ثقافةصحيفة البعث

الموهبة أم الجمال ؟!

 

جلال نديم صالح

عندما نبحث في مسيرة الكثير من الفنانات إن كان على المستوى العالمي أو على المستوى المحلي كثيراً ما نسمع بأن هذه الفنانة أو تلك اكتشفها أحد المخرجين أو الكتاب أو حتى المنتجين لتجد فرصتها في عالم الفن وتنطلق، ولاحقاً لو سألنا أنفسنا هل كانت الموهبة هي الوسيلة التي أدخلت تلك الفنانات إلى هذا المجال وفتحت أمامهن باب الشهرة على مصراعيه، نرى الجواب الأكثر دبلوماسية للكثيرين سيكون نعم، في حين سيكون الرأي الآخر أن الشكل هو الباب الذي دخلت منه الكثيرات، وبالتأكيد الحديث في هذا الموضوع ليس بالجديد فقد كتب فيه ربما الكثير، لكن لابد من الخوض فيه مجدداً كونه بات يطفو على السطح بما نتابعه اليوم، ففي نظرة سريعة على تاريخ السينما سنجد الكثير من الأسماء التي خلدتها السينما وذاكرة المشاهد على المستويين العالمي والعربي اعتمدت بالدرجة الأولى على جمال الشكل الذي كان العامل الأساسي في الانتشار والشهرة التي حققتها الكثيرات، فعلى سبيل المثال في السينما المصرية سنجد الكثيرات أمثال زبيدة ثروت وليلى فوزي ومريم فخر الدين، وكثيرات ممن كان الجمال جواز سفرهن للدخول إلى عالم الفن، لكن بالتأكيد هذا لا يعني التقليل من موهبتهن ويكفي أن نبحث في حصيلة إحداهن من الأفلام التي تعيش في ذاكرة السينما العربية إلى اليوم حتى نتأكد من هذه الحالة، ولو طبقنا هذه القاعدة في مجال الدراما التلفزيونية التي نتابعها اليوم وأعدنا طرح السؤال أيهما أكثر تأثيراً وأقدر على تسويق الفنانة في عالم التمثيل، ولو نظرنا إلى العدد الكبير من الفنانات اللواتي قدمن من عالم الأزياء ومسابقات الجمال أو من مجال الإعلانات التجارية، الجواب سيكون أن الجمال هو المعيار الأشد تأثيراً في انطلاقة النجمات، أو حتى في اختيار فنانة ما لدور محدد، والسبب الأساسي في اعتقادي هو نمط الأعمال التي تظهر في الدراما وتكاد تصبح موضة تنحو باتجاه تكريس جمال الشكل كمعيار أساسي، وبقية المعايير تأتي لاحقاً، إذ يكفينا اليوم البحث في كم الأعمال التي اعتمدت على جمال البطلة والتركيز على الملابس والديكور لتأتي قصة العمل في الدرجة الثانية أو الثالثة في أفضل الأحول، والمشكلة عندما يصبح هذا النمط هو الغالب، لأننا سنجد أنفسنا حينها أمام دراما تلفزيونية تشبه إلى حد بعيد بعض أغنيات الفيديو كليب التي تكون فيها الصورة هي المسيطرة لتخفي وراءها الكلمة واللحن السيئين، والجانب الآخر والأهم هو تكريس حضور عدد محدد من الفنانات كنجمات للشاشة في حين تغيب أسماء أخرى.