الصفحة الاولىصحيفة البعث

الخارجية الفلسطينية: ورشة البحرين “وعد بلفور 2”

 

مع اقتراب موعد عقد الورشة الاقتصادية التي دعت إليها الإدارة الأمريكية في العاصمة البحرينية المنامة، تتواصل المواقف الرافضة لها، والمندّدة بمشاركة بعض الأنظمة العربية فيها، حيث أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن الورشة التي تعقد يومي 25 و26 من الشهر الجاري هي إعادة إنتاج لوعد بلفور المشؤوم، مشدّدةً على أن مصير المخططات الأمريكية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية سيكون الفشل.
وقالت الخارجية الفلسطينية في بيان لها: “إن فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحاول تقييد الاقتصاد الفلسطيني بسلاسل الاحتلال وحرمانه من أي فرصة للازدهار كاقتصاد دولة مستقلة، لا يمكنه النمو في ظل الاحتلال والاستيطان وسرقة الأرض والموارد والثروات الطبيعية الفلسطينية”، وأضافت: “إن حقيقة النوايا والمواقف الأمريكية المعادية للشعب الفلسطيني تتكشف يوماً بعد يوم فيما يمكن تسميته بـ”وعد ترامب المشؤوم” أو “وعد بلفور2” الذي ينكر وجود الشعب الفلسطيني، ويلغي حقائق التاريخ والجغرافيا.
وشدّدت الخارجية الفلسطينية على تمسّك الشعب الفلسطيني بأرضه وتاريخه وحضارته، مشيرةً إلى أن من يتناسى ذلك يسقط في اختبار السياسة والاقتصاد والإنسانية، والسقوط هو بالتأكيد مصير مخططات إدارة ترامب التصفوية للقضية الفلسطينية.
وكان الفلسطينيون أعلنوا عن يوم غضب وإضراب شامل غداً الثلاثاء تنديداً بعقد الورشة في العاصمة البحرينية المنامة، مشدّدين على أن أي حل للقضية الفلسطينية لن يكون إلا بإنهاء الاحتلال واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وحق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم.
وفي أول موقف رسمي لبناني، قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، ردّاً على ما أعلنه مستشار الرئيس الأمريكي وصهره جاريد كوشنير حول المرحلة الأولى من “صفقة القرن”، “بانتظار موقف لبناني رسمي جامع وموحّد حيال ما كشفه كوشنير عرّاب ما يسمى “صفقة القرن” عن خطوات المرحلة الأولى من  الصفقة، والتي تتضمن استثماراً بمبلغ 50 مليار دولار في عدد من الدول العربية، ومن بينها لبنان، ولكي لا يفسّر البعض الصمت الرسمي اللبناني قبولاً للعرض المسموم، نؤكّد على أن الاستثمار الوحيد الذي لن يجد له في لبنان أرضاً خصبة هو أي استثمار على حساب قضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني بالعودة الى أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
وأضاف بري: “يخطئ الظن من يعتقد أن التلويح بمليارات الدولارات يمكن له أن يغري لبنان، الذي يئنّ تحت وطأة أزمة اقتصادية خانقة، على الخضوع أو المقايضة على ثوابته غير القابلة للتصرف، وفي مقدمها رفض التوطين، الذي سنقاومه مع الأشقاء الفلسطينيين بكل أساليب المقاومة المشروعة”، وختم بري بالقول: “نربأ بمن تبقى من الحياء العربي أن لا يفسح المجال لاستخدام الجغرافية العربية مساحة لتنفيذ حكم الإعدام بقضية العرب والمسلمين الأولى قضية فلسطين التي وللأسف كالعادة تتعرض لمحاولة اغتيال بسلاح المال العربي”، مشدّداً: “مستر كوشنير لن يكون لبنان واللبنانيون شهود زور أو شركاء ببيع فلسطين بثلاثين من الفضة. إن فلسطين ومسجدها الأقصى وكنيسة المهد قبل أن تكون قضية جغرافية وشعباً هي قضية سماوية، وهي بعين أهلها ومقاومتها وبعين رب السماء”.
وكان وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل أعلن في الـ 11 من الشهر الجاري أن لبنان لن يشارك في “ورشة العمل الاقتصادية” لإعلان الشق الاقتصادي من مؤامرة “صفقة القرن” الرامية لتصفية القضية الفلسطينية.
وفي وقت سابق، جدّدت اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” موقفها الرافض لورشة البحرين، وأكدت، في مستهل اجتماع لها برئاسة الرئيس محمود عباس، أن فلسطين لن تحضر هذه الورشة، مبينة أن ما تسمى “صفقة القرن” الرامية إلى إنهاء القضية الفلسطينية لن تمر، وشددت على ضرورة إنهاء حالة الانقسام الداخلي بهدف قطع الطريق على أعداء الشعب الفلسطيني.
ميدانياً، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة القدس المحتلة وبيت لحم والخليل وجنين بالضفة الغربية، واعتقلت 18 فلسطينياً.
واقتحم مستوطنون إسرائيليون جنوب مدينة بيت لحم بالضفة الغربية وقاموا بتجريف أراضي الفلسطينيين، وأفاد مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية بأن مستوطنين اقتحموا بعدد من الجرافات منطقة خلة النحلة جنوب بيت لحم تحت حماية قوات الاحتلال، وقاموا بتجريف 300 دونم من أراضي الفلسطينيين تمهيداً لإقامة مستوطنة جديدة تربط بين بؤرتين استيطانيتين في إطار مخطط الاحتلال لعزل بيت لحم عن ريفها الجنوبي وجنوب الضفة الغربية.
كما اقتحم 100 مستوطن المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.