الصفحة الاولىصحيفة البعث

الكرملين يعيد التذكير بأكاذيب غزو العراق لاريجاني: ضرب ناقلات النفط تتمة لمسلسل استهداف إيران

 

 

جدّد الكرملين، عبر المتحدّث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف، تأكيده أن الادعاءات والمزاعم التي تحمّل إيران مسؤولية الوضع المتوتر في بحر عمان لا يمكن التعويل عليها أو أخذها بعين الاعتبار، وقال، في برنامج “موسكو كرملين بوتين” على قناة روسيا 1 اليوم: “تعلمنا أن نضبط تقييماتنا.. ونحن نحث الجميع على ضبط النفس، ووضع تقييم واقعي لما حدث، والانتظار لحين ظهور بعض البيانات المقنعة”، مضيفاً: “إن أحداً لم ينس بعد أنابيب المساحيق البيضاء”، والتي قدّمها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن بأول عام 2003 في مجلس الأمن الدولي كدليل مزعوم على أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل، وهو ما ثبت بطلانه لاحقاً.
وأكد بيسكوف أن حديث البعض عن وجود نوع من المعلومات السرّية حول ما حدث في بحر عمان أمر سخيف.
وكانت ناقلتا نفط سنغافورية ونرويجية تعرّضتا لانفجارات وحرائق الخميس الماضي في مياه بحر عمان، وسارعت الولايات المتحدة إلى توجيه الاتهامات لإيران، وتبعتها بريطانيا، بينما أكدت إيران أن هذه المزاعم حول مسؤوليتها عن استهداف الناقلتين لا أساس لها.
في سياق متصل قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران علي لاريجاني: إن الاستهدافات المشبوهة لناقلات النفط في بحر عمان هي تتمة لمسلسل استهداف إيران بالإجراءات الأمريكية، وأضاف، في كلمة له أمام الجلسة العامة للمجلس: “إن هذه الاستهدافات ضد ناقلات النفط في بحر عمان عمل مشبوه، وهي جزء من محاولات استهداف إيران، تضاف إلى الحظر الاقتصادي، لأنهم عجزوا عن الحصول على نتيجة من الحظر”.
ولفت لاريجاني إلى أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يقدّم نصائح لإيران باستخدام الدبلوماسية في الوقت الذي تتخذ فيه بلاده إجراءات إرهابية اقتصادية، وتفرض أشد أنواع الحظر ضد الشعب الإيراني، متسائلاً: “هل هذه خطوة دبلوماسية.. وهل انتهاك الاتفاق النووي والحرب الاقتصادية ضد الشعب الإيراني هو عمل سياسي.. هل إجراءات أمريكا في فنزويلا ضد رئيس البلاد الشرعي خطوة سياسية ودبلوماسية”، و”هل تزويد النظام السعودي بالأسلحة لقتل الشعب اليمني المضطهد عمل سياسي.. والدعم العسكري الشامل للكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني هو عمل سياسي”؟!، موضحاً أن الشعب الأمريكي ابتلي بزمرة سياسية دنيئة.
يأتي ذلك فيما قال المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران حسين أمير عبد اللهيان: إن خطوات إيران اللاحقة بعد مهلة الستين يوماً التي منحتها للأوروبيين لتنفيذ التزاماتهم بموجب الاتفاق النووي لن تكون في صالح أميركا، وقال: إن الغربيين تصوّروا بأن إيران ستستمر في تنفيذ الاتفاق النووي من دون الحصول على منافع من ورائه، وستولي الاهتمام لوعودهم، مضيفاً: إن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني اتخذ قراراً دقيقاً بهذا الصدد، وكان بمثابة صدمة جادة لأميركا والغرب، وأوضح أن القرارات العقلانية والعملية التي اتخذتها إيران حثّت الغرب على بذل جهود جادة، لافتاً إلى أن دولاً، مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا، أعلنت مواقفها السياسية بصوت عال في سياق معارضة خروج أميركا من الاتفاق النووي، إلا أنها وفيما يتعلق بالحظر لم تعلن رسمياً بأنها لن تواكب أميركا فيه.
بالتوازي، أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية عباس عراقجي أن الحرب الاقتصادية التي تشنها الولايات المتحدة ضد الشعب الإيراني تستهدف الأمن والاستقرار في كل أنحاء المنطقة، وتتسبب بمزيد من التصعيد فيها، وقال، خلال لقائه رئيسة لجنة السياسة الخارجية في البرلمان الفرنسي ماريل دوسارنز في طهران: إن الاتفاق النووي يعد التجربة الناجحة الوحيدة لحل الخلافات عبر الحوار في منطقة غرب آسيا المضطربة، إلا أن أمريكا جعلت هذا الاتفاق والدبلوماسية والتعددية عرضة للتهديد والفشل بخروجها منه.
بدورها أكدت البرلمانية الفرنسية أن الاتفاق النووي يعد تطوراً وإنجازاً دبلوماسياً، مضيفة: إن الحفاظ عليه يعد أمراً في غاية الأهمية، ويجب بذل كل الجهود من أجل ذلك، وشدّدت على ضرورة الحوار والتشاور مع إيران فيما يتعلق بمواضيع إقليمية ودولية نظراً لمكانتها المهمة في المنطقة.
إلى ذلك، أعلن سفير روسيا الاتحادية لدى طهران لوان جاغاريان أن بلاده تعارض أي إجراء يقوّض الاتفاق النووي بين إيران والمجموعة الدولية، وقال، خلال الملتقى الثاني لآفاق التعاون التجاري والثقافي بين إيران ومنطقة القوقاز الشمالي الروسية: “إنه تم فرض حظر جائر ضد إيران وروسيا، ومن الضروري اتخاذ المزيد من الإجراءات الاقتصادية من قبل البلدين لمواجهته”، موضحاً أنه يتعيّن على روسيا وإيران والصين تعزيز التعاون الاقتصادي بينهم بشكل جاد حتى يتمكّنوا من الوقوف ضد الإجراءات المعادية للاتفاق النووي، وعبّر عن عزم موسكو تطوير علاقاتها مع إيران، معرباً عن الأمل بأن تضع الدول الأخرى الإجراء نفسه في جدول أعمالها.