ثقافةصحيفة البعث

عدنان الأزروني: مسابقة يوم المسرح تجربة مهمة ستتحول إلى تقليد سنوي

بعد مشاركتها لأول مرة في احتفالية يوم المسرح العالمي بـ 11 عرضاً مسرحياً أعلنت مديرية المسرح والأنشطة الفنية في وزارة التربية مؤخراً نتائج مسابقة يوم المسرح، وعرض العروض الفائزة على خشبة مسرح القباني وهي: المركز الأول للعرض المسرحي “المعطف” من السويداء، المركز الثاني “عفواً شكسبير” من القنيطرة، المركز الثالث “دائرة الطباشير القوقازية” من طرطوس، جائزة لجنة التحكيم الخاصة للعرض المسرحي “الملك هو الملك” من درعا، جائزة أفصل ممثلة-مناصفة بين ريم كوسا عن دورها في مسرحية “دائرة الطباشير القوقازية” وإسراء عبد الرحمن عن دورها في مسرحية “المنافق” من حلب، في حين حصل سامي حاتم على جائزة أفضل ممثل عن دوره في مسرحية “المعطف” وضمَّت لجنة تحكيم المسابقة: عدنان الأزروني مدير المسرح المدرسي والأنشطة الفنية، ريم الشالاتي معاون مدير المسرح المدرسي رئيس قسم المسرح، محمد طرابلسي رئيس قسم الفنون الشعبية في مديرية المسرح المدرسي، الفنان كفاح الخوص، الفنانة لوريس قزق.

مواهب حقيقية

وبيَّن الأزروني أن مسابقة وزارة التربية في يوم المسرح العالمي كانت تجربة مهمة، لذلك ستتحول إلى تقليد سنويّ يتم التحضير له على مدار العام الدراسي، وسيتم تجاوز كل الأخطاء اللوجستية التي ضمتها التجربة الأولى بهدف تطويرها، مشيراً إلى أن جزءاً من الجوائز التي قدمت كانت جوائز مالية سيتم تخصيصها لإنتاج عروض في العام القادم من قبل الدوائر شاكراً وزير التربية على دعمه في تخصيص وتقديم هذه الجوائز، ومنوهاً إلى أهمية ما قدمته دوائر المسرح المدرسي في كل المحافظات السورية من عروض مختلفة الموضوعات والأساليب الإخراجية، حيث حضرت نصوص شكسبير وبريخت وموليير وسعدالله ونوس وغيرهم من كتّاب العالم، وقد قُدمت جميعها بحب وحماس وبجهود شخصية في بعض الأحيان، مؤكداً أن عروض المسابقة كشفت عن مواهب حقيقية في الكتابة والإعداد والإخراج والتمثيل، شاكراً الأزروني جميع المشاركين، خاصة وأن العروض أُنجزت من قبل الدوائر نفسها دون أن تلقى الدعم المادي من قبل مديرية المسرح أو المديريات الأخرى في الوزارة، وهذا ما ستتلافاه المديرية العام القادم بدعم الدوائر من خلال تخصيص ميزانيات خاصة للعروض، لتقديم نتاجات ذات سوية فنية عالية ضمن خطة تقوم المديرية حالياً بدراستها، وتستند أساساً على خطط قامت الدوائر بوضعها كلّ حسب إمكانياتها وظروفها.

ورشات عمل متنقلة

وأكد الأزروني أن في سورية كوادر مختصة وأكاديمية جيدة، ولكن المشكلة تكمن في تجمعها في العاصمة وقلتها في المحافظات الأخرى، ونظراً لعدم وجود مختصين بالمسرح في بعض الدوائر في بعض المحافظات حرصت المديرية ضمن خطتها الجديدة على إقامة ورشات عمل متنقلة يشرف عليها مختصون لتأهيل المدربين ولتفعيل دور المسرح المدرسي، خاصة وأن المديرية تعاني من نقص في عدد المراكز التي يمكن أن تُستغل دون أن يخفي أن المسرح المدرسي في بداياته قدّم نوعية جيدة من العروض على حساب الكم، وفيما بعد مرَّ المسرح المدرسي بحالة ركود ولا يتحمل مسؤولية ذلك برأيه العاملون فيه وإنما الظرف العام الذي عاشته سورية والذي جعل هذا المسرح يعاني من مشكلات على صعيد الكوادر والميزانيات وواقع المدارس والمنهجيات غير الصائبة من قِبل بعض كوادره، وبعيداً عن جلد النفس رأى الأزروني أن مجرد استمرار مديرية المسرح المدرسي أمر إيجابي وليس كل ما عُمل سابقاً كان خطأ، وقد حققت فيه بعض المراكز إنجازات ساهمت في استمرار هذه المؤسسة.

استراتيجية عمل

وأوضح الأزروني أن المديرية اليوم تسعى إلى وضع إستراتيجية عمل ومنهج واضح للمسابقة في الدورات القادمة، من خلال وضع عنوان عريض لها لنرى كيف يمكن للشباب السوري معالجته مسرحياً، وللوقوف على النصوص التي تغريه مع محاولة تخصيص ميزانية خاصة للمسابقة والانفتاح على مختلف الفعاليات التي تعمل مع الطفل كمنظمة طلائع البعث والشبيبة والمنظمات الأخرى، على اعتبار أن المديرية وهذه الفعاليات تشتغل على نفس الشريحة “الطفل” وفي المجال نفسه، إلى جانب التقنين المتناسب مع الظرف الحالي في شروط معايير وآلية الترشيح بالتكليف لدوائر المسرح المدرسي وإنجاز النظام الداخلي لها لتوضيح الصلاحيات والمهام والتوصيف الوظيفي لكل عامل منعاً للتشتت، وذلك كله بهدف الانتقال بعمل المديرية إلى العمل المؤسساتي الحقيقي من خلال محاولة تأسيس بنية تحتية قانونية للمديرية التي تضم أربعة أقسام: “المسرح، الموسيقا، الفنون الجميلة، الفنون الشعبية والرقص التعبيري”ولم يعتبر الأزروني أن ذلك يشكل عبئاً على واقع المسرح المدرسي، خاصة وأنها أقسام فنية تتداخل مع بعضها، ووجودها ضمن مديرية واحدة لا يربك العمل، بل يخلق حالة تشاركية.

مهارات الطفل

تهدف مديرية المسرح المدرسي والأنشطة الفنية إلى تنمية مهارات الطفل في مجال الفنون.. من هنا تحرص المديرية ضمن خطتها الجديدة -كما أشار الأزروني- على تكثيف هذه الخدمة مع الأطفال في مختلف اهتماماتهم، والتأكيد على أن يختار الطفل موضوعه الذي يحبه لاحتضانه وحمايته مما يمكن أن يستقطبه في الخارج، منوهاً إلى أن نتائج العمل في المسرح المدرسي والأنشطة الفنية الأخرى ليست هدفاً بحد ذاته وإن كانت مهمة، إلا أن الأهم هو الاشتغال على الطفل وملء الوقت، لذلك تقوم المديرية حالياً بإجراء بحث لمعرفة ما يهتم به أطفالنا في سن المدرسة وتوزيعه على الاختصاصات: “مسرح-فنون جميلة-رقص” لتبني خطة عمل بناء على ذلك في السنة القادمة.

التواجد الفعلي

ولأن وزارة التربية تعنى بأطفال سنة المدرسة وهم الخميرة الأولى والمنتج الأول لكل الكوادر في المستقبل بيَّن الأزروني أنه من أولويات المديرية في العام القادم التواجد في كل الفعاليات والمناسبات (يوم المسرح-يوم الرقص-يوم الثقافة-المناسبات الوطنية) للتأكيد على أن مديرية المسرح المدرسي والأنشطة الفنية جزء من الحركة المسرحية والثقافية في سورية، كما تم بالتعاون مع مركز تطوير المناهج في وزارة التربية بحث إمكانية إدراج المسرح في المنهج الدراسي، وإن رأى الأزروني أن موضوع المناهج موضوع شائك، والأهم هو التواجد الفعلي للمسرح في المدرسة لأن ذلك هو ما سيكرس وجود المسرح ضمن المنهاج فيما بعد والذي يجب أن يُنجز بطريقة علمية وأهداف واضحة، وهذا لن يتحقق برأيه إلا بوجود أكاديميين مختصين ليس فقط بأنواع الفنون بل بالتربية كذلك.. من هنا طلبت المديرية من وزارة التعليم العالي تخصيص مقاعد لموظفيها المختصين وخريجي المعاهد العليا في دبلوم التربية والماجستيرات التي تعنى بطرائق التدريس، مع التأسيس لبنية تحتية صحيحة في المدارس لاستقبال مثل هذه المادة (مسارح-صالات تدريب).

أمينة عباس