تحقيقاتصحيفة البعث

بعد أن مشى في جنازة ضحيته.. قاتل الكسوة في قبضة العدالة

 

جريمة نكراء اقترفها مجرم بغيض بهدف السرقة راحت ضحيتها أم وابنتها، لم يكن ذنبهما إلا الثقة بالقاتل الذي لم يكن سوى قريب لهما، وبسبب الجشع والطمع، وبوقاحة لا مثيل لها بعد أن ارتكب المجرم فعلته شارك في مراسم العزاء والدفن على قول المثل: “قتل القتيل ومشى في جنازته”، ولكن يد العدالة لم تمهله وأوقعت به في وقت قياسي.

تفاصيل الجريمة
بدأت أحداث هذه الجريمة بورود بلاغ لمدير ناحية الكسوة يفيد بوقوع جريمة قتل، الضحية فيها الطبيبة ر. ش وابنتها الصغيرة ل. ط البالغة من العمر 4 سنوات تقريباً، وفور البلاغ توجهت دورية بأمرته إلى موقع الجريمة، وبالدخول إلى مكان الواقعة وجدت جثة امرأة في العقد الثالث من عمرها مسجاة على الأرض وعليها آثار دماء، وقد فارقت الحياة بسبب إطلاق النار على رأسها، وبجانبها جثة لطفلة بعمر أربع سنوات تقريباً تعرّضت لإطلاق نار في الرأس أيضاً بعد أن تم ربط يديها بشريط لاصق، كما وجدت أغراض المنزل مبعثرة في المكان، وهناك خزنة مفتوحة وفارغة، بالإضافة إلى وجود ورقة مدون عليها تهديد لزوج المغدورة، وأفاد زوج الضحية أ.ط أن القاتل قام بسرقة أكثر من أربعة ملايين ليرة سورية وواحد وعشرين ألف دولار أمريكي تقريباً، بالإضافة إلى مصاغ ذهبي مختلف تقدر قيمته بنحو ستة ملايين ليرة سورية، وبعد أن بدأ عناصر مركز البحث الجنائي بالبحث المكثف، بدأت ملامح هذه الجريمة النكراء بالجلاء، والدلالة إلى الفاعل الذي لم يلبث أن وقع بيدهم في وقت قياسي لم يستغرق أكثر من أربع وعشرين ساعة.

إفادات
المقدم محمد خالد الصالح، مدير ناحية الكسوة، أشار إلى أن تفاصيل الجريمة بدأت بالجلاء فور الكشف على مسرح الجريمة، فقد كان الهدف هو السرقة، ودخل الفاعل إلى منزل المغدورة بطريقة شرعية، ما يدل على أنه معروف لها وموثوق من قبلها، وبعد البحث الدقيق، وجمع المعطيات من الشهود ولو بأصغر التفاصيل، تم اكتشاف أول الخيوط عبر الشريط اللاصق، والقفازات المطاطية التي استخدمت في الجريمة، فقد أفاد المدعو ث.ط الذي يعمل في مكتبة في البناء نفسه الذي تعيش فيه المغدورة بعد أن رأى اللاصق البلاستيكي في مسرح الجريمة بأن القاتل ف.ط قام بشرائه قبل الجريمة بحوالي الساعتين، كما أفاد المدعو م.س العامل في صيدلية قريبة بأن القاتل قام بشراء زوج من القفازات المطاطية منه بشكل طبيعي لأنه طالب في معهد التمريض قسم الأشعة في دمشق، وبناء عليه تم تشكيل دورية وإلقاء القبض على المدعو ف. ط وإحضاره موجوداً إلى المركز والتحقيق معه.

اعتراف
بعد أن تم إحضار المشتبه به إلى مركز الناحية وحصاره بالأدلة التي جمعها رجال قوى الأمن الداخلي وأوصلت الشكوك إليه، والتي تؤكد أنه الفاعل، وبعد مراوغة كبيرة منه اعترف بجريمته النكراء، حيث أفاد بأن اسمه ف.ط، وهو من سكان المنطقة، وعلى صلة وثيقة بالضحية نتيجة العلاقة العائلية التي تربطه بزوجها، وكان على اتصال دائم معهم، وقد علم أنهم يملكون مبلغاً كبيراً من المال، ويحتفظون به في المنزل، حيث بدأ بالتخطيط لجريمته انطلاقاً من معرفته التامة بكافة تحركات الضحية وعائلتها، ووجود عامل الثقة المطلقة، ما يمكنه من تنفيذ جريمته دون أي شك به، فقام بشراء قفازات مطاطية وشريط لاصق بلاستيكي، كما كان يحمل مسدساً غير مرخص عيار 9ملم، وتوجه إلى منزل الضحية التي فتحت له الباب ودعته للدخول إلى المنزل نتيجة العلاقة الجيدة بينهما، وفوجىء القاتل بوجود الطفلة، وبعد أن تحركت المغدورة إلى المطبخ لصنع القهوة قام بتكميم فم الطفلة، وربط يديها باللاصق، حيث أصدرت صوتاً جعلت أمها تحضر إلى الصالون، فقام المجرم بالعراك معها وضربها على رأسها وأطلق النار عليها وعلى ابنتها، وبعد أن تأكد أنهما فارقتا الحياة قام بنزع مصاغها الذهبي، والبحث عن مفاتيح الخزنة، ووجدها في خزانة الصالون وقام بفتحها وإفراغ محتوياتها في حقيبة كانت معه، وتضم هذه المحتويات مبالغ مالية كبيرة بالعملة السورية، بالإضافة إلى مبلغ كبير بالدولار الأمريكي، ومصاغ ذهبي، وغادر متسللاً دون أن يراه أحد، وقام بإخفاء أداة الجريمة والمبالغ المسروقة عند أحد أصدقائه، والتوجه إلى منزله ليعرف بأن أقاربه اكتشفوا جثة المغدورة وابنتها، حيث ذهب إلى منزل الضحية وقام بتقديم واجب العزاء، والمشاركة في مراسم الدفن، كأنه لا يعرف شيئاً أبداً، ولكن يد العدالة كانت له بالمرصاد.
مرهف هرموش