صحيفة البعثمحليات

مع عرض التجارب الدولية في إعادة الإعمار مراعاة خصوصية كل منطقة وضرورة التقييم البيئي لتجنب المخاطر

 

 

 

دمشق – فداء شاهين
في إطار أعمال المؤتمر الدولي العلمي الأول لإعادة إعمار سورية الوطن الذي أقامته كلية الهندسة المعمارية والمعهد العالي للتخطيط الإقليمي في جامعة دمشق، وحمل عنوان “إعمار سورية الوطن“ بين الواقع والطموح،عرض المحاضر الدكتور محمود شرف الدين من الجامعة اللبنانية التجربة اللبنانية في إعادة إعمار جنوب لبنان، وعزا صعوبة إسقاط التجربة في سورية كون إعادة الترميم في لبنان شملت نحو 300 مبنى، بينما في حلب وحدها يوجد أكثر من أربعة آلاف. كما أن لكل حالة إعمارية بيئتها سواء الاجتماعية أو العمرانية أو العشوائية، ويجب أن تكون الدراسات منطلقة من الواقع السوري، لاسيما أن لكل منطقة خصوصيتها، مبدياً استعداده لوضع كافة الخبرات وتقديم الأفكار لإعادة الإعمار في سورية.
وتحدث المحاضر الدكتور محمد عمر الورد عن المشروع البحثي المشترك بين جامعة دمشق ومركز البحوث العلمية الهندسية الزراعية في روسيا “مميزات إنجاز مشاريع التوليد الموزع للطاقة في مجال الزراعة“ الذي يمكن تطبيقه في سورية، والذي يميز هذا المشروع أن لديه خلايا كهروضوئية لتوليد الكهرباء لا تعتمد على مبدأ السليكون، إنما على مبدأ آخر التي اعتمد في روسيا لتوليد الكهرباء في المحطات الفضائية، وتخدم القطاع الزراعي ضمن إطار تأمين مصادر الطاقات المتجددة على مبدأ التوليد الموزع، ويخفف من نقل الطاقة عبر الكبلات من أماكن بعيدة، كما يخفف من كثرة الأكبال ومخاطرها وبتكاليف أقل من الطرق التقليدية.
وأشار الدكتور يحيى الزعبي من الجامعات الأردنية إلى ضرورة تشجيع عودة المهجرين والصناعيين ورؤوس الأموال إلى سورية، وتشجيع عمل المكاتب الهندسية التخصصية، والأهم الاستفادة من تجارب سورية سابقة بالإعمار من دون مواد الحديد، ونجحت حيث نفذت مجموعة مدارس في سورية باستعمال الحجر فقط، علماً أنه يجب توطين التقنية في سورية بما يناسب سورية.
وأوضحت عميد المعهد العالي للتخطيط الإقليمي الدكتورة ناتاليا عطفة أن جميع مخرجات المعهد هي مترابطة مع قضايا وتحديات الإعمار، وأهمها ورشات العمل الكبيرة التي تم إنجازها مع الطلاب عن دمشق الكبرى ومنهجيات رصد الأضرار، علماً أنه يوجد دورات تدريبية للجهات الحكومية، في وقت يوجد شراكات مع عدة مؤسسات، ويجب أن يكون هناك ربط وتواصل بين المؤسسات والجامعة بشكل أكبر.
ولفتت نائب عميد المعهد العالي للتخطيط الدكتورة رويدة ديب خلال عرض عن أهداف ومخرجات المعهد العالي للتخطيط الإقليمي إلى أن المعهد يضم ماجستير تأهيل وتخصص ماجستير أكاديمي الذي يضم خمسة أقسام، والهدف تقديم الخبرات اللازمة في مجال التخطيط الإقليمي، وفي مجال التخصصات الدقيقة المرتبطة فيه. وبينت رئيسة قسم الموارد الطبيعية وحماية البيئة في المعهد العالي للتخطيط الدكتورة غادة بلال أن الاختصاصات التي يتضمنها المعهد تهدف للوصول إلى مرحلة متكاملة من إعادة الإعمار باعتبارها تحتاج إلى تخطيط متكامل، إضافة إلى موضوع التقييم البيئي الهام في طريق تغيير كل محاور المشروع، في حين مازال الوقت الحالي والعصري بحاجة إلى موضوع البيئة والتقييم البيئي، حيث يوجد موارد طبيعية يجب الحفاظ عليها، منها نهر بردى الذي تحول إلى قناة بيتونية للصرف الصحي، وتم الطلب بإعادة إحياء النهر وتحويله إلى شكله الحقيقي بنباتاته، إضافة إلى موضوع الحفاظ على الأراضي والتقييم البيئي عند إعادة بناء المنشآت الصناعية والمخالفات وغيرها بهدف خدمة المواطنين لا أن تكون مصدر خطر بيئي عليهم.