الصفحة الاولىصحيفة البعث

الخامنئي: ترامب كاذب ولا يستحق الردّ عليه

 

أبلغ قائد الثورة الإسلامية في إيران الإمام السيد علي خامنئي رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أن إيران لا تثق أبداً بأمريكا، ولن تكرّر التجربة المريرة المتمثّلة بالمفاوضات السابقة معها في إطار الاتفاق النووي، وأكد أنه لا يوجد شعب حر وعاقل يرضخ للتفاوض تحت الضغوط، مضيفاً: لا أرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخصاً يستحق تبادل الرسائل معه، وليس لدي أي جواب له، ولن يكون في المستقبل.
وبشأن حديث رئيس الوزراء الياباني فيما يخص تصريحات ترامب القاضية بأن أمريكا لا تنوي تغيير النظام في إيران، قال الخامنئي: إن مشكلتنا مع الأمريكيين لا تتعلّق بمسألة تغيير النظام، لأنهم حتى لو كانوا ينوون القيام بهذا الأمر فإنهم يعجزون عنه، كما أن رؤساء أمريكا السابقين، وعلى مدى أربعة عقود، بذلوا جهوداً حثيثة للنيل من إيران، ولكنهم فشلوا، مضيفاً: “إن الأميركيين ليسوا أهلاً للتفاوض في ظل الحرب الاقتصادية التي يشنونها”، مكرراً تأكيده أن “ترامب لا يستحق أن نرد عليه الآن ولا لاحقاً”.
وحول طلب أمريكا التفاوض بشأن برنامج إيران النووي، وفق ما نقل آبي، قال الخامنئي: “إن إيران تفاوضت لمدة 6 أعوام مع أمريكا والأوروبيين حول الملف النووي، وتوصلت إلى نتيجة، لكن أمريكا انتهكت هذا الاتفاق”، لافتاً إلى أن استعداد واشنطن لإجراء محادثات صادقة مع إيران غير مقبول كون الصدق بين المسؤولين الأمريكيين نادر جداً، وخاصة من قبل ترامب.
وكان الخامنئي جدد أواخر أيار الماضي التأكيد على أنه لا مفاوضات مع أمريكا لأنه لا فائدة منها بل فيها ضرر، وأضاف: “نحن لا نتفاوض على مفاخر الثورة ولا نتفاوض على القدرة العسكرية فمعنى التفاوض حول هذه المسائل هو صفقة.. أي التراجع عن القدرات الدفاعية”.
ورحب الخامنئي باقتراح رئيس الوزراء الياباني توسيع العلاقات مع إيران، وقال: “اليابان بلد مهم في آسيا، وإذا أرادت توسيع العلاقات مع إيران فعليها أن تظهر عزمها الحاسم، مثل بعض الدول الكبرى التي أظهرت هذه الإرادة”.
من جهته، أكد رئيس الوزراء الياباني أن الأمن في المنطقة ضروري لكل العالم ويخدم المصلحة الإيرانية أيضاً، قائلاً: “سأحاول جاهداً وضع حد لهذا التوتر.. هذا هو سبب مجيئي.. لا نريد حرباً جديدة في الشرق الأوسط وزيارتي هذه هي خطوة أولى نحو السلام”، وأضاف: “السيد الخامنئي أبلغني بألا نيّة لدى طهران لصنع أسلحة نووية أو استخدامها”.
ويواصل آبي زيارته لطهران، حيث التقى الأربعاء مع الرئيس حسن روحاني. ودعا آبي إلى ضرورة التصدي لأي اشتباك عسكري محتمَل في المَنطقة، فيما قال روحاني: إن بلاده لن تبدأَ أي حرب، محذّراً من أنها “سترد بحزم إذا فرضت عليها”، ورأى أن “التوتر في المنطقة هو بسبب الحرب الاقتصادية التي تفرضها واشنطن علينا، وإذا توقّفت فسنشهد تحولاً إيجابياً جداً في المنطقة”، آملاً أن تشهد زيارة رئيس الوزراء الياباني إلى طهران هذه التحوّلات. وبالتزامن، أعلنت الخزانة الأميركية فرض عقوبات على شركة عراقية بتهمة التعاون مع الحرس الثوري الإيراني.
الجدير ذكره أن رئيس الوزراء الياباني بدأ زيارة رسمية لطهران هي الأولى لرئيس حكومة ياباني منذ أكثر من أربعين عاماً. وفي تصريح صحفي، أمس، جدد روحاني التأكيد على أن إيران تسعى للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة. وحول انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، شدّد روحاني على أنها لم تنتهك القرار الدولي بشأن الاتفاق النووي وحسب وإنما تمارس الإرهاب الاقتصادي ضد الشعب الإيراني.
وتبنّى مجلس الأمن الدولي بإجماع أعضائه الاتفاق النووي الموقّع بين إيران والمجموعة الدولية وخطة العمل الشاملة المشتركة بالقرار رقم 2231 عام 2015، لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في الثامن من أيار من العام الماضي انسحاب بلاده من الاتفاق وإعادة العمل بالعقوبات ضد طهران.