ثقافةصحيفة البعث

فراغ..”درامي”

لوردا فوزي

بعد الازدحام الشديد- بالمسلسلات التلفزيونية-الذي شهدته كافة المحطات والشاشات العربية على مدار شهر كامل خلال الموسم الرمضاني، والذي لا يترك مجالا للمتابع لأخذ استراحة أو فاصل وفي بعض الأحيان حتى لا يمكنه”التقاط نفس”، فالمسلسل يعرض تلو الآخر، ومابين العمل الدرامي والآخر تصادف عملاً، والخيارات كثيرة ومفتوحة ولذا لابد أنك ستقع في غرام عدد من المسلسلات التلفزيونية فعلى أي زر ضغطت في قائمة المحطات بجهاز التحكم الذي بين يديك لابد وأن تصادف أحد المسلسلات العربية التي بإمكانك متابعتها سواء الاجتماعية أو الكوميدية أو التاريخية، كما أنك أحياناً تصل إلى مرحلة اختلاط الشخصيات ببعضها وتفقد قدرتك على التمييز ومعرفة إلى أي عمل درامي تنتمي هذه الشخصية أو تلك، حيث تتشابه الشخصيات والقصص وتملأ وقتك الرمضاني الحكايات الدرامية بشكل كامل لا يترك متسعاً لأي  نشاط آخر، وهذا الأمر الذي اعتدنا عليه منذ أعوام عديدة والذي يعتمد على تجميع جهد عام كامل في شهر واحد لم يعد يثير الاستغراب، ولكن الأمر الذي يواجه أغلب متابعي التلفزيون هو “الفراغ” الذي يواجهونه في الشهور التي تلي الموسم الرمضاني مباشرة، فمن اعتاد على هذا الكم الهائل والعدد اللامحدود من المسلسلات الدرامية يجد نفسه فجأة وحيداً أمام ساعات بث لا تقدم الدراما المأمولة وفي أفضل الأحوال تقدم أعمالا درامية قديمة تم إنتاجها في أعوام سابقة، وتبتعد عن إعادة عرض الأعمال الدرامية التي تم بثها في الموسم الرمضاني الأخير والتي وعد نفسه المتابع بمشاهدة ما فاته من أعمال لم يتمكن من متابعتها بسبب عدم امتلاك الوقت وعدم إمكانية التنسيق بين مواعيد عرض مسلسلاته المفضلة بسبب الكثافة الدرامية الشديدة، فأين تذهب المسلسلات التلفزيونية الجديدة بعد رمضان؟ ولماذا الانتظار إلى وقت لاحق لإعادة عرضها؟ قد تكون الغاية هي عدم تكرارها مباشرة ضمن وقت قصير وإعطاء المشاهد مساحة يلتقط فيها أنفاسه وهذه فكرة مقبولة، ولكن ربما تغفل تلك المحطات ضرورة استثمار أن المشاهد مايزال “مستعداً نفسياً” لتلقف الدراما ومتابعتها، وأنه يعتقد أن أغلب الأعمال التلفزيونية تستحق فرصة ثانية للمشاهدة “ع رواق” بعيداً عن “عجقة” الموسم الرمضاني.