ثقافةصحيفة البعث

السويداء في مهرجانها الثقافي.. فكر وانتماء

 

اختتمت في السويداء فعاليات المهرجان الثقافي التي شكلت حراكا ثقافيا مميزا في كافة المراكز الثقافية المنتشرة على ساحة المحافظة عبر باقة من المحاضرات والندوات والمعارض والأعمال المسرحية التي كانت حاضرة بقوة في يوميات المهرجان، إضافة إلى العروض السينمائية والأمسيات التراثية والفنية والشعرية والحفلات الموسيقية والغنائية والتي شارك فيها عدد من مثقفي وشعراء وفناني المحافظة، وشهد المهرجان أيضا إطلاق مشاريع ثقافية متعددة ومنها المنبر الثقافي، والتشجيع على القراءة ورعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ورعاية أبناء الشهداء، وقد نجح منظمو المهرجان في تحقيق حالة تواصل بين العقول المشاركة والمتابعين أيضا، فالنقاشات التي كانت تدور في سياق المحاضرات والندوات وفي حلقات ضيقة وكذلك الجرأة الأدبية من قبل الشخصيات المختلفة المشاركة أعطت أهمية لمخرجات المهرجان بشكل وجده كثيرون رافدا مهما من روافد الحركة الثقافية في المحافظة وربما على ساحة القطر بشكل عام.
يقول هنا الرفيق يحيى الصحناوي عضو قيادة فرع الحزب رئيس مكتب الثقافة والإعداد أن المهرجان يعكس الهوية الحقيقة لأبناء الوطن عبر إيمانهم بأعمدة الثقافة من مسرح وفن وموسيقى كروافع أساسية لبناء المجتمع المتطور والمتقدم وكأدوات مهمة لمواجهة الفكر التكفيري الوهابي، والمشاركة الواسعة في المهرجان من قبل أبناء الوطن خير دليل على حالة وعي متقدم عند أبناء المجتمع بدور الثقافة في النهوض بالواقع والارتقاء به نحو الأفضل.
وأشار مدير الثقافة باسل الحناوي إلى أن السويداء بأدبائها ومثقفيها ومفكريها وفنانيها تشكل نفحة في الثقافة السورية الأصيلة الممتدة عبر التاريخ وستبقى رافعة أساس من روافع الصمود السوري.
تفاعل جمهور المحافظة الذواق لمثل هذا النوع من الفعاليات كان واضحا وعكسه الحضور اللافت في معظم الفعاليات والنشاطات، وحالة التلقي الإيجابي والتفاعلي شكلت البوصلة الموجهة للعمل، ولو قيٌمنا جميع الفعاليات التي أقيمت خلال أيام المهرجان لاحتجنا لكثير من الجهد والوقت، إلا أن طموح المثقفين وتاريخ المحافظة الأدبي الغني والأهداف التي تقام من اجلها المهرجانات يجعلنا نقول لازلنا في بداية الأمر، ونحتاج للكثير كي نجعل كل المهرجانات فضاء ثقافيا جميلا ومنطلقا للتقارب الفكري والثقافي ليس على المستوى المحلي فحسب، بل على المستوى الوطني والقومي والإنساني بين البلدان والشعوب والمثقفين بشكل خاص في كافة أصقاع العالم لما تملكه هذه المحافظة من مقومات فكرية وثقافية تؤهلها كي تكون حاضنة لنشر ثقافة التسامح والتآخي بين الشعوب.
رفعت الديك