صحيفة البعثمحليات

الأهالي يشكون واقعاً خدماتياً ومعيشياً متردياً عين ترما ..المشكلة في كم الردم ونقص العمال والآليات

 

ريف دمشق- عبد الرحمن جاويش
تغيرات كثيرة طرأت على الواقع الخدمي في بلدة عين ترما بريف دمشق بعد تحريرها من الإرهاب، حيث نفذت أعمال متعددة خلال الفترة الماضية في مجمل القطاعات الخدمية بالتعاون مع الفعاليات الأهلية في خطوة لإعادة الحياة إلى طبيعتها، نشاط وحركة دؤوبة تشهدها أغلب أحياء البلدة متوازية مع الإرادة القوية للأهالي الذين لم يوفروا جهداً لاستعادة ما فقدوه بسبب التنظيمات الإرهابية التي خربت منازلهم وأراضيهم ومحلاتهم، حيث تتابع محافظة ريف دمشق بالتنسيق مع المنظمات الدولية استكمال تنفيذ جميع الخدمات وتأهيل المؤسسات حسب الأولويات.
“البعث” رصدت الواقع الخدمي في البلدة وما ينفذ من أعمال، والتقت العديد من المواطنين الذين أكدوا أن الواقع الخدمي شهد تغيراً نوعاً ما، إلا أن بعض المنغصات ما تزال موجودة، فأكثر الأهالي عادوا إلى حي النسيم وبلغت نسبتهم 25%، ولم يشهد هذا الحي بعد أي خدمات، ويحتاج إلى ترحيل أنقاضه وتأمين الكهرباء، وحالياً يستجر القاطنون الكهرباء عن طريق الأمبيرات، وهذا مكلف ويشكل عبئاً كبيراً عليهم حيث يدفع المشترك 500 ليرة ثمن استجراره للكهرباء إلى منزله، ويحصل على الماء بواسطة الصهاريج بمبلغ 300 ليرة، وماء الشرب عن طرق البائعين المتجولين، ويرى القاطنون العائدون إلى منازلهم ضرورة تأمين خزان كهرباء للحي، والبدء بمد شبكات مياه، وتسيلك مجاري الصرف الصحي وغيرها من الخدمات.
أحمد العلي رئيس مجلس بلدة عين ترما تحدث مبرراً الواقع الخدمي الموجود بالبلدة، ومعترفاً بالمشاكل الأساسية في كم الردم الكبير ونقص العمال والآليات نظراً لضعف الموازنة وتأخر تنفيذ برامج المساعدات، مشيراً إلى عودة حوالي 40 ألف نسمة ممن لهم منازل في البلدة وغيرهم من المستأجرين الذين اشتروا منازل حديثاً.
وأشار العلي إلى خطة لإزالة الردم الموجود، إضافة لتزويد الحي بمحولة كهرباء، وتنظيف الريكارات وتسليك الصرف الصحي وضغط المياه في الشبكات لتجنب الهدر في حال وصلت المياه إلى الحي، وهذه الإجراءات تحتاج لإمكانات ووقت طويل، ونحن أمام واقع مرير وصعب بتمرير بعض الخدمات نظراً لأن الحي يشهد دماراً كبيراً ووجود أنقاض.
وفيما يتعلق بالمشاريع التي قامت البلدية بتنفيذها بعد تحرير البلدة تركيب 6 مضخات مياه من خلال المنظمات الدولية اكسفام وأدرا، والتعاون مع مؤسسة المياه والهلال الأحمر تم تركيب خزانات في كافة الطرقات لتزويد الأهالي بمياه شرب نظيفة، وتقوم البلدية بالتعاون مع صهاريج الهلال الأحمر ومؤسسة المياه بتعبئة المياه في الخزانات، وينفذ حالياً مشروع صرف صحي بطول 250م استبدال شبكة بنزلة الوادي ينفذه المجلس الدانماركي للاجئين.
وأشار رئيس البلدية إلى وجود خطة سيتم فيها استبدال وصيانة لكافة خطوط الصرف الصحي للأحياء المكتظة بالسكان، وإسعافياً تم إصلاح صاروخ التسليك نقوم به بتنظيف بعض الريكارات المنتشرة بالبلدة.

احتياجات ومطالب
قال العلي إن الآليات الموجودة في البلدية حالة يرثى لها، حيث إن جميع الآليات خارج الخدمة تحتاج لصيانة، ونحن في البلدية قمنا بإصلاح جرار واحد حسب إمكانياتنا، إضافة لإجراء صيانة بسيطة لسيارة القمامة، ولنتمكن من تقديم مزيد من الخدمات للعائدين ضرورة تزويد البلدية بتركس وسيارة قمامة وضاغطة وقلاب وجرار من أجل ترحيل القمامة، ونضطر حالياً لحرقها لصعوبة ترحيلها، ونأمل بتنفيذ وعود المحافظة بتزويد البلدية بالآليات، ونعاني في البلدية نقص باليد العاملة ويوجد لدينا عمال مفروزون للبلديات، قسم لم يتخلَّ عنهم رؤساء البلديات، وقسم آخر يرفض العودة وحسب عدد السكان الحاليين نحتاج ليد عاملة ومهندس متفرغ للبلدية، وفيما يتعلق بترحيل الأنقاض حالياً لا يوجد إمكانيات لترحليها، و قدمت البلدية كشوف تقديرية نظراً لكثرة الردم الموجود بالبلدة لأنها تعوق تقديم الخدمات وعودة الأهالي إلى البلدة خاصة إن هناك أبنية بحاجة لتكسير وترحيل، وهناك في الأحياء أكوام من الردم تحتاج إلى مئات الملايين، ونتمنى من المواطنين التعاون وتقديم العون لمساعدة البلدية وخاصة أصحاب الأموال أسوة بباقي المدن بحل هذه المعضلة، ونطالب بتأمين فريق وأجهزة لفحص المواد المتفجرة تفادياً لأي حوادث قبل العمل بإزالة الأنقاض، وتحتاج البلدية 30 محولة كهربائية لعودة التيار لوضعه السابق، ونأمل بتنفيذ قرار تأمين خط مواصلات عين ترما وانطلاق الباصات من شارع الثورة كما كان سابقاً، علماً أن هناك موافقة على ذلك، ولكن تأخر التنفيذ إضافة لعودة كافة السرافيس العاملة على الخط لعملها لحل أزمة المواصلات ومعاناة الأهالي، ونأمل بإيجاد حلول للأنفاق المتواجدة بالبلدة وضرورة إغلاقها أو ردمها.

متابعة ومشاريع
تتابع البلدية مع الشركات والمنظمات عمليات ترميم المنازل وإكساء بعض منها حيث تم تخديم الدفعة الأولى من البطركية، ويوجد حالياً موافقة 54 منزلاً سيبدأ العمل بها، وتسعى البلدية من خلال دراسة وكشوف للإسراع بتنفيذ مشروع إزالة الأنقاض، وهذا يخص شريحة كبيرة من المواطنين ليتمكنوا من العودة لمنازلهم لترميمها والسكن فيها وتخليصهم من معاناة الأجار والمصاريف. وهناك مشاريع صيانة شاملة لخطوط الصرف الصحي وإعادة شبكتي الكهرباء والهاتف وترميم للمدارس المهدمة، إضافة لتشجيع أصحاب المهن والحرف والمعامل بالعودة إلى العمل داخل البلدة، وتقديم تسهيلات لهم إضافة لتسهيل عمليات الدخول والخروج من البلدة و بالعكس، وهناك تنسيق تام مع الجهات الحكومية لتسهيل الدخول، ومؤقتاً يحصل المواطن المقيم على ورقة إقامة يدخل ويخرج بها. وفيما يتعلق بالوضع التمويني والصحي كافة المواد متوفرة وبأسعار مناسبة، وهناك عدد من المحلات عادت لعملها، ويوجد صالة استهلاكية، وفي الجانب الصحي هناك مركز صحي ومستوصف، وشهدت عين ترما عودة لعدد من الأطباء، وفتح عيادات خاصة وصيدليات متوفر فيها كافة أنواع الأدوية العلاجية والإسعافية.