الصفحة الاولىصحيفة البعث

الجيش الليبي يحبط هجوماً على مطار طرابلس

 

 

أعلن الجيش الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، أنه صد محاولة تقدّم لقوات حكومة الوفاق على مطار طرابلس الدولي، وقال مصدر عسكري: إن هناك “محاولة تقدّم جديدة فاشلة لمليشيات الوفاق على المطار”، مؤكداً أن قوات الجيش الوطني أحرزت تقدماً، وسيطرت على كوبري المطار.
وشهدت محاور القتال جنوب العاصمة اشتباكات عنيفة في محوري الخلاطات وخلة الفرجان.
وشهدت سماء العاصمة تحليقاً مكثفاً للطيران الحربي، الذي نفّذ عدة غارات جوية على مواقع شرق العاصمة، بينما سُمع دوي انفجارات عنيفة في مناطق متفرقة في العاصمة طرابلس.
وقال الناطق باسم القوات التابعة لحكومة الوفاق، محمد قنونو: إن الهدوء الحذر يسود كل المحاور حتى الآن، مبدياً استعداد سلاح الجو لتلبية أي طلب من غرفة العمليات في أي وقت، وأضاف في تصريحات صحفية: إن القوات على الأرض مازالت محافظة على مواقعها، التي سيطرت عليها في محور طريق المطار والمحاور الأخرى، مشيراً إلى أن سلاح الجو نفّذ طلعة جوية واحدة في محيط وادي الربيع.
وأوضح قنونو أن سلاح الجو يواصل طلعاته الاستطلاعية في سماء طرابلس والمنطقة الوسطى.
ميدانياً أيضاً، وبالتزامن مع مواصلته القتال ضد قوات حكومة الوفاق، شنّ الجيش الوطني الليبي هجوماً جديداً ضد إرهابيي تنظيم “داعش” في جنوب البلاد.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤولين ليبيين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، أن قوات حفتر بدأت هجومها في منطقة الهروج الجبلية جنوب البلاد في وقت سابق من الأسبوع الجاري، وقضت خلال الأيام الثلاثة الأخيرة على أكثر من عشرة إرهابيين.
وكانت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الوطني قد أكدت الجمعة، أن قوات حفتر تلاحق إرهابيي التنظيم المختبئين في المنطقة، وتمكّنت من تصفية أكثر من 12 منهم، وتدمير ست آليات مسلحة واسترداد واحدة، وأشارت الشعبة إلى أن الإرهابيين يتخذون من جبال الهروج مخبأ لشن هجمات في المنطقة.
يأتي ذلك فيما أعلن رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج عن مبادرة من سبع نقاط لحل الأزمة في ليبيا، وتتضمن المبادرة عقد ملتقى ليبي شامل بالتنسيق مع البعثة الأممية، كما تتضمّن الاتفاق على خريطة طريق لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة قبل نهاية العام الجاري.
وتطرح المبادرة تسمية لجنة قانونية مختصة بالاستحقاقات وتشكيل لجان مشتركة بإشراف الأمم المتحدة، كما تشمل تشكيل هيئة عليا للمصالحة ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب.
المبادرة تطرّقت أيضاً إلى تفعيل الإدارة اللامركزية والعدالة التنموية الشاملة لكل مناطق ليبيا.
هذا ورفض الجيش الليبي مقترح السراج، مستبعداً الحل السياسي في ظل وجود “الميليشيات والمجموعات الإرهابية في طرابلس”.
وقال العميد خالد المحجوب، آمر المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، التي يقودها الجيش الليبي ضد حكومة السراج والميليشيات الموالية لها لاستعادة السيطرة على العاصمة الليبية: إن “تعليمات القائد العام المشير خليفة حفتر واضحة بشأن عملية تحرير طرابلس”، وأضاف: إن “تعليمات القائد العام تؤكد على ضرورة تحرير العاصمة من الكتائب والميليشيات والعناصر الإرهابية”.
وتضمّن اقتراح رئيس حكومة الوفاق، الذي فرض في وقت سابق شروطاً غير واقعية لقبول قواته والميليشيات الموالية لها في طرابلس وقف إطلاق النار، إجراء انتخابات عامة قبل نهاية العام الجاري، مشيراً إلى أن “لا حل عسكرياً للصراع في ليبيا”.
لكن المحجوب، وهو أيضاً مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، أوضح أن العودة إلى الوراء لم تعد ممكنة، وأن الحديث عن حلول سياسية أصبح مستبعداً في ظل وجود الميليشيات والكتائب والإرهابيين في طرابلس، وأكد أن الحديث عن الانتخابات ومحاولة مخاطبة المجتمع الدولي غير مجدية، خاصة أنه في ظل وجود الجماعات الإرهابية التي لا تؤمن بالانتخابات أو العملية الديمقراطية، لا ضمان لأي عملية سياسية في ليبيا.
وأشار إلى أن حكومة الوفاق حاولت عبر الأسابيع الماضية مخاطبة جميع الدول عبر سفاراتها، وحثهم على مساندتهم إلا أنهم لم ينجحوا في تغيير الحقائق الثابتة بوجود الجماعات الإرهابية والميليشيات في طرابلس، وأن طرح المبادرة الآن يؤكد على عدم قدرتهم على الاستمرار في مواجهة القوات المسلحة الليبية، وشدد على أن مشكلة ليبيا هي أمنية في المقام الأول، وأن وجود تنظيم إرهابي مثل “الإخوان”، والذي صنّف من قبل البرلمان الليبي، يعرقل أي حل في ليبيا منذ 2011.
وكان عقيلة صالح، رئيس البرلمان الليبي الذي يتخذ من مدينة طبرق بشرق البلاد مقراً له، قد أكد الأسبوع الماضي أنه لا يمكن إجراء محادثات سلام مع السلطة في طرابلس قبل تطهير العاصمة من الإرهاب، كما رفض أي اقتراح بانسحاب الجيش الوطني الليبي أو الموافقة على وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن “العملية العسكرية يجب أن تحسم، والحل السياسي يجب في كل الأحوال أن يأتي حتى بعد تحرير العاصمة الليبية. الحوار لم يكن فيه فائدة بسبب التدخل الخارجي”.
من جهته رفض النائب طلال الميهوب، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، أيضاً مبادرة السراج، مطالباً إياه “بالبحث على فريق محامين للدفاع عنه، بشأن الجرائم التي تورط فيها بتعليمات الإخوان”، وحذّر في تصريحات صحفية السراج من استمرار “العبث الذي ينتهجه بالخنوع والدعم غير المحدود لجماعة الإخوان، الذراع السياسي للتنظيمات الإرهابية، ومحاولات الحفاظ على تواجدها بالمشهد”، وأضاف: “إنه خلال أيام معدودة وبعد تحرير العاصمة سيطلب كل من تورط في أي أعمال إجرامية للعدالة”.