دراساتصحيفة البعث

الحرب الأمريكية ضد حقوق الإنسان

ترجمة: عناية ناصر
عن موقع غلوبال تايمز 20/6/2019

حرب أمريكا التجارية على العالم، وعلى الصين بشكل خاص، تشكل في جوهرها انتهاكاً لحقوق الإنسان، إذ إنها تهدف إلى إحباط جهود الصين في صنع تنمية مزدهرة لمئات الملايين من الصينيين الذين يدركون أن عليهم مواجهة هذه الحرب التي تتهدد حاضرهم ومستقبلهم.

بدأ مكتب الممثل التجاري الأمريكي جلسات الاستماع العلنية حول خطة فرض رسوم جمركية على سلع صينية بقيمة 300 مليار دولار إضافية. وبحسب الجدول الزمني فإن واشنطن ستطلق خطة الرسوم الجمركية الجديدة في أقرب وقت ممكن. من الواضح أن الولايات المتحدة تريد بذلك تعزيز الضغط على الصين.
استعدت الصين بالفعل بشكل جيد لحرب تجارية شاملة تشنها الولايات المتحدة، ومن المرجح أن تكون الحرب التجارية طويلة الأمد. سواء أكان بالإمكان التوصل إلى اتفاق أم لا، فإن الضغط الأمريكي على الصين سوف يستمر لفترة طويلة، وهناك إجماع عام في المجتمع الصيني على أن الاتفاق التجاري لن يغير الوضع. ويعتقد معظم الصينيين أن الحرب التجارية تمتد إلى ما وراء التجارة، ولكنها جزء من استراتيجية الولايات المتحدة في احتواء الصين في محاولة لاستعادة شبابها.
لقد تمت تعبئة المجتمع الصيني لإدراك اللعبة الكبيرة التي تحدد مصير الأمة الصينية في القرن الحادي والعشرين، والشعب الصيني مستعد لتحمل المزيد من العواصف المحتملة في المستقبل. ويأمل الشعب الصيني أن يعيش حياة مستقرة وأن تكون العلاقات الصينية الأمريكية جيدة، لكن غطرسة النخبة السياسية الأمريكية وممارساتها المتشددة تجاه الشركات الصينية مثل “هواوي” جعلت الناس يدركون أن الولايات المتحدة تفتقر إلى حسن النية. لذلك لن يوافق الشعب الصيني أبداً على التخلي عن حقه في مزيد من التطور. ويكمن الدافع الأكبر للتنمية في الصين في الرغبة القوية في حياة أفضل لدى أكثر من مليار شخص، لكن الحرب التجارية تهدد رفاهية الشعب الصيني في المستقبل، لذلك سيدعم الشعب الصيني بحزم الحكومة الصينية في عدم الخضوع لواشنطن بغض النظر عن التكاليف المؤقتة التي يتعين تحملها.
إن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في الصين هو فقط سدس مثيله في الولايات المتحدة. وإن الاستمرار في تطوير الاقتصاد الصيني وزيادة نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي هو حق أساسي للصينيين. كان هناك زمن تخلفت فيه الصين عن العالم، لكن هذا لا يعني أنه من المفترض أن تبقى الصين فقيرة إلى الأبد. هذا هو ما يجب تغييره. هذا هو ما تعنيه حقوق الإنسان حقاً.
إذا استمرت الحرب التجارية، فسوف يكون لها تأثير ساحق على السلسلة الصناعية العالمية، ولا يمكن أن تظل الولايات المتحدة غير متأثرة، وستتضرر بشدة شبكة الإمداد والتسويق التي تلعب دوراً هاماً في مستويات معيشة الشعب الأمريكي. إن إخضاع المنتجات الصينية برفع الرسوم الجمركية عليها بمبلغ 300 مليار دولار سيؤدي إلى زيادة حادة في أسعار السلع الاستهلاكية الأمريكية، وقد أظهر استطلاع للرأي أجرته قناة “فوكس نيوز” الإخبارية المؤيدة لترامب أن المزيد من الأمريكيين يعتقدون أن الحرب التجارية تؤثر على حياتهم بدلاً من مساعدة الاقتصاد الأمريكي.
لكن الإدارة الأمريكية توصلت إلى استنتاج مفاده أن الحرب التجارية ستساعد في تنشيط الصناعة الأمريكية، رغم أن أكثر من 600 شركة أمريكية وجهت رسالة إلى ترامب في 13 حزيران تعبّر فيها عن معارضتها للحرب التجارية.
الحرب التجارية هي معركة ضد حقوق الإنسان في الصين، خاصة أنها إعلان عن الهيمنة الأمريكية. تكثّف واشنطن هجماتها، لكن الشعب الصيني يتابع صنع حياته المزدهرة بشكل متزايد. ويأمل في أن يعيش أطفاله حياة أفضل منهم. مثل هذه الرغبة القوية تسخر من العجرفة الأمريكية، والشعب الصيني يدرك ما يقاتل من أجله.