ثقافةصحيفة البعث

الأفلام الاحترافية الحائزة على جوائز في النادي السينمائي

 

 

قدم النادي السينمائي فعالية جديدة بالتعاون بين مؤسسة أحفاد عشتار والمؤسسة العامة للسينما في المركز الثقافي العربي –أبو رمانة- وقد قدمت ممثلة أحفاد عشتار السيدة ريم عبسي الأفلام وهي:
تعويذة الصباح ورائحة البخور تختزل مشاعر الأم تجاه بناتها في فيلم”الوجه الأول أمي”إخراج رباب مرهج الحاصل على الجائزة الذهبية والذي مضى بنمط ديكو- دراما، وحمل بعداً درامياً بعيداً وقريباً، فالأم المتفانية في بيئة ريفية ومنزل متواضع وبسيط جداً تحمل رمزية الاحتماء والوطن وقصة الخلق، وفي الوقت ذاته تقترب رباب مرهج من تفاصيل الواقع اليومي للأم وأسرتها، وثمة علاقة بين العنوان وحركات الشخوص إذ أخفت مرهج ظهور الوجه وتركت الكاميرا لحركة الجسد، مكتفية بتعليقها السردي بروح شعرية للشال الأبيض, للكفن, للسماء، لتعبّر نغمات الربابة وأغنية “ياأم الزلف” عن ظلم المجتمع وبدلالة أعمق إلى خارج حدود الوطن.
وجاء فيلم خرزة زرقاء إخراج عبد اللطيف كنعان الحائز على الجائزة الفضية أكثر تشويقاً حينما اعتمد على إيقاع الطبلة ولحنها المتسارع الذي يعلو ويخفت مع تغيّر الحدث، فيعلو بلقاء عاطفي بالحديقة بين شاب ضارب طبلة وحبيبته الشابة التي نكتشف بالمشاهد اللاحقة أنها تعمل راقصة بملهى ليلي وتحلم أن يراها وهي ترقص، لكن ماذا يحدث في ذاك الوقت من تغييرات جذرية تظهر أيضاً قسوة المجتمع والعجز إزاء ضيق الحال، حينما تدخل الشخصية الثالثة المتشرد الذي يحمل الأوراق وهو يردد في أمكنة عدة”الحق عليك مو عليي” فيصطدم براكب الدراجة الشاب العاشق الذي يمضي للقاء حبيبته بالملهى، إلا أن المتشرد يضربه ضرباً مبرحاً فيقع أرضاً ويتهاوى الجوال ويتكسر تحت عجلات السيارات في الوقت الذي يرن فيه، ليختزل كنعان الحدث بمشهد الطبال والراقصة ولكن بمشاعر مغايرة، في الغرفة التي طردته منها صاحبة البيت نرى الشاب العاشق المحطم يضرب على الطبلة وترقص السيدة التي تكبره بسنوات، ويتعمد المخرج إخفاء الصوت إشارة إلى الرضوخ والموت الداخلي.
وشدت قصة فيلم الحرامي إخراج فراس محمد الحاصل على الجائزة البرونزية الجمهور وتركته في حيرة تجاه موقف شخصيتين نكتشف أنهما شخص واحد، فالحرامي الذي يسرق المجوهرات ويهرب هو ذاته الأب المريض بالزهايمر الذي يعيش بالزمن الماضي مع ابنته خولة بالحاضر، والتي أوقفت دائرة حياتها للاهتمام به، فاشتغل المخرج محمد على الصراع الدرامي لشخصية واحدة في زمنين، واعتمد على الرمزية من خلال وجود الخنفسة السوداء التي عجزت عن المسير وانقلبت على ظهرها، فتساعدها خولة للمسير ثانية إشارة بقرارها استعادة حياتها.
الفيلم الرابع”مئة ليرة” الذي حصل على جائزة الجمهور وجائزة لجنة التحكيم الخاصة سيناريو وإخراج أريج دوارة ونور خير الأنام يعود إلى عشرين سنة خلت، فيجسد القسوة بالعملية التربوية والتعليمية من خلال الأستاذ- مدرب الفتوة- الذي يعاقب بالطرق التقليدية ويعلم الطلاب معلومات تاريخية وأدبية خاطئة في الرحلة التي زعم أنها رحلة المعرفة، القسم الأول من الفيلم كان سبباً لتنشئة الشخصية المتمردة المستغلة باستغلال الطالب المعاقب بسرقة مفتاح الباص بالرحلة واستغلال الطلاب ببيع كل ليرة بعشر ليرات للاتصال بأهاليهم، وفي الوقت ذاته يعاني أخوه المسالم من أزمة الربو ويكاد يختنق.
وقد أعجب الجمهور بالأفكار والرؤية الإخراجية التي قدمها المخرجون الشباب طلاب الدبلوم السينمائي وبعضهم من طلاب المعهد العالي للسينما، وأدار الحوار الناقد نضال قوشحة فتحدثت المخرجة أريج دوارة بأن فيلم مئة ليرة يعكس إسقاطات على الواقع بشخصية الأخ التي مثلت الشخصية الحيادية التي لا موقف لها خسرت في النهاية، بينما جسد الأخ الشخصية الانتهازية التي استغلت أوضاع الحرب.
وأوضح كاتب سيناريو الحرامي نور الدين النجار، أن صراع الزمن بالفيلم بغية التصالح مع الزمن الماضي، وتابع عبد اللطيف كنعان عن فكرة الجانب الخفي للشخصية والصدمة التي أوصلت المتشرد إلى هذه الحالة.
واختتم قوشحة الحوار بحديثه عن اللغة السينمائية ورمزية الصورة وعن البنية السمعية التي تعني كل مستويات الصوت سواء بالموسيقا أو بالحوار أو بالأصوات الخارجية، وعقب على الأفلام ليبيّن بأن جائزة الجمهور أحدثت لأول مرة وهي ترضي الطموح لأنها خارجة عن قرار لجنة التحكيم.
ملده شويكاني