دراساتصحيفة البعث

الدولة الإرهابية الأمريكية

 

ترجمة: هيفاء علي
عن موقع انفيستيج اكشن 23/6/2019

ادعت القيادة المركزية للولايات المتحدة أن الطائرة من دون طيار “كانت تحلق في المجال الجوي الدولي عبر مضيق هرمز”، لكن الحرس الثوري الإيراني أكد أنه تم إسقاط الطائرة التابعة للبحرية الأمريكية في المياه الإقليمية الإيرانية في محافظة هرمزجان. فأي سلاح إيراني دمر طائرة من دون طيار متطورة؟.

لقد تم اعتراض طائرة غلوبال هوك الأمريكية ودمرها نظام الدفاع الجوي الإيراني الصنع 3- خورداد بالقرب من جبل مبارك الواقع في منطقة جاسك بعد انتهاك المجال الجوي الإيراني. وفقاً للمعلومات الإضافية المقدمة من الحرس الثوري الإيراني، أقلعت طائرة التجسس الأمريكية دون طيار في منتصف الليل من إحدى القواعد الأمريكية في جنوب الخليج العربي قبل أن تطفئ أضواء الإشارة في انتهاك لقوانين الملاحة الجوية. تحولت الطائرة بشكل سري عبر مضيق هرمز إلى ميناء تشابهار في جنوب إيران.
وتعليقاً على الحادثة، قالت أولريك إستير فرانكي، الخبيرة الأمنية في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (ECFR): إن تدمير إيران للطائرة الأمريكية دون طيار يعد تطوراً هاماً ونكسة للولايات المتحدة، ذلك أن “هذه الطائرة دون طيار هي الأكبر في العالم ومزودة بأحدث المعدات”. ووفقاً للخبراء، فإن هذه الحادثة يمكن أن تُحدث ضربةً لمكانة هذه الطائرة دون طيار وصادراتها إلى الدول النامية، وضربة لصناعة التسليح الأمريكية.
عقب وقوع الحادثة، هددت الدولة الإرهابية الأمريكية بقصف المنشآت النووية الإيرانية، a هذا التهديد ضرباً من الخداع الصارخ لأنها لم تعد تميز بين الصواب والخطأ لتحقيق مآربها. وعندما يعلن البنتاغون والسي أي ايه وغيرها من الفروع المسلحة أو الاستخباراتية في الدولة الإرهابية عن هجوم جديد ضد بعض الدول، فإنها تمارس التضليل بأقصى درجاته، لأن الأهداف ليست تلك المعلنة وأن الاتصال الأولي يرمي إلى إخفاء النوايا الحقيقية المبيتة. إذ اتضح أن أي قصف يقوم به الجيش الإرهابي يهدف إلى استعمار البلاد بعد تدمير بينتها التحتية. ولكن الشيء الوحيد الذي لن يفعله ولن يجرؤ على فعله هو استهداف وقصف المنشآت النووية الإيرانية الآن، لأنها ليست السبب الحقيقي للقصف ولا الهدف الحقيقي لجيش الدولة الإرهابية.
لا يحترم الجيش الإرهابي القانون الدولي أو الحكم العسكري، فمن المحتمل أن تكون البنية التحتية المدنية مدرجة في قائمة الأهداف التي يجب قصفها، وأنه يفكر في تحرير نفسه من أي مسؤولية عن طريق تمريره للأضرار الجانبية. أعلنت المملكة المتحدة بالفعل أنها تريد المشاركة في القضية، ويجب أن تنضم إليها بقية دول محور الشر. ومن المحتمل أيضاً أن تتم تعبئة العديد من “الدول الفضائية” الغربية لإنهاء علاقاتها مع إيران والمشاركة في هياجها.
هذا ما يفسر لماذا يجب على الجيش الإيراني اعتماد استراتيجيات الدفاع الجوي للجيش الصربي في عام 1999، عندما كان أكثر ذكاءً من الدولة الإرهابية، فقد أحبط جميع أنواع الغارات على الطائرات “غير المرئية”. ليس الأمر أن الجيش الصربي كان أقوى، ولكن بفضل تقاليده العسكرية ومثابرته، تطور الجيش الصربي منذ قرون.
تتحدث التقاليد الإيرانية عن المحاربين الذين يطلق عليهم “الخالدون”، وتقول: إنه عندما يُقتل جندي يظهر غيره على الفور. بعد أن أتى مباشرة من الجانب الآخر من المحيط الأطلسي ومن المملكة المنعزلة القريبة من أوروبا المتورطة في هذا الجنون، فإن خطر زيادة الفظائع والشرور في الشرق الأوسط، خاصة في إيران، هو العلامة المؤكدة على بعض المفاهيم الخاطئة ونقص الفهم الأساسي للوضع العالمي. لكن هذا ليس غريباً في الأجهزة التي تم تلقينها عقلياً وأزعجت أوامر المعولمين.
هذا يعني أنه لا توجد قواعد، ولا يوجد أي سبب معقول للحرب… مجرد عمليات لافتة وهمية. الحروب المسبقة الصنع هي الأكثر شعبية بين الغربيين و”الإسرائيليين”. بالمناسبة، لماذا تشارك الفرق الرياضية “الإسرائيلية” في البطولات الأوروبية؟ لماذا تشارك “إسرائيل” في يوروفيجن؟ ولماذا تتحكم ايباك في سياسة الدولة الإرهابية؟.