تحقيقاتصحيفة البعث

خلال الموسم السياحي في اللاذقية تحديات ضاغطة على المنظومة المرورية.. وجهود لتأمين الانسيابية والأمان في حركة النقل

 

ما بين الاختناقات الحادة، والتجاوزات الزائدة، والإجراءات الرادعة، تغدو المعالجة الصارمة المطلوبة أكثر من ضرورية للحركة المرورية في مدينة اللاذقية المكتظة بالحافلات متعددة الأشكال والأحجام، والمترافقة مع حركة نشاط بشري كثيف، وبالأخص في فصل الصيف، بالتزامن مع موسمها السياحي العائد بقوة إلى ذروة نشاطه في ظل التعافي المتسارع لهذا القطاع الجاذب لحركة نقل تغص بها محاور السير في المدينة، وشبكتها الطرقية، ومداخلها الرئيسية، لتجد مدينة اللاذقية نفسها أمام تحد حقيقي بكل المقاييس في مرفق النقل والمرور الذي يعد العصب والشريان للحركة السياحية وانسيابيتها، وبالأخص في المحاور الرئيسية المؤدية إلى المقاصد السياحية الأساسية، سواء في المدينة، أو مناطق المحافظة، وهنا تكمن تحديداً أهمية تمرير وتصريف الغزارة المرورية بما يروق للزائرين والمرتادين والمصطافين من خلال منظومة مرورية تجد نفسها هي الأخرى أمام تحديات ناجمة عن مدى الوعي العام بقواعد السلامة المرورية، ووجود مظاهر سلبية لاتزال مستمرة كالسرعات الزائدة، والأضواء المبهرة، والصافرات، والمضخمات والزمامير العالية، والدراجات النارية التي تسابق الريح على عجلة واحدة، وغيرها من مظاهر مزعجة تلقي أعباء ثقيلة وجديدة ومتجددة على عمل فرع المرور في اللاذقية.

حركة كثيفة
قضايا عديدة كانت حاضرة في حوار صريح مع رئيس فرع المرور في اللاذقية العقيد لبيب يوسف الذي أكد في البداية أن الموسم السياحي واعد بحركة مبشّرة ومميزة هذا الصيف، وأن هذه الحركة الواعدة التي تبلغ ذروتها مع انتهاء الامتحانات الدراسية للشهادات الثانوية والإعدادية تستوجب تكثيف المهام والأعمال المنوطة بفرع المرور من خلال اتخاذ حزمة من الإجراءات المتكاملة مع بعضها بما يوازي حجم الإقبال على الموسم السياحي الذي تصبح فيه اللاذقية قبلة السياحة في سورية، وأوضح العقيد يوسف أن التدابير المتخذة في مرفق السير والمرور كقطاع حيوي لصيق بحركة السياحة تشمل تكثيف تواجد الكوادر والطواقم والدوريات المرورية بمختلف اختصاصاتها ومهامها في الأماكن والمحاور الرئيسية، والمتنزهات الكبيرة، وكامل محاور الطرق المؤدية إلى المقاصد السياحية مع توسيع تواجد دوريات الفرع وضباطه وآلياته من رافعات النقل، وبما في ذلك دوريات التحقيق المروري، والرادار لضبط ومراقبة السرعات، وأيضاً تعزيز التواجد المروري في المناطق السياحية الرئيسية، حيث تم رفد تلك المناطق، بالتعاون مع الأقسام فيها، بدوريات مرورية، لاسيما أيام الخميس والجمعة والسبت، لأن تلك المناطق كصلنفة وكسب تشهد كثافة حركة مرورية في هذه الأيام من كل أسبوع، ويأتي تكثيف التواجد المروري لتحقيق انسيابية أكثر في الحركة المرورية، وتأمين الوصول الآمن للمتنزهين والزوار والمصطافين، وتعزيز السلامة المرورية الضرورية والمطلوبة.

محاور سياحية
أما فيما يخص محور طريق عام الشاطىء والمدينة السياحية الشمالية فقد جرى دعم خدمة هذا المحور الطرقي الرئيسي على مدار 24 ساعة، مع خدمة مرورية إضافية تمتد إلى ساعة متأخرة من الليل، وأيضاً دوريات التحقيق المروري حرصاً على وقت المواطنين، وعدم تأخير السائحين والمرتادين لمنطقة الشاطىء الأزرق، والمدينة السياحية الشمالية، والكورنيش الغربي، والكورنيش الجنوبي، ومتابعة الدراجات النارية، لأن بعض الشبان الطائشين يقومون بإساءة استخدام الدراجات النارية في منطقتي الكورنيش الغربي والشمالي، ومن المعروف أن هاتين المنطقتين يرتادهما الناس بكثافة أكبر صيفاً، سواء ليلاً أو نهاراً لوجود أماكن جلوس عامة، ومقاه شعبية، ومناطق شاطئية مفتوحة للعامة، إضافة إلى تواجد المطاعم، وغيرها من المنشآت السياحية، ولذلك يتم تكثيف تسيير الدوريات المرورية حفاظاً على راحة الناس وسلامتهم، وللحد ما أمكن من حصول حوادث مرورية.

خدمة ليلية
وعن واقع الإشارات الضوئية في المدينة يؤكد السيد رئيس فرع المرور بأن الإشارات الضوئية مستمرة خدمتها 24 ساعة، وهناك خدمة ليلية لأجل تنظيم حركة السير والمرور، وبيّن أن ضبط المخالفات في المحاور السياحية يمكن أن يتم غيابياً، ولاسيما في المركبات والسيارات التي تقل عائلات لأجل عدم تأخير حركة السير عليهم، فيتم الاكتفاء بالمخالفة الغيابية حسب وضع وطبيعة المخالفة، وبما يخص استخدام الأنوار المبهرة، وتجاوز السرعة المحددة، فقد أكد العقيد يوسف أن التعليمات واضحة ومشددة على الدوريات المرورية لأجل التقيد بالإشارات الضوئية حرصاً على عدم وقوع حادث ناجم عنها، ولا يتم التهاون مطلقاً بهذا الخصوص، مبيّناً أنه يتم التثبت بشكل مستمر وحتى ساعة متأخرة من الليل من جاهزية الإشارات الضوئية، وحتى لو كانت الشوارع خالية ليلاً، وذلك لدرء أية أخطار أو مواقف قد تسبب حوادث.

إزالة السلاسل المعدنية
وحول ظاهرة الركن الخاصة للسيارات باستخدام سلاسل معدنية محاذية للرصيف، فقد أكد العقيد يوسف أن معظم هذه المواقف غير نظامية وغير مرخصة، وهي غير قانونية، لافتاً إلى تخصيص يوم في كل أسبوع بالتعاون مع قسم هندسة المرور في المحافظة، ومجلس مدينة اللاذقية لقمع هذه الظاهرة، فيتم تسيير دوريات، مع تعزيز الإجراءات مع دورية تتم الاستعانة بها من كتيبة حفظ النظام لأجل قمع هذه الظاهرة، وإزالة المخالفات، لأن هذه المواقف غير نظامية، ولم يتم الترخيص لأي موقف خاص منذ سنوات، كما أن التراخيص القديمة منتهية المدة والصلاحية، ويتم استغلالها رغم نفاد مدة ترخيصها، وأكد العقيد يوسف أن كل من يضع سلسلة معدنية لحجز موقف لركن سيارته عليه أن يزيلها تحت طائلة تطبيق القانون كون هذه الظاهرة تعد مخالفة صريحة تستوجب الإزالة.

محور لطريق الشحن
وأشار العقيد يوسف إلى متابعة الحركة المرورية على محور طريق الشحن الممتد من محور الطريق الدولي عبر اوتستراد الثورة باتجاه دوار بسناده إلى دوار ساحة الشبيبة، وصولاً إلى المرفأ دخولاً، ويكون خروج مسار الشحن من منطقة مستودعات الحبوب باتجاه شارع العروبة، مروراً بساحة المحطة باتجاه شارع الحسيني، وهذه هي محاور حركة الشحن للسيارات التي تقصد المرفأ دخولاً وخروجاً، أما خارج هذه المحاور المحددة فإنه ممنوع عبور الشاحنات، لأن هناك مسارات محددة لحركة الشاحنات كي تكون حركتها بأزمنة متعددة، حيث كانت ترد شكاوى من أهالي المشروع العاشر على طريق الشاطىء والأزهري حول عبور شاحنات كبيرة، وتمت معالجة هذه الظاهرة كلياً، ومن بعدها لم ترد أية شكوى بهذا الخصوص، إذ قامت الضابطة المرفئية باتخاذ إجراءات للحد كلياً من عبور الشاحنات في تلك المنطقة.
مخالفات غيابية
وأوضح العقيد يوسف بأنه عندما يتجاوز سائق السيارة مع عائلته الإشارة الضوئية يتم الاكتفاء بتسجيل مخالفة غيابية، أما من يتعمّد المخالفة الصريحة شديدة الخطورة التي قد تتسبب بأية أذيات محتملة، فيتم سحب أوراق السيارة، وتنظيم الضبط لردع المخالف كونه يعرّض الناس للخطر، أما متابعة المخالفة الناتجة عن الأضواء المبهرة فتشكّل حيزاً من الاهتمام، لأن الأضواء المبهرة تتسبب بانعدام الرؤية، وبوقوع حوادث وأخطار، والأمر نفسه ينسحب على الصافرات والزمامير المشابهة لسيارات الإسعاف، والإطفاء، وسيارات المرور، فيتم التعامل معها بشدة، حيث تتم إزالة المخالفة في مقر فرع المرور مع تنظيم المخالفة، ويؤكد رئيس فرع المرور أن التقيد بقواعد السير والمرور وكل مقومات السلامة المرورية ضرورة قصوى مع حلول الموسم السياحي، وهنا تكمن أهمية اعتماد القيادة الهادئة لأنها فن وذوق.

ضبط وحجز
وشدد العقيد يوسف على عدم استخدام الدراجات النارية إلا للحاجات الضرورية، وضرورة متابعة الأسرة لأبنائها الشبان بهذا الخصوص، وتوعيتهم وثنيهم عن استخدامها بشكل غير حضاري، كاشفاً عن تنظيم 20 مخالفة سوء استخدام الدراجات النارية، وضرورة تضافر جهود الجميع في التوعية المرورية لتجنب إجراءات حجز وتوقيف الدراجة النارية، وللحؤول دون وقوع حوادث مرورية كونها تتسبب بكارثة بشرية، واجتماعية، ومادية، ونتائج سلبية عديدة، وفيما يتعلق بحركة الدراجات النارية أمام المدارس أشار رئيس فرع مرور اللاذقية إلى تسيير الفرع لدوريات بشكل يومي لقمع جميع المخالفات الظاهرة والمشاهدة فيما يتعلق بتجول الدراجات النارية أمام المدارس التي يتواجد أمامها ازدحام مروري وكثافة سير، وذلك أثناء دخول وخروج الطلاب، ومن بينها: (مدرسة عماد علي /ساحة الحمام/، ومدرسة الحسين الأولى /اوتستراد الثورة/، ومدرسة ماهر درويش /الصليبة/، ومدرسة عبد القادر زيبق /الزوزو/، ومدرسة نبيل حلوم /شارع الجمهورية/)، والمتابعة مستمرة لقمع ظاهرة تجوال الدراجات بشكل نهائي وجدي.

الأجرة الزائدة
وحول معالجة مخالفات تقاضي أجرة زائدة أوضح أنه تم تنظيم 40 ضبط توقيف بحق سيارات أجرة وسرافيس لتقاضي أجور زائدة خلال 3 أيام، وتشديد الرقابة على عمل السيارات العامة، ومتابعة السرافيس بدوريات خاصة، ومعاقبة المخالف منها وفق قانون السير، وبهدف الحد من الحوادث المرورية داخل وخارج المدينة تم اتخاذ عدد من الإجراءات، منها تشغيل الإشارات الضوئية التي كانت متوقفة عن العمل منذ سنوات، كما تم تكثيف الرادارات المحمولة لمراقبة السرعة على محاور رئيسة، وضبط السرعة، إضافة إلى متابعة مخالفات الدراجات النارية لما تسببه من حوادث وضرر يمس سلامة المواطنين، وتم تفريغ مواقف الباصات من الإشغالات على كامل المدينة ليتسنى لسيارات النقل العامة التوقف، وجلوس الركاب بشكل سليم، وضبط حركة المشاة عبر المواقف، إضافة إلى تكثيف شاخصات المرور الرئيسة، وتنظيم دخول وخروج الشحن إلى المنطقة المرفئية، ومؤازرة شركات القطاع العام في أعمال الصيانة.

تحويلات مرورية
وبالتوازي مع التحويلات المرورية، وتحويل السير بعدة مواقع لتسهيل حركة السير، وتجنب العرقلة المرورية كالشيخ ضاهر، وشارع القوتلي، هناك عدة دراسات بالاشتراك مع هندسة المرور لوضع حلول لمناطق أخرى كالمشروع السابع، وتقاطع شارع الثورة مع شارع حلب، وشارع غسان حرفوش، وأشار يوسف إلى أن فرع المرور يتابع مخالفات أرقام الفوانيس، وبطاقة السائق، ومخالفة تقاضي الأجور الزائدة، وفي حال وجود شكوى بسبب عدم تشغيل العدادات يستوجب ذلك توقيف السائق وتقديمه للقضاء، ومعالجة المخالفات المتعلقة بتغيير خط السير للسرافيس، ومنها خط الدعتور، وبعض الخطوط الأخرى، بما يضمن تخديم جميع الخطوط بالشكل الأفضل والأمثل.

مروان حويجة