الصفحة الاولىصحيفة البعث

دول جوار ليبيا تدين تدفق الأسلحة والإرهابيين على طرابلس

 

عبّر وزراء خارجية تونس ومصر والجزائر عن دعمهم الجهود التي تقوم بها السلطات الليبية لمكافحة الإرهاب في البلاد، داعين إلى مواجهة محاولات أطراف معروفة لتقديم الدعم السياسي واللوجيستي للتنظيمات الإرهابية وتكريس الفوضى الأمنية في ليبيا. وأكد الوزراء الثلاثة، التونسي خميس الجهيناوي والمصري سامح شكري والجزائري صابري بوقادوم، في بيان صدر بعد اجتماع عقدوه في تونس، التزامهم بالعمل سوياً من أجل تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية، وإقناعها بوقف فوري غير مشروط لإطلاق النار، مطالبين إياها بإبداء المرونة اللازمة ووقف التصعيد والعودة للمسار السياسي في إطار حوار ليبي شامل. وجدّد الوزراء رفضهم التام لأي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لليبيا ودوره في تأزيم الأوضاع في هذا البلد، معربين عن إدانتهم لاستمرار تدفق السلاح إلى ليبيا من أطراف إقليمية، في مخالفة صريحة لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ما يشكّل عامل تأجيج للصراع وتعميق معاناة الشعب الليبي.
ومنذ شن قوات الجيش الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، الهجوم على طرابلس، تدفقت الأسلحة للقوات الموالية لحكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج، رغم الحظر على الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة.
والاثنين، مدّد مجلس الأمن الدولي قرار حظر الأسلحة على ليبيا لعام واحد، فيما عبّر عدد من أعضائه عن أسفهم لتدفق أسلحة إلى هذا البلد منذ شهرين، لكن من دون فرض إجراءات إضافية لتحسين ظروف تطبيق الحظر. ويأتي تمديد حظر الأسلحة إلى ليبيا فيما سبق للقيادة العامة للجيش الليبي أن اتهمت النظام التركي بتزويد ميليشيات متطرّفة موالية لحكومة الوفاق في طرابلس بإمدادات عسكرية ضخمة، وقدّمت في أكثر من مناسبة أدلة على تدفّق أسلحة من تركيا إلى التكفيريين في غرب ليبيا. وتشهد ليبيا منذ عدوان حلف شمال الأطلسي “الناتو” عليها عام 2011 حالة من الفوضى والانفلات الأمني في ظل انتشار السلاح والتنظيمات الإرهابية التي تحاول فرض نفوذها وسيطرتها على مختلف المدن والمناطق الليبية. وتزامناً مع إدانة وزراء الخارجية الدول الثلاث المجاورة لليبيا تدفق الأسلحة إليها، جدّد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، دعم بلاده لقوات الجيش الليبي، وقال بيان للرئاسة المصرية، عقب لقاء عقده السيسي مع عقيلة صالح رئيس مجلس نواب طبرق، على هامش زيارة يجريها الأخير لمصر غير محددة المدة، “إن موقف مصر لم ولن يتغيّر بدعم الجيش الوطني الليبي، في حملته للقضاء على العناصر والتنظيمات الإرهابية في البلاد”، وشدّد على أن “إرادة الشعب الليبي هي الإرادة المقدرة، والتي يجب أن تحترم وتكون مفعلة ونافذة”، كما أشار إلى “دعم الشرعية الفعلية بليبيا المتمثلة في مجلس النواب المنتخب من الشعب”.
ميدانياً، أسقطت قوات حفتر طائرة حربية تابعة لقوات حكومة الوفاق قرب مدينة مصراتة (200 كم شرق العاصمة طرابلس)، وأعلنت “شعبة الإعلام الحربي” التابعة لقوات الجيش الليبي في بيان لها عن مقتل قائد الطائرة الحربية بمنطقة الدافنية قرب مصراتة.
وفي وقت سابق، تجدّدت المواجهات المسلحة بين ميليشيات تابعة للوفاق والجيش الليبي في الأحياء الجنوبية من طرابلس.
ويشهد محور طريق المطار ومنطقة الخلة جنوبي طرابلس المواجهات الأعنف من المعارك، حيث يتتالى سماع أصوات انفجارات قوية في أحياء متفرقة من العاصمة.
كما شهدت طرابلس ضربات جوية استهدفت تمركزات لقوات الوفاق في منطقتي مشروع الموز وعين زارة ووادي الربيع جنوبي طرابلس.
ورصد مقطع فيديو تداولته مواقع إخبارية محلية غارة ليلية تعرّض لها ما وصف بمستودع أسلحة في منطقة عين زارة.
وتؤكد الأنباء الواردة من ليبيا أن القتال يشهد تصعيداً خطيراً مع تزايد معاناة السكان بسبب انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة جراء زيادة استهلاك الطاقة الكهربائية في الصيف، ما يدفع مؤسسة الكهرباء إلى تقنين الكهرباء وطرح الأحمال بين مناطق العاصمة.