الصفحة الاولىصحيفة البعث

قيادات تركية تشرف على تدريب الإرهابيين في طرابلس

 

 

كشف الجيش الوطني الليبي عن تدخل النظام التركي في إدارة العمليات العسكرية في طرابلس، وإشرافه على التنظيمات الإرهابية والميليشيات، وأعلن توصله إلى قائمة تضم مسؤولي إدارة العمليات العسكرية لميليشيا طرابلس، وحدّدهم بالأسماء والمناصب والمهام، وذكر أنهم يشاركون في توجيه الطائرات التركية المسيّرة من دون طيار، والتي لعبت دوراً محورياً في السيطرة على منطقة غريان الاستراتيجية ومعسكر أبو رشادة.
وأضاف: إن القادة العسكريين الأتراك أداروا من داخل العاصمة طرابلس غرفتي عمليات غير معروف مكانهما تحديداً، وعلى رأسهم الفريق ثاني جوكسال كاهيا نائب وكيل وزارة الدفاع التركية، الذي ترقى بعد أحداث انقلاب تموز 2016، بالإضافة إلى السكرتير العام للقوات المسلحة التركية عرفان أوزسارت، الذي كان شاهداً مهماً في تحقيقات ضد حركة “الخدمة”، كما شملت القائمة كلاً من الجنرال لفانت أرجون، المحكوم عليه بالسجن لمدة 13 عاماً في انقلاب المطرقة عام 2003 ثم برأته المحكمة، واللواء جورسال تشايبينار أحد المتهمين في نفس قضية السابقة، واللواء سلجوق يافوز أحد أهم قادة عملية “غصن الزيتون” في العدوان على عفرين في سورية.
أما الأشخاص المتبقيون، حسب القائمة، هم ألكاي ألتينداغ، وبولنت كوتسال، وجينان أوتقو، وعز الدين ياشيليورت، وقنال إمره، وأمير مرادلي، ومحمد حسام الدين يوجاسوي، وساهان أيدن، وعمر أقتشيبلبينار، وأرتشين تيمون، وبكير آيدن، ورجب يلدريم، وسليمان أنجا.
يأتي ذلك بعد أيام من إعلان قيادة الجيش الليبي، قرارها بالقبض على أي شخص تركي في ليبيا، وقصف أية سفينة تركية في المياه الإقليمية، مع تطبيق حظر على رحلات الطيران المتجهة إليها.
في الأثناء، اتهم الجيش الوطني الليبي، بقيادة الجنرال خليفة حفتر، حكومة الوفاق الوطني والتنظيمات الإرهابية الداعمة لها بأنها تقف خلف الهجوم على مركز المهاجرين في تاجوراء، والذي أدى إلى مقتل 44 شخصاً وإصابة 130 آخرين، وأنها قصفت المركز بالمدفعية، وقال المتحدث باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري: إن الجيش الليبي لم يستهدف مركز تاجوراء، بل استهدف معسكراً للميليشيات التابعة لحكومة الوفاق، لكن تفجيراً مجهولاً وقع بعد 17 دقيقة من غارات الجيش أدى إلى مقتل المهاجرين.
وأكد أن الجيش الليبي ملتزم بقواعد الاشتباك، وقام بطلعات جوية استهدف فيها معسكرات للميليشيات في تاجوراء بشكل دقيق، حيث تضمنت قائمة الأهداف مخازن ذخيرة وآليات وأسلحة، وقال: كان هدفاً مشروعاً وقانونياً للجيش الليبي.
وأوضح أن الهجوم جاء بعد انتهاء غارات الجيش الليبي بـ 17 دقيقة، ما يثبت ضلوع التنظيمات الإرهابية في تفجير المركز لفبركة قضية إنسانية من أجل جلب إدانة للجيش الليبي، وتساءل عن سبب وجود المهاجرين في موقع عسكري للميليشيات، وحبس هؤلاء في مكان خطير، وهو أمر يتنافى مع حقوق الإنسان، ويعد بمثابة استخدام هؤلاء كدروع بشرية من أجل صنع قضية رأي عام.
واستطرد: هناك مؤامرة تمّ تدبيرها من جانب الإرهابيين لتشويه صورة القوات المسلحة الليبية، مطالباً مجلس الأمن الدولي بمناقشة انتهاكات ميليشيات طرابلس بحق المدنيين.
وأمس، فشل مجلس الأمن في استصدار بيان إدانة بشأن الهجوم، وعبّر أنطونيو غوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، عن غضبه البالغ إزاء الضربة الجوية التي استهدفت مركز المهاجرين، ودعا إلى تحقيق مستقل، فيما استنكر غسان سلامة، مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا الهجوم، وقال: من الواضح أنه يرقى إلى مستوى جريمة حرب، ودعت ميشيل باشليه المفوضة الأممية العليا لشؤون حقوق الإنسان إلى وقف إعادة المهاجرين إلى ليبيا، ووصفت منظمة أطباء بلا حدود ما حدث بأنه مأساة مروعة كان يمكن تجنبها بسهولة.
سياسياً، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه من الضروري وقف إطلاق النار في ليبيا، وبدء الحوار بين الأطراف الليبية، مشيراً إلى أن من تسبب بتدمير الدولة في ليبيا هو قصف الناتو، وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، في روما: “اتفقنا على مواصلة التنسيق لتسوية الوضع في ليبيا، حيث تتدهور الأوضاع للأسف، ويتنامى النشاط الإرهابي، ويزداد عدد الضحايا”، وتابع: “نتفق على أنه من المهم أن يكون هناك وقف لإطلاق النار بين الأطراف العسكرية والسياسية الليبية، وأن تفتح قنوات الحوار، وتتخذ إجراءات لاستعادة العملية السياسية بهدف تجاوز الانقسام في البلاد وإنشاء مؤسسات موحدة وفاعلة للدولة”.