ثقافةصحيفة البعث

تاريخ حمص في الدراسات المعاصرة

 

تستمر نشاطات الجمعية التاريخية السورية بشكل تصاعدي منذ عودتها إلى المقر الرئيسي وسط مدينة حمص بعد غياب عنه بسبب سنوات الحرب، وقد دأبت منذ بداية هذا العام على أخذ دورها الفاعل في التشجيع على الاهتمام بالقضايا التراثية والتاريخية وفق الإمكانيات المتاحة، وضمن هذا التوجه جاءت محاضرة د. عبد الرحمن بيطار رئيس فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب، ورئيس مجلس إدارة الجمعية، بعنوان “تاريخ حمص في الدراسات المعاصرة” عزا في مستهلها أسباب قلة الاهتمام بحمص في الكتابة التاريخية قياسا بنظيرتيها دمشق وحلب إلى أسباب عدة منها. تعرض المدينة لزلازل كثيرة وكوارث طبيعية أخرى أضاعت الكثير من معالمها، وكذلك عجز المدينة عن التفوق على مدن بلاد الشام الأخرى وخاصة دمشق التي كانت العاصمة التاريخية، وحلب التي أصبحت مركزا لحركة المواصلات بين الشرق والغرب. وأيضا تعرض بلاد الشام، وهذه المنطقة الممتدة من دمشق إلى حمص وحلب لهجمات المغول من الشرق والصليبيين من الغرب.
رغم ذلك عرفت المدينة العديد من أبنائها ممن اهتموا بتدوين تاريخها، وقد عرفت كتب التراث العديد منها،لاسيما كتاب (تاريخ حمص) لـ”أبو” بكر أحمد بن عيسى البغدادي، و(طبقات أهل حمص) لمحمود بن إبراهيم بن سميع الدمشقي الحافظ، وكتاب (الإصابة فيمن نزل حمص من الصحابة) تحقيق عبد الصمد بن سعيد الكندي الحمصي. وهناك كتاب صغير يراه المحاضر غريبا في عنوانه (في ظل قلعة قادش، أو فذلكات في تاريخ حمص) من تأليف خليل قلاووظ صاحب جريدة المستقبل عام ١٩٢٥، وغيرها من الكتب المتنوعة التي منها ما يشير إلى تاريخ حمص ضمن تواريخ أخرى.
ويشير البيطار إلى آخر ما صدر له في هذا المجال وهو كتاب (حمص..دراسات في تاريخها وآثارها) وكتاب محمد غازي حسين أغا (معالم وأعلام من حمص الشام). يتوزع الكتّاب في تاريخ حمص على مختلف المجالات بين متخصص وصحفي وأديب لذلك يجد بيطار اختلافات في المستويات المنهجية المتبعة في الدراسات التاريخية. ثم عرض موجزا عن أنواع الدراسات التاريخية المعاصرة لحمص وفي مقدمتها(الموجز في آثار وتاريخ حمص) محمد غازي التدمري، (وحمص أم الحجارة السود) للدكتور ساطع محلي الذي اعتمد فيه على كتاب الخوري عيسى اسعد، وما جاء عند الجغرافيين والتاريخيين العرب.(بلدي الحبيب والصغير حمص) للباحث والأديب عبد المعين الملوحي، و(صفحات من تاريخ حمص) إيلي منيف شهلا، (الأمثال الشعبية) جورج فارس رباحية.
وفي مجال توثيق المخطوطات يذكر بيطار (يوميات أسرار حمص) تحقيق نهاد سمعان و(تاريخ حمص) لابن مكة خان كان.
وبالنسبة للكتب المترجمة هناك كتاب مهم عنوانه (اله الشمس لحمص والديانات الشرقية) ترجمة بايرنيا داوود، وكتاب (أعياد الربيع القديمة في حمص) ترجمة خاشوف زياد عن الفرنسية. (إمبراطوريات سوريات) جان بيلون، ترجمة يوسف شلب الشام. وهناك جانب آخر تطرق إليه هو كتب المذكرات مثل كتاب (حمص مسيرة مدينة) لأحمد الحزوري، (شظايا من عمري) لعبد المعين الملوحي،ومن أهمها، كتاب (على جناح الذكرى) لرضا نجم الدين صافي. وفي جانب الدوريات والمجلات والصحف، تحدث عن دور الجمعية التاريخية في حمص التي قدمت مجموعة من الأبحاث مثل آثار حمص بين الواقع والطموح، ودور مجلة التراث الشعبي، ومجلة دراسات تاريخية.
كما صدرت كتب عديدة عن أعلام حمص منها كتاب أعلام حمص إعداد محمد غازي التدمري بجزئين، وكتاب عن الشاعر رشيد فاخوري تأليف غازي قضيماني، واصدر محمد بري العواني كتابا عن المسرحي داوود قسطنطين الخوري، كما صدر له منذ أيام كتاب عن وزارة الثقافة بعنوان(مسرحيات داوو الخوري) يدرس فيه كافة مسرحيات الخوري، وكتاب عبقريات من بلدي تأليف عبد الغني العطري.

آصف إبراهيم