دراساتصحيفة البعث

رســـــائل ترامــــب في قمــــة العشــــرين

ترجمة: لمى عجاج
عن مجلة فانتي فير 30/7/2019
في ختام قمة العشرين ترامب يتعهد بعدم فرض رسوم جديدة على الصين، ويعرب عن استعداده للقاء الزعيم الكوري كيم جونغ اون، فما هي الرسائل التي أراد إيصالها؟.
تستمر عطلة نهاية الأسبوع التي خاض الرئيس الأمريكي غمارها في أوساكا في اليابان في قمة مجموعة العشرين التي لا تزال نتائجها تتصدّر عناوين الصحف حتى اليوم، والتي شهدت الكثير من التطورات العاصفة، ومنها قيام ترامب بالسخرية من الحديث عن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية التي جرت في عام 2016، والثناء السخي الذي أجزله ترامب على النظام السعودي المسؤول عن القتل الوحشي وتقطيع الأوصال، متجاهلاً تماماً ما حصل مع الصحفي السعودي جمال خاشقجي الكاتب في صحيفة الواشنطن بوست والذي كانت قضيته حاضرة في قمة العشرين وبحضور محمد بن سلمان شخصياً. وفي القمة أيضاً أثار ترامب الحديث عن مفاوضات تجارية جديدة مع الصين، وحاول استرضاء زعيم كوريا الديمقراطية كيم جونغ اون، وأعرب عن استعداده لمصافحته ولقائه في المنطقة المنزوعة السلاح على الحدود الكورية.
لقد كان هذا جزءاً من النتائج التي تمخّضت عن اللقاء العاصف الذي استمر لمدة 48 ساعة في زوبعة قمة العشرين التي شهدتها اليابان التي استبعد فيها ترامب الحلفاء وسعى إلى استعطاف الخصوم والتملق للأصدقاء، ومنهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عندما وجّه له هذه العبارات: “إنه لشرفٌ لي أن أكون مع ولي المملكة السعودية، إنه صديق لي، وهو الرجل الذي قام حقاً بالكثير من الأشياء في غضون الخمس سنوات الماضية”، وذلك في تصريحات أدلى بها قبل أن يتناول الإفطار مع صديقه المقرب محمد بن سلمان، مع العلم أن وكالة الاستخبارات الأمريكية كانت قد خلُصت إلى اتهامه بقضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي المنفي خارج السعودية في تشرين الأول الماضي. استرسل ترامب في إطرائه ومديحه متابعاً: “أودّ فقط أن أشكرك بالنيابة عن الكثيرين، وأودّ أن أهنئك.. لقد قمت حقاً بعملٍ رائع”، ولم يجب ترامب عن سؤال جيم اكوستا لـ CNN عندما حاول الضغط عليه وفتح معه موضوع مقتل الخاشقجي في مؤتمر صحفي على هامش اجتماع قمة العشرين، ليتجاهل أسئلته المتكررة ويقوم بدلاً من ذلك بالإشادة بمحمد بن سلمان وليثمّن مشتريات السعودية من المعدات العسكرية الأمريكية، حيث اكتفى بالقول: “أنا غاضبٌ للغاية وغير راضٍ عن أي شيء من هذا القبيل”، وتهرّب بالقول إن الملاحقات القضائية قائمة حتى الآن، وأنه قد تمّ مقاضاة أكثر من ثلاثة عشر شخصاً وأن الأرقام مرشحة للتزايد!. وعلى جدول أعمال قمة العشرين كان للصين حصة كبيرة من اهتمام ترامب، حيث بشّر اللقاء الذي جمعه مع الرئيس الصيني شي جين بينغ بتطورات مفاجئة فيما يتعلّق بالحرب التجارية المتصاعدة مع الولايات المتحدة، فقد تراجع ترامب عن خططٍ لفرض رسوم بنسبة 25% على السلع الصينية بقيمة 300 مليار دولار، وقال ترامب للصحفيين بعد الاجتماع: “نحن نحتفظ بالتعريفات القديمة وسنقوم بشراء المنتجات الزراعية”، كما وافق ترامب على تخفيف الحظر التجاري المفروض على شركة الاتصالات الصينية هواوي، فالتعاون والحوار مع الصين أفضل بكثير من الاحتكاك والمواجهة، بحسب ما عبّر عنه الرئيسان خلال لقائهما في القمة. وبالنتيجة كانت هذه محصلة لما أسفرت عنه نتائج قمة العشرين في اوساكا، لكن مشهد حطام القطار في جولة ترامب الدولية لم ينته بعد ومفاجآته لا زالت مستمرة.