الصفحة الاولىصحيفة البعث

الأمن يتمكّن من تحييد إرهابي خطير في تونس

بعد أيام على التفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفا تونس العاصمة، وأسفرا عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى، أعلنت وزارة الداخلية التونسية، أمس، أنها تمكّنت من تحييد “إرهابي خطير”، بعد أن فجّر حزاماً ناسفاً كان يرتديه إثر محاصرته من عناصر الأمن، دون أن تسجّل الواقعة وقوع أي خسائر بشرية.

وقالت الوزارة في بيان: “بعد محاصرته إثر عملية مطاردة بحي الانطلاقة بالعاصمة تمكّنت الوحدات الأمنية من القضاء على الإرهابي الفار أيمن السميري”.

وكانت الداخلية أصدرت قبل أيام بياناً طلبت فيه الإبلاغ عن السميري بتهمة تورّطه في الاعتداءين الإرهابيين اللذين هزّا العاصمة التونسية الخميس الماضي، وأسفرا عن مقتل عنصر أمن وإصابة ثمانية أشخاص بجروح.

ووقع الاعتداء الأول حين فجّر إرهابي يرتدي حزاماً ناسفاً نفسه قرب دورية أمنية في شارع شارل ديغول بوسط العاصمة، ما أدّى إلى سقوط خمسة جرحى هم ثلاثة مدنيين وعنصرا أمن توفي أحدهما لاحقاً متأثراً بجروحه.

وبعد وقت قصير فجّر إرهابي آخر نفسه قرب مقر الوحدة المختصة لمكافحة الإرهاب التابعة للإدارة العامة للمصالح المختصة بالقرجاني، ما أسفر عن إصابة أربعة عناصر أمن بجروح.

وكانت أنباء تحدّثت عن أن عناصر قوات الأمن حاصرت مسجد الغفران الواقع في حي الانطلاقة في العاصمة بعد الاشتباه بتحصّن عنصر إرهابي في داخله، كما صادرت الوحدات الأمنية كمية من المتفجّرات من الجامع.

وقال المتحدّث باسم وزارة الداخلية سفيان الزعق: إن الشرطة فتحت النار على أيمن السميري، الذي كانت الوزارة قد نشرت صورته، وقالت: إنها تطلب مساعدة المواطنين في البحث عن هذا “الإرهابي الخطير”.

وأشار وزير الداخلية التونسي إلى أن الوضع الإقليمي دقيق سواء على الحدود الغربية أم الشرقية للبلاد، فيما أكدت إدارة الأمن التونسية أنه لم يسجّل أية أضرار بشرية أو مادية أثناء عملية القضاء على السميري.

ونُقل عن مصادر مطلعة قولها: إن “السميري كان ينتمي إلى خلية تتكوّن من ستة أشخاص مسؤولة عن تفجيرات الخميس الماضي في العاصمة”، مشيرة إلى أن اثنين منهم فجّرا نفسيهما بينما ألقي القبض على ثلاثة، وبقي السميري الذي كان محل متابعة من القوى الأمنية منذ الخميس الماضي.

وفي هذا السياق، أعلنت مصادر أمنية أن القوات التونسية عثرت على قرابة 10 كغم من المواد المتفجرة بجامع “الغفران” بحي الانطلاقة، وأضافت: إن تلك المواد كانت مُخبأة بإحكام تحت جذع شجرة مغروسة بساحة الجامع المذكور، وأشارت إلى أن الوحدات الأمنية المختصة قامت بنقلها بعناية، وإخضاعها للتحاليل الفنية، وفتح تحقيق في إمكانية ارتباط المواد المحجوزة بالتفجيرات الأخيرة التي حدثت يوم الخميس الماضي.

وأكدت المصادر نفسها أن “تعزيزات أمنية تقوم حالياً بتمشيط الجامع ومحيطه، بحثاً عن مواد متفجرة أخرى أو أسلحة محتملة، وذلك بعد القيام بسلسلة من التحريات في الآونة الأخيرة حول وجود تحرّكات لعناصر في غاية الخطورة لاستهداف دوريات أمنية ومواقع حساسة في إقليم تونس الكبرى”.

هذا وتوقّعت بريطانيا تعرّض تونس للمزيد من الهجمات الإرهابية، وحذّرت السفارة البريطانية بتونس الرعايا البريطانيين من التنقّل إلى عدد المناطق الحدودية، على غرار جبل الشعانبي غربي البلاد والمنطقة العسكرية بالسلوم وسمامة والمغيلة (غرب) والمنطقة العسكرية جنوبي البلاد، إضافة إلى مدينة بنقردان الحدودية مع ليبيا والمناطق المجاورة لها.

وعلى الرّغم من إقرار بريطانيا بـ “بتحسّن الوضع الأمني في تونس في المدن الكبرى والمنتجعات السياحيّة”، إلا أن السفارة توقّعت احتمال حدوث هجمات إرهابية أخرى تستهدف مصالحها أو مصالح غربية أخرى، كما دعت رعاياها إلى ضرورة تجنّب جميع مناطق المظاهرات، وتوخي الحذر في محيط أي تجمعات أو احتجاجات كبيرة.

وتأتي التوقّعات والتحذيرات البريطانية بينما تعرّضت تونس في نحو أسبوع لثلاث هجمات انتحارية.

وقال رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب، مختار بن نصر: إن “أي دولة ترصد الوضع الأمني في تونس، ومن حق أي بلد أن يحذّر رعاياه، خاصة وأنهم يعرفون جيداً صعوبة الوضع على الحدود”، مشدّداً على أن”الأمن في تونس مستتب وأن الوضع فيها ليس أخطر من آي بلد آخر”.

وبشأن التحذيرات حول إمكانية وقوع هجمات أخرى أكد بن نصر أن “الاحتمالات تبقى قائمة، ولكن التطرّق إليها يتزايد بالتزامن مع الأحداث الإرهابية التي شهدتها تونس مؤخّراً، وأن ذلك لا يعني بالضرورة وقوعها فعلاً”، وتابع: “لو كانت لدى بريطانيا معلومات لكانت مدّت الجهات المعنية بتونس بها في إطار التعاون والتنسيق لمكافحة الإرهاب”.

ونجحت تونس في إحباط العديد من الهجمات الإرهابية في السنوات الأخيرة وتفكيك العديد من الخلايا النائمة، ما أعاد الاستقرار للبلاد، التي عانت من اعتداءات سابقة، منها تفجير انتحاري استهدف حافلة للأمن الرئاسي في تشرين الثاني 2015، والهجوم على مدينة بن قردان في فجر السابع من آذار 2016، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 50 إرهابياً و13 من قوات الأمن والجيش وسبعة مدنيين.

ولايزال خطر الإرهاب يتربّص بالتونسيين، رغم النجاحات الأمنية، ويعتقد أنه لاتزال هناك خلايا متطرّفة نائمة أو ذئاب منفردة تبنت الفكر التكفيري.