الصفحة الاولىصحيفة البعث

احتراق ناقلتي نفط في بحر عُمان

 

تعرّضت ناقلتا نفط سنغافورية ونرويجية لانفجارات وحرائق، صباح أمس، في مياه خليج عمان، وتمّ إخلاء طواقمهما، وسط أنباء عن وقوع هجمات، وذلك بعد شهر من استهداف 4 سفن شحن قرب مياه الإمارات في خليج عمان، فيما أكد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أن الأمن في الخليج يمثّل أهمية كبرى لإيران، وأضاف روحاني في خطاب نقله التلفزيون الرسمي الإيراني: إن “الأمن له أهمية كبيرة لإيران في هذه المنطقة الحساسة من الخليج والشرق الأوسط وآسيا والعالم بأسره، وأن إيران تحاول دائماً تأمين السلام والاستقرار في المنطقة”، في وقت أكد خبراء أن هذا الهجوم محاولة من بعض الأطراف الإقليمية إرسال رسالة إلى كل من دونالد ترامب واليابان بـ “أنه لا فائدة من الحوار مع طهران”.
وأفادت مصادر متطابقة أن الناقلة الأولى تسمّى فرونت ألتير وتشغلها شركة الشحن النرويجية فرونتلاين، أما الثانية فاسمها كوكوكا كاريدجس وتشغلها شركة “بي. إس. إم شيب” السنغافورية، وقال طاقم الناقلة كاريدجس: إنها لا تزال في منطقة خليج عمان ولا تواجه الغرق، وأنه تمّ انتشال الطاقم من قارب إنقاذ على يد سفينة مجاورة اسمها كوستال إيس، وأضافت المصادر: “إن أحد أفراد الطاقم أصيب إصابة طفيفة وهو يتلقى العلاج وذلك بعدما تسبب “هجوم” في أضرار بالجانب الأيمن من الناقلة”.
وذكر مصدر من طاقم كاريدجس أنها كانت في طريقها من الجبيل بالسعودية إلى سنغافورة وهي محمّلة بشحنة ميثانول، مضيفاً: إن الشحنة سليمة.
إلى ذلك قال مصدر إيراني مطلّع: إن سفناً إيرانية أنقذت 44 بحاراً أجنبياً من طاقم ناقلتي نفط أجنبيتين تعرّضتا لحادث في بحر عمان تمّ إنقاذهم، وذلك بالتنسيق مع مركز البحث والإنقاذ في هرمزكان، وتمّ نقلهم بواسطة البحرية الإيرانية العائمة إلى ميناء جاسك، وأضاف: إن الناقلة الأولى أصيبت في الساعة 8 و50 دقيقة من صباح أمس وعلى بعد 25 ميلاً إلى الجنوب من جاسك، مشيراً إلى أن السفينة التي ترفع علم جزر مارشال وكانت محملة بالإيثانول من ميناء إلروس في قطر متجهة إلى تايوان تعرّضت لحادث أدى إلى نشوب حريق في منتصف السفينة.
ووفقاً لهذا المصدر المطلع فإن 23 من أفراد طاقم الناقلة ألقوا بأنفسهم في المياه بعد الحادث حيث تمّ إنقاذهم ونقلهم إلى العوامة بالتنسيق من قبل مركز هرمزكان للبحث والإنقاذ، وأضاف: “بعد ساعة من حادث الناقلة الأولى تعرّضت ناقلة أخرى في الساعة 9 و50 دقيقة لحريق على مسافة 28 ميلاً من جاسك، وأن الناقلة كانت ترفع علم بنما ومتجهة من أحد الموانئ السعودية إلى سنغافورة وتحمل شحنة من الميثانول”، وأوضح أن 21 من أفراد طاقم السفينة ألقوا أنفسهم في المياه بعد الحادث وتمّ إنقاذهم بالتنسيق مع مركز البحث والإنقاذ البحري في هرمزكان.
من جهتها نقلت صحيفة تريد ويندز المعنية بالشحن عن مصادر لم تحدّدها: “إن طوربيداً أصاب الناقلة النرويجية”.
جاء ذلك بعدما أعلنت مجموعة “عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة”، التي تديرها القوات البحرية البريطانية، وقوع حادث غير محدد في خليج عمان قرب الساحل الإيراني، ودعت إلى توخي الحذر الشديد، وأعلنت حالة التأهّب، دون أن تقدّم المزيد من التفاصيل، واكتفت بالقول: إنها تحقق مع شركائها في الحادث.
وفي ردود الفعل، أعربت وزارة الخارجية الإيرانية عن قلقها إزاء الحادث المريب الذي تعرّضت له ناقلتا النفط المرتبطتان باليابان في بحر عمان، والذي وقع بالتزامن مع لقاء قائد الثورة الإسلامية في إيران الإمام السيد علي الخامنئي برئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في طهران، وأكد المتحدّث باسم الوزارة عباس موسوي في تدوينة على موقع تويتر أن طهران تعتبر الحادث يتعارض مع الجهود الإقليمية والدولية الرامية للتهدئة وخفض التوترات في المنطقة، مشدداً على أن إيران تدعم الحوار والتعاون بين دولها.
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيرانية، محمد جواد ظريف، في تغريدة على صفحته الرسمية بموقع “تويتر”: “التوتر في المنطقة يعود لانتهاك واشنطن الاتفاق النووي وحربها الاقتصادية على طهران”، فيما أعرب المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، عن قلق طهران من الحادث، وقال: “نعرب عن بالغ قلقنا وأسفنا إزاء الانفجارات التي طالت حاملتي النفط في خليج عمان”، وأضاف: “على جميع بلدان المنطقة أخذ الحيطة والحذر لكي لا تقع في فخ أولئك الذين يستفيدون من عدم استقرار المنطقة”.
من جانبها، دعت روسيا إلى عدم استخدام حادث ناقلتي النفط لإثارة الموقف ضد إيران مستقبلاً، وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف للصحفيين، عقب جلسة لجنة العلاقات الدولية بالدوما الروسي، “يجب تقييم العواقب السياسية وغيرها؛ شهدنا مؤخراً حملة مكثفة من الضغوط السياسية والنفسية والعسكرية على إيران، ونود عدم استخدام الأحداث المأساوية التي وقّعت للتو، والتي هزت سوق النفط العالمية للمزايدة وإثارة الموقف ضد إيران مستقبلاً”.
إلى ذلك، أكد الخبير المصري، المحاضر في جامعة لوباتشيفسكي بمدينة نيجني نوفغورود الروسية، عمرو الديب، أن هذا الهجوم “يتعلّق بشكل أو بآخر بلقاء الخامنئي وآبي، فبعد أن هدأت الأوضاع بعد التحرّكات الخاصة بأسطول الولايات المتحدة في الخليج العربي، وبعد زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى طوكيو، ومن بعدها زيارة أول رئيس وزراء ياباني منذ نجاح الثورة الإيرانية إلى طهران، كان على بعض الأطراف الإقليمية أن ترسل برسالة إلى كل من دونالد ترامب واليابان بأنه لا فائدة من الحوار مع طهران”، وأشار إلى أن “إحدى ناقلتي النفط التي هوجمت كانت متجهة إلى اليابان، فلا يمكن منطقياً أن تكون إيران وراء هذا الهجوم، فكيف لها بعد وقوف الأمور على اللقاء المباشر مع دونالد ترامب بوساطة يابانية أن تهاجم ناقلات نفط إحداها متجهة للدولة التي تقف معها حالياً وهي اليابان”، وتابع: إن “العقل والمنطق يرفضان تماماً وقوف إيران وراء هذه الهجمات، لأن من يقف وراءها دولاً لا تريد التوافق الإيراني الأمريكي”، ونوّه بأن هذا الهجوم من المفترض أن يدعم موقف ترامب لتمرير صفقات الأسلحة إلى السعودية والإمارات، لكن لا ننسى أن الرئيس الأمريكي لا يدير الولايات المتحدة وحده، فمؤسسات الحكم في الولايات المتحدة لا تعمل معاً، ولكن هناك مصالح متضاربة واضحة بين كل من البنتاغون، والبيت الأبيض، ومجتمع المخابرات الأمريكي والكونغرس، ويمكن أن يحاربوا بعضهم البعض في بعض الملفات.