رياضةزواياصحيفة البعث

خيار صائب ولكن

 

 

لاقى خبر تعاقد نادي الاتحاد مع المدرب ياسر السباعي لموسمين متتاليين، والمقرر أن يعلن عنه رسمياً اليوم أو غداً على أبعد تقدير، ارتياحاً واسعاً في الشارع الكروي الاتحادي، وهو ما اعتبره البعض خطوة متقدمة ومهمة على طريق تصحيح مسار الفريق الأول بكرة القدم، بالنظر إلى ما يحظى به السباعي من مكانة كبيرة في نفوس جماهير النادي، فضلاً عما يتمتع به من أخلاق عالية ونجومية حقيقية منذ أن كان لاعباً في ناديه الأم الاتحاد، وأحد أعمدة منتخباتنا الوطنية للشباب والرجال، بالإضافة إلى مسيرته الناجحة والموفقة كمدرب في أحد أندية الخليج العربي، وبالتالي فإن ما اكتسبه من خبرة كبيرة خلال رحلته الاحترافية الطويلة يضعه في الصف الأول من المدربين الوطنيين القادرين على إحداث تغيير حقيقي في شكل وهوية فريقه الجديد، وتوجيه بوصلته نحو سكة البطولات والانتصارات فيما لو توفر له الدعم المتاح والممكن والبيئة المناسبة لتطبيق فكره ورؤيته الاحترافية.
ولعل خيار إدارة نادي الاتحاد الذي وصف بالصائب نجح إلى حد بعيد في التخفيف من حدة الانتقادات التي طالت القائمين على الفريق على خلفية فشله الذريع في بطولتي الدوري والكأس خلال هذا الموسم والمواسم السابقة، ولكن تبقى العبرة في الخواتيم، والسؤال الذي يطرح نفسه أمام هذا التطور النوعي في الكرة الاتحادية هو: هل يكفي إدارة النادي أن تتعاقد مع مدرب نخبوي من صنف السباعي للقول والتأكيد بأن النادي بدأ يتعافى ويسلك الطريق الصحيح.
ما نراه على المديين القريب والبعيد أن مهمة أي مدرب في الدوري المحلي بمثابة مغامرة حقيقية، نسب فشلها أكبر من نجاحها، بالنظر إلى حجم ما تعانيه أنديتنا الكبيرة والصغيرة من واقع إداري وفني ومالي متذبذب وغير مستقر، وهي غير قادرة على تطبيق الفكر الاحترافي الناضج، وتأمين مقوماته واحتياجاته، وبالتالي فإن الحاجة تبدو أكثر من ماسة لاتخاذ خطوات إضافية بمستوى وأهمية التعاقد مع المدرب السباعي، بأن تبعد أولاً الفريق عن دائرة التجاذبات والصراعات، وثانياً أن تمنح المدرب مطلق الصلاحيات في اختيار اللاعبين، وآلية التعاقد معهم، وثالثاً والأهم إخضاع الفريق بما فيه المدرب وطاقمه المساعد إلى نظام احترافي محكم يحدد الموجبات والواجبات، ويكون معياراً ومقياساً للالتزام والأداء والنتائج.
معن الغادري