أخبارصحيفة البعث

بمشاركة سورية.. المنتدى الدولي لتطوير العمل البرلماني يواصل أعماله

 

واصل المنتدى الدولي لتطوير العمل البرلماني الذي تستضيفه العاصمة الروسية موسكو أعماله، بمشاركة وفد مجلس الشعب، برئاسة نائب رئيس المجلس نجدة أنزور.
وشهد اليوم الثاني للمؤتمر عدة أوراق عمل ومداخلات تقدّم بها أعضاء الوفد في جلسات المؤتمر، حيث ندّد عضو مجلس الشعب محمود الحسن، خلال اجتماع قسم التعاون البرلمان الدولي، بمحاولة تغيير هوية الجولان السورية، مؤكداً أن الجولان أرض عربية سورية وستبقى، وأنه لسورية كامل الحق في اختيار الطريق الأمثل لعودة الجولان والأراضي المحتلة عام 1967، وأوضح أن سورية تبذل دم شبابها لتحارب قوى الإرهاب والشر من تنظيمات داعش والنصرة، مستندة في جهودها إلى دعم الشرعية الدولية من حلفاء وأصدقاء وعلى رأسهم روسيا الاتحادية وإيران والصين.
وطالب الحسن بمنع التدخلات الخارجية وفرض الوصايات على الدول ومواجهة أية قوة طغيان بكل السبل المتاحة للحفاظ على مبادئ سيادة الدول ووحدة شعوبها وأراضيها وثرواتها ومصالحها، داعياً إلى رفع الحصار أحادي الجانب غير الشرعي الذي تفرضها الدول الغربية بحق الشعوب المقاومة والمدافعة عن حريتها واستقلالها.
وخلال جلسة “حوار المشرعين من أجل السلام والاستقرار” رد عضو الوفد بطرس مرجانة رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية والمغتربين على كلمة الوفد التركي، مبيناً دعم النظام التركي للمجموعات الإرهابية وفتح حدوده أمام الإرهابيين الذين توافدوا من 83 دولة وساندهم بالمال والعتاد والسلاح، وسهّل تدريبهم، وأمّن لهم الغطاء العسكري واللوجستي والسياسي منذ بدء الحرب قبل تسع سنوات وحتى اليوم.
ولفت إلى أن النظام التركي ما يزال يقوم بهذا الدور عبر دعم تنظيم “جبهة النصرة” المصنّف على قائمة الإرهاب بقرار من مجلس الأمن الدولي، موضحاً أن عدوان النظام التركي على سورية كان مخططاً له، ودليل ذلك أنه حضر مخيمات اللجوء قبل اندلاع الأزمة كي يتمّ استغلال موضوع اللاجئين لمزيد من الحرب وإدخال الإرهابيين، وأن النظام التركي عمل على تحويل الوضع الإنساني للجوء إلى فعل سياسي رخيص كي يستفيد منه مادياً، ويهدّد به الدول الأوروبية عن طريق تهجير اللاجئين القسري إليها لابتزازهم، وأن تركيا لم تلتزم بأي من التعهدات التي تعهدتها في مؤتمر استانا، وحافظت على دعمها الكامل لتنظيم النصرة وباقي التنظيمات الإرهابية.
وخلال جلسة “العمل التشريعي البيئي من أجل التنمية المستدامة” أكد عضو الوفد زياد سكري رئيس لجنة الإدارة المحلية والتنمية العمرانية أن سورية أقرّت منذ سبعينيات القرن الماضي التشريعات اللازمة للتنمية المستدامة، وربطت الأمن الغذائي بالأمن البيئي من خلال بناء السدود واستصلاح الأراضي الزراعية وزراعة الأشجار الحراجية والمثمرة بطريقة ممنهجة، والتي نقلت سورية من دولة مستوردة إلى المركز الرابع دولياً من حيث تصدير زيت الزيتون والحمضيات والقمح.
ولفت إلى أن سورية تمكنت من تحقيق مبدأ الاكتفاء الغذائي الذاتي، وأن الحرب الكونية الظالمة التي جرت بدعم وتمويل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الداعمة للإرهاب أدت إلى إحراق الغابات والمحاصيل وتلف الأراضي الزراعية وتلويث مياه الأنهار والبحيرات بالقذائف، مشدداً على ضرورة إصدار تشريع عالمي يعتبر جرائم حرق الغابات والأشجار وهدم السدود وتلويث مياه الأنهار والبحيرات جرائم ضد الإنسانية، ويعاقب عليها القانون الدولي.
وخلال جلسة “التعاون البرلماني” أشار عضو الوفد سمير حجار إلى أن سورية من أولى دول العالم التي شكّلت مجلساً تشريعياً باسم الشعب عندما انعقد المؤتمر السوري الأول عام 1919 وكان أول صيغة تشريعية للشعب، وأكد رفض سورية لأي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية للدول، مشيراً إلى أن التعاون البرلماني الدولي يجب أن يستند على دعم البرلمانات إلى الحق الشرعي للدول للدفاع عن نفسها وعن بنيتها التحتية وخاصة عند تعرض هذه الدولة إلى حرب إرهابية منظمة كما في سورية، مبيناً تعرض عدد من أعضاء مجلس الشعب إلى استهداف حياتهم من قبل الإرهابيين.
بدوره، عضو الوفد حسين عباس رئيس لجنة الصداقة البرلمانية السورية الروسية أكد أنه على البرلمانيين حماية مفاهيم العدالة والمساواة وحقوق الإنسان والحرية والديمقراطية ومنع التدخل في شؤون الدول التي هي القاسم المشترك والأهم بين البشر، وأضاف: إن سورية تخوض حرباً ضروس ضد الإرهاب منذ تسع سنوات، وقدمت سورية مئات الآلاف من الشهداء، وتتعرض إلى حصار اقتصادي وسياسي بإملاء من أمريكا ومنع البرلمانيين من حضور المؤتمرات الدولية.
يذكر أن المنتدى ينهي أعماله اليوم الأربعاء، وهو الثاني الذي تستضيفه موسكو، ويعقد بحضور رؤساء مجالس ووفود برلمانية وخبراء من أكثر من 145 دولة ومنظمات برلمانية دولية من مختلف أنحاء العالم. وتضمنت أعماله عقد اجتماعات وندوات حول ضمان السلام والاستقرار والتشريع، والأطر القانونية لمستقبل العالم الرقمي، والتعاون البرلماني الدولي.