خطة خاصة تقضي بمواصلة تقديم المساعدات التنموية والإنسانية لسورية للفترة من 2020 إلى 2021، وذلك بقيمة 100 مليون كورون تشيكي، أي نحو 9ر3 ملايين يورو، وذكرت صحيفة برافو التشيكية أن وثيقة قدمتها الوزارة بهذا الشأن إلى الحكومة لإقرارها بيّنت أنه سيتم في المرحلة الجديدة وبشكل تدريجي التحول نحو مشاريع إعادة البناء، والمساعدة في عودة المهجرين السوريين إلى وطنهم، وأشارت الصحيفة إلى أن المساعدات التشيكية تركّزت على قطاعات الصحة والتعليم وإعادة إعمار البنى الأساسية الرئيسية، لافتة إلى أن الدعم سيتوجه الآن نحو تأمين المياه والطاقة ومعالجة النفايات والزراعة.

وورد في وثيقة الوزارة أن السفارة التشيكية في دمشق ستساعد في اختيار المشاريع التي ستنفذ، وأيضاً ستتم مراعاة مطالب الجانب السوري الذي يبدي الاهتمام بالحليب المجفف والمواد الغذائية والأدوية وتجهيزات المشافي وسيارات الإسعاف والعيادات المتنقلة.