رياضةزواياصحيفة البعث

منطقية السفر والمشاركة

 

 

غادرت يوم أمس بعثة منتخب الناشئين للمصارعة للمشاركة في بطولة آسيا التي تستضيفها كازاخستان، لتلحق ببعثة الرياضات الخاصة المتواجدة في تونس للمشاركة في البطولة الدولية، وقبلها بعثة الكاراتيه، وألعاب القوى، ومنتخب كرة القدم، وغيرها الكثير، لتكون رياضتنا، رغم كل الظروف المادية الصعبة قد حققت التواجد المشرّف.
وكي نكون موضوعيين فإن الأساس لتطوير أية لعبة هو المشاركات الخارجية، والاحتكاك مع مدارس قوية، وهذا الأمر أكثر إشكالاً بالنسبة للاتحادات واللاعبين، فالمطالب كثيرة لجهة فرص السفر، لكن الواقع يعاكس هذه الأمنيات، ويفرض مزيداً من إجراءات التقشف المنطقية، فكل اتحاد لعبة يقدم حالياً أجندة للمشاركات الخارجية المطلوبة، وفي حالات كثيرة يكون مبالغاً بها، ومع ذلك في أغلب الأحيان يوافق المكتب التنفيذي عليها رغم تكلفتها الباهظة، وربما مع القناعة بأن النتائج لن تكون على النحو المتوقع.
النظرة المنطقية للأمور تكاد تكون شبه معدومة في رياضتنا، والتركيز على السلبيات بات عادة متأصلة في قاموس ألعابنا دون الالتفات لأية إيجابية، وهذه النقطة بحاجة لوقفة طويلة تكون فيها موازنة السلبيات والإيجابيات بناء على معرفة الواقع، وليست عبر المنظور الضيق.
عموماً لابد من التأكيد على أن البعثات وإن لم تكن مرضية عددياً بشكل كامل، إلا أن نتائجها كانت مقبولة بالحد الأدنى، وحصيلتها من الميداليات خير شاهد رغم النظرة السوداوية من قبل البعض الذين يفضلون لعب دور الناقد الهادم عوضاً عن الناصح الغيور.
رياضتنا ليست في حالة مثالية، لكنها نجحت في الصمود رغم كل المشاكل والصعوبات، والأيام المقبلة ربما تحمل الجديد مع اقتراب موعد المجلس المركزي الذي سيحدد ملامح الدورة الرياضية الجديدة، وفقرتها الانتخابية التي تهم جميع العاملين في الشأن الرياضي.

مؤيد البش