الصفحة الاولىصحيفة البعث

طهران: أوروبا تدمّر فرصة الحفاظ على الاتفاق النووي

أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس أن بلاده ستزيد بعد السابع من الشهر الحالي معدّل تخصيب اليورانيوم إلى أكثر من 3.67 بالمئة وبالمستويات التي تحتاجها، وقال، خلال اجتماع الحكومة الإيرانية: إن إيران ستخصب اليورانيوم بالحد الذي تحتاج إليه، وستنفذ المرحلة الثانية من إجراءات تقليص التزاماتها ضمن الاتفاق النووي في السابع من الشهر الحالي، مشيراً إلى أن على أطراف الاتفاق النووي أن يعلموا أننا بعد السابع من تموز سنقوم بإعادة مفاعل آراك إلى وضعه السابق، فنحن نلتزم بالاتفاق النووي عندما يلتزم به الطرف المقابل، ونعمل بموجبه تماماً عندما يعمل الطرف المقابل بموجبه بشكل كامل.

وأشار روحاني إلى أنه على الدول الأوروبية أن تلتزم بتعهداتها في الاتفاق النووي بنفس القدر الذي تلتزم به إيران، موضحاً أن خفض التزاماتنا يأتي في إطار الحفاظ على الاتفاق النووي وليس لأجل توجيه ضربة له، ولفت إلى أن الأميركيين هم من أشعل لعبة النار في المنطقة، وعليهم العودة إلى التزاماتهم في الاتفاق النووي، منتقداً صمت أوروبا تجاه الحظر الأميركي الظالم ضد الشعب الإيراني.

في سياق متصل أكد المتحدّث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى، حسين نقوي حسيني، أن أوروبا تدمّر الفرص التي قدمتها طهران لها، لافتاً إلى أنه يتعين على الحكومة الإيرانية اتخاذ خطوات حاسمة في ظل تقاعس الدول الأوروبية عن تنفيذ تعهداتها، وأوضح أنه بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، والذي يعد انتهاكاً للقوانين الدولية، أبدى الأوروبيون تقلبات كثيرة في مواقفهم، لافتاً إلى أن الاتحاد الأوروبي لم ينفذ وعده بتشغيل القناة المالية اينستكس.

وأضاف نقوي حسيني: إن إيران لا تعتبر آلية اينستكس بشأن الأدوية والغذاء ضمن تعهدات الأوروبيين في الاتفاق النووي لأن تعهداتهم كانت إنشاء قناة لبيع النفط الإيراني بحيث تتمكن إيران من استلام العوائد بالعملات الأجنبية، ولا يمكن أن تقتصر إيرادات عملاتنا الأجنبية على شراء الغذاء والدواء، وبيّن أن الإجراء الذي اتخذه الأوروبيون مؤخراً بشأن اينستكس لا يندرج في إطار الوفاء بتعهداتهم، لذلك يتعيّن على طهران أن تتخذ خطوات مقابلة، وأن تبدي موقفاً حاسماً تجاه الأطراف الغربية، مضيفاً: على الأوروبيين، وبدلاً من الإعراب عن القلق وإصدار البيانات، الوفاء بتعهداتهم، لأن التصريحات لن تحل أي مشكلة.

في السياق أيضاً أكد وزير النفط، بيجن زنكنة، أن العمل جار ليل نهار للالتفاف على الحظر الأميركي وتصدير النفط الإيراني، وأوضح، على هامش مشاركته بالاجتماع الوزاري لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك في فيينا، أن دون شك الحظر الأميركي ترك آثاراً سلبية على الاقتصاد الإيراني بيد أن ذلك لايعني أننا لا نقاوم هذا الحظر غير العادل واللاشرعي.

وحول استفسار الوكالة عن حجم إنتاج وتصدير النفط الإيراني بعد إعادة الحظر الأميركي، أكد زنكنة عدم إمكانية الإفصاح عن طريقة التعامل مع هذه “العقوبات”، حيث إن الكشف عنها يساعد أميركا على تكثيف الضغط على إيران، وشدّد على أن من حق المشترين والمنتجين معرفة الأرقام التي تخص صادرات النفط الإيراني، بيد أن سوق النفط تتعرض لعبث من قبل أميركا، وهذه ليست مشكلتنا، بل هذه معضلة أميركية فرضت علينا، ودفعنا لعدم الإفصاح بهذا الجانب لصيانة مصالحنا الوطنية.

وحول آلية “اينستكس” الأوروبية للتعامل المالي مع إيران، أكد وزير النفط أن أداء الآلية سيكون ضعيفاً دون تحويل إيرادات النفط الإيراني.

في الأثناء، أكد القائد العام لقوات حرس الثورة الإسلامية، اللواء حسين سلامي، أن القوات المسلحة الإيرانية قطعت الطريق أمام العدو للتفكير بالاعتداء على إيران وحطمت هيمنته المصطنعة، وأشار، أمام حشد من مسؤولي مقر خاتم الأنبياء، إلى أن الحرب الاقتصادية هي الساحة الرئيسية للعدو التي يواجه فيها إيران في المرحلة الراهنة، فيما قال قائد الدفاع الجوي في الجيش الإيراني العميد علي رضا صباحي فرد: إن العدو يدرك جيداً أن قابلية إيران القتالية لا يمكن اختبارها، كما أنه لم يعد قادراً على مواجهتنا، لأنه، وفضلاً عن الأسلحة الدفاعية التي بحوزتنا، لدينا أيضاً أسلحة سرية وفريدة من نوعها خاصة بالشعب الإيراني تتمثّل في ثقافة التضحية والشهادة والوحدة والتلاحم.