اقتصادصحيفة البعث

الأنفاق.. أسلوب جديد لزراعة الخضار واستنبات الشتلة الزراعية

 

دمشق- عبد الرحمن جاويش

بدأت تنتشر في أكثر من منطقة سواء في دمشق أم في المحافظات الأخرى زراعة الأنفاق من خلال استنبات الشتلة الزراعية ضمن قوالب أو أطباق مصنوعة من البلاستيك أو الفيبر كلاس، ويستخدم في هذا النوع من الزراعة التورب بدلاً من التربة العادية للإنبات ضمن المنازل السكنية، ومع بدء الربيع تنقل الشتلة للزراعة في الأرض، ومن ثم تغطيتها بالأنفاق المصنوعة من الأقواس الحديدية والبلاستيك، وذلك بهدف تجنيب الشتلة موجات انخفاض الحرارة الشديد خلال ليالي أوائل الربيع.

يقول أحد المزارعين: إن اتباع الأساليب العلمية لإنتاج الخضار، يرفع من إنتاجية الأرض، ليصل إنتاج الدونم الواحد إلى ٢٠ طناً من البندورة التي تحتاج لمدة زمنية من ٢ – ٤ أشهر، فيما يعد قطاف محصول الخيار ممكناً خلال ٤٥ يوماً من الزراعة، وبإنتاج يصل إلى ١٠ أطنان للدونم الواحد. ومع توفر مساحات تصل إلى ١٠٠ دونم من الأرض الخاصة، تصبح الخضار محاصيل ذات إنتاجية ومرود عاليين، يؤمنان دخلاً ثابتاً للفلاح أياً كانت الظروف الجوية السائدة في المنطقة.

الخروج من الدائرة الضيقة للعملية الزراعية المعروفة بالعروة الربيعية – العروة الخريفية، هو الهدف الأساس من تطوير الأساليب الزراعية من قبل الفلاحين، ولعل الحرب الدائرة هي من وسعّت أفق التفكير في الإنتاج الزراعي، حتى إن بعض الأراضي في الأرياف بدأت تتجه نحو زراعة الأشجار المثمرة بالاستفادة من حفر الآبار الارتوازية دون الحصول على تراخيص نظامية من مؤسسات الدولة.

يتخوف الفلاحون في ريف دمشق من عودة استجرار الخضار من المحافظات السورية الأخرى من قبل التجار؛ لأن ذلك سيعني بالضرورة منافسة لبضائعهم التي تلقى إقبالاً عالياً، وبأسعار تصل إلى ١٠٠٠ دولار أمريكي للطن الواحد من البندورة، و٨٠٠ دولار أمريكي للطن الواحد من الخيار، كما تروج زراعات أخرى في المنطقة كالباذنجان – الكوسا – البطيخ، ومن المتوقع أن تكون ذات مردود عالٍ لهذا العام.